أكد السفير الأميركي لدى الكويت دوجلاس سليمان أن عملية "عاصفة الحزم" تثبت قدرة دول مجلس التعاون الخليجي على القيادة والقيام بالخطوات اللازمة لحماية نفسها والدفاع عن أمنها. وقال سليمان في مؤتمر صحفى عقد بالسفارة الاميركية ، بمناسبة اللقاء المرتقب بين الرئيس الأميركي باراك أوباما وقادة دول الخليج في كامب ديفيد بين 13 و14 مايو المقبل، ونشرته صحيفة القبس الكويتية فى عددها الصادرة صباح اليوم الخميس إن اللقاء سيمثل فرصة جيدة يستمع خلالها الرئيس أوباما لقادة دول مجلس التعاون باهتمام بالغ، وسيتعرف منهم على ما يهم المنطقة وحلفاء أميركا وستناقش القضايا المهمة في مختلف المجالات. واوضح فى المؤتمر الصحفى الذى نشرته صحيفة القبس الكويتية فى عددها الصادرة صباح اليوم / الخميس / أن المشاركين من الجانب الاميركي في هذا اللقاء الى جانب الرئيس أوباما كل من نائبه وممثل الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة و قال " لم يتم تحديد من سيحضر من مجلس التعاون، لكننا واثقون من مشاركة الجميع ". واشار الى أن الشرق الأوسط يمر بتغييرات كبيرة ومهمة، بعضها حققت نتائج إيجابية كما جرى في تونس، و ان الولاياتالمتحدة تتابع باهتمام ما يجري وتتفهم القلق الذي ينتاب البعض في دول مجلس التعاون الخليجي، واصفا هذا القلق بأنه "قلق غير مبرر"، وان الأمور تتطور بصورة عامة بشكل إيجابي وأن التعاون بين الولاياتالمتحدة وحلفائها في المنطقة لايزال كما هو ويسير للأفضل. وحول ما صرح به النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتى الشيخ صباح الخالد، أخيرا بأن "داعش" والحوثي يمثلان تهديداً حقيقياً لأمن الخليج، وما إذا كانت الولاياتالمتحدة على استعداد للدفاع عن حلفائها ضد هذا الخطر، أكد سليمان وجود 35 ألف عنصر من قوات الجيش الأميركي في المنطقة، إضافة إلى قطع حربية كثيرة، مشددا على استعداد الولاياتالمتحدة الدائم للدفاع عن حلفائها، مشيرا إلى وجود تعاون حقيقي ودعم لوجستي يجري حالياً. وبخصوص التقارير السنوية التي تصدرها وزارة الخارجية الأميركية حول حقوق الإنسان والحريات في عدد من دول العالم ومن بينها الكويت، ومدى مصداقية هذه التقارير، قال سليمان "أنا شخصياً كسفير للولايات المتحدة أرى فعلا صدق تلك المعلومات" مضيفا أن التقارير السنوية التي تكتبها السفارة تأتي استجابة لطلب من الكونجرس وتعتمد على معلومات موثقة من مصادر محترمة مشهود لها بالموضوعية والحيادية، وأنها عبارة عن حقائق مبنية على معطيات دقيقة، وليست آراء شخصية مبنية على عواطف. وأضاف سليمان قائلا " لا ينبغي النظر الى هذه التقارير على أنها تمثل تهديداً، وإنما تقارير موضوعية تساعد الحكومات على رفع مستوى أدائها للارتقاء بمستوى الحريات وحقوق الإنسان خاصة للمعاقين والنساء والأطفال، مؤكدا أن هذه التقارير تصدر بناء على معلومات موثوقة من مصادر غير مسيّسة ليست ضد أحد، وتتضمن مقترحات وحلولا لبعض المشاكل وتؤكد حرص الولاياتالمتحدة للعمل معا مع حكومات هذه الدول لتجاوز الأخطاء والقصور، مرحبا بالانتقادات التي توجه لبلاده بهذا الشأن. وفي رده على سؤال حول امكانية قيام تحالف جديد موجّه الى سوريا على غرار التحالف العربي ضد الحوثيين في اليمن، استبعد السفير الامريكى لدى الكويت دوجلاس سليمان وجود بوادر لهذا التوجه، مشيرا إلى أن بلاده ترى أن الخطر الأكبر حالياً في العراقوسوريا هو تنظيم داعش، والولاياتالمتحدة تقود تحالفا دوليا لمحاربة هذا التنظيم الخطير، وهناك تعاون كبير مع حكومة العراق في هذا الجانب، وتقدم ملموس تحقق من قبل حكومة العراق للتصدّي لهذا التنظيم، موضحاً أن الحل الأمثل للوضع في سوريا هو الحل السياسي بناء على بنود اتفاق جنيف 1، مع التأكيد على حق الشعب السوري في تقرير مصيره . وفيما إذا كان هو شخصيا يرى خطرا داخليا في الكويت، قال سليمان إن تحديد "الخطر الداخلي" ليس من مسئولية السفارة ولا السفير، وإنما مسئوليات حكومة الكويت. أوضح السفير سليمان رداً على سؤال بشأن احتجاز إيران سفينة تجارية أميركية اخيرا، أن المعلومات حول الموضوع لاتزال قليلة، نافياً وجود مواطنين أميركيين على متن السفينة، معربا عن استغرابه من تصرفات إيران بهذا الشكل، مشيرا الى ان الأمر حدث في منطقة محايدة وليست ضمن المياه الاقليمية لإيران ..و تتواجد الكثير من السفن التجارية في هذه المنطقة. و بشأن تحرير الأموال الايرانية المجمدة قريبا، قال "أن هذا يعتمد على مدى التزام الطرف الايراني بالاتفاق النووي، وأن الولاياتالمتحدة تراقب جيدا ذلك". وعن تقدم الدور الروسي في المنطقة، قال السفير الامريكى أن روسيا موجودة في المنطقة منذ فترة طويلة ولها مصالح وتحالفات قديمة، وهذا ليس جديداً، مشيرا إلى وجود تعاون مستمر بين الولاياتالمتحدةوروسيا ونقاش دائم حول قضايا إقليمية عدة مثل سوريا واليمن وغيرها، وأن قيام روسيا بدور سياسي لا يعني أنها أخذت مكان الولاياتالمتحدة بالتأكيد. و حول آخر التطورات المتعلقة بالمعتقل الكويتي في جوانتانامو فايز الكندري، اكد عدم وجود شيء جديد في هذه القضية وإنما هناك مراجعات دورية قائمة ومستمرة، كما ان هناك زيارات لوفود كويتية للولايات المتحدة لمتابعة الموضوع، مضيفا أن الرئيس أوباما وعد بإغلاق المعتقل، والأمر قائم، والقرار في النهاية بيد البيت الأبيض، وليس للسفارة أو الخارجية الأميركية. وفى سؤال للسفير دوجلاس سليمان عما إذا كانت السعودية قد أبلغت واشنطن بمدة زمنية ل"عاصفة الحسم"، فاكتفي بالقول "لا فترة زمنية محددة أستطيع مناقشتها مع وسائل الاعلام".