خريطة عالمية لتنويع مصادر تسليح الجيش المصرى خلال المرحلة الحالية تأتى زيارة الفريق أول صدقى صبحى وزير الدفاع والإنتاج الحربى للصين ، فى توقيت شديد الحساسية، ما بين ما تضارب المعلومات حول تسليم صفقات الطائرات الأمريكية "إف 16 لمصر" من جانب، وما يشاع عن بوادر فتور فى العلاقات المصرية الروسية بسبب صفقة صواريخ "إس 300"، التى حصلت عليها إيران من جانب أخر.
وفى هذا السياق قال اللواء أركان حرب دكتور نبيل فؤاد خبير العلوم الإستراتيجية، أنه منذ سنوات هناك تعاون مع الصين فى المجالين العسكرى والتنموى، وكانت هناك زيارات متبادلة للإستفادة من تجربتهم فى المشروعات التنموية التى تديرها القوات المسلحة.
وعلى الصعيد العسكرى قال فؤاد، أن الصين دولة متقدمة، ولديها نظم تسليح متطورة فى مجال الطائرات والدبابات والصواريخ "الأرض أرض"؛ لأنها تجيد إستنساخ السلاح الروسى من خلال "الهندسة العكسية "، وتمتاز الصين أيضا بأنها تعيد إصلاح أسلحتها المستنسخة، وتتلافى العيوب التى تظهر مع الإستخدام.
وأوضح الخبير العسكرى أننا خرجنا من حرب أكتوبر 73 بدرس، عن ضرورة تنويع مصادر السلاح ، ولكن للأسف لم نستفيد منه وقتها بشكل كاف، ونجحت أمريكا فى إحتواء مصر حتى تحولنا بالكامل من السلاح الشرقى إلى الأمريكى ، لتظهر المشكلة عقب ثورة 30 يونيو، حينما علقت واشنطن صفقات الطائرات الأباتشى و"الإف 16"، بما فيها طائراتنا التى كانت تجرى لها عمليات صيانة عندهم ،بهدف الضغط على القاهرة.
وشدد أستاذ العلوم الإستراتيجية على أن مصر عادت مرة أخرى لتنويع مصادر تسليح الجيش،لنأخذ من كل دولة أفضل ما لديها من نظم تسليح تناسب الظروف المصرية، حيث كان التركيز المصرى على منظومة صواريخ "إس 300" الروسية؛ لأنها أحدث وأفضل نظم الدفاع الجوى، كما إتجهنا إلى فرنسا وتعاقدنا على طائرات "رافال "المتقدمة جدا ، ومع ألمانيا وإيطاليا حصلنا على غواصات "دولفين"،متمنيا ألا تنجح أى دولة من هؤلاء فى إحتواء مصر مرة أخرى، حتى لا ينفرد أحد الأطراف بتسليح الجيش المصرى.
ومن جانبه أوضح اللواء طلعت مسلم الخبير العسكرى والإستراتيجى،أن مصر على ضوء تجاربها السابقة ،لا تأخذ عقيدتها القتالية من الشرق ولا من الغرب، ولكن على مر تاريخ الجيش المصرى، إستطعنا تطويع السلاح الشرقى والغربى الروسى والأمريكي، ليدخل فى إطار العقيدة العسكرية المصرية.
وشدد مسلم على أن القوات المسلحة دائما ما تدخل تعديلات وإضافات على نظم التسليح المستوردة ، ويتم تطويرها وتطويعها من حيث المدى والإستخدام لتتناسب مع العقيدة القتالية وظروف البيئة والأجواء المصرية ، والدول المجاورة لنا وأيضا الأخطار المحدقة بجيشنا.
وأكد الخبير الإستراتيجى على أن العلاقات مع الصين ترتكز الأن على المحورين العسكرى ،وأيضا الصناعى التكنولوجى التنموى، مشيراً إلى أن مصر تسعى للإستفادة من االتقدم الصينى فى مجال التكنولوجيا الراقية، ونحن مقبلون على تنفيذ المشروع النووى المصرى، بالإضافة للتكنولوجيا الصغيرة والبسيطة التى تستخدم فى تنفيذ المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، لافتا إلى أن الصين لها تجربة ناجحة فى ذلك، طبقتها مصر لفترة من خلال مشروعات عرفت "بالأسر المنتجة" ثم توقفت، ومن المهم إعادتها الأن لمحاربة البطالة والفقر، فى ظل إرتفاع نسبة ربات البيوت المعيلات.