الدكتور عبد العاطى : الاتفاق على البرنامج النووى الإيرانى سيدفع المنطقة إلى سباق التسلح السفير جمال بيومى : المجتمع الدولى يقدر دور مصر الإقليمى فى حفظ السلم والأمن اللواء حمدى بخيت : بدأ المجتمع الدولى يفطن أخيرا إلى خطورة تنامى الأنشطة النووية جاءت جولة وزير الخارجية بنيويورك لبحث عدة ملفات على رأسها حضور مؤتمر مراجعة اتفاقية منع الانتشار النووى فى توقيت بالغ الدقة خاصة عقب الاتفاق الاطارى الذى تم توقيعه بين مجموعة 5+1 وإيران حول برنامجهها النووى وما ترتب عليه من تنامى المخاوف العربية حياله ، ومن جانب آخر تكتسب مناقشة تلك الاتفاقية أهمية كبيرة فى اطار تنصل إسرائيل من أية التزامات دولية إزاء السلاح النووى المزمع امتلاكها إياه. كما يناقش شكرى مسألة دعم مصر فى ترشحها للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن لعامى 2016 و2017 وغير ذلك من القضايا المهمة. ونرصد مع عدد من الخبراء على الصعيد الدبلوماسى والإستراتيجى والقانونى؛ لمناقشة هذه الزيارة وما أسفرت عنه من نتائج. على الصعيد القانونى ، قال د. مساعد عبد العاطى أستاذ القانون الدولى والمستشار بالنيابة الادارية أن مصر تحظى بقبول واحترام واسع النطاق من قبل المجتمع الدولى نظرا لجهودها المبذوله ودورها التاريخى فى حفظ السلم والامن الاقليميين مما سيكون له كبير الأثر الإيجابى ، مشيرا أن قبول مصر لعضو غير دائم فى مجلس الأمن يستلزم موافقة 9 أعضاء من اجمالى 15 عضو على أن يكون الدول دائمة العضوية من بينهم ، كما أشار إلى مصر سيتاح لها عبر هذا المقعد التعبير عن وجهة نظرها وأمتها العربية والإفريقية تجاه مختلف القضايا كما سيمكنها من تبنى قضايا دائرتها الإفريقية وهو الدور الذى غابت هنه لسنوات. كما أكد عبد العاطى، على أن طبيعة نظام مجلس الأمن وآلية اتخاذ القرار تمخضت عن ظروف دولية مغايرة تماما وهى الفترة التى اعقبت انتهاء الحرب العالمية الثانية وقد عكفت دول الحلفاء الخمس المنتصرة على التحكم التام فى القرار السياسى من خلال حق الفيتو ولكن الظروف الآن تغيرت ويجب أن تلقى بظلالها على آلية اتخاذ القرار ونظام العمل. وعلى مستوى مؤتمر مراجعة اتفاقية منع الانتشار النووى أشار الدكتور عبد العاطى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعقد مؤتمرات دورية لتدارس وتقييم سلوك الدول المستخدمة للأنشطة النووية كما يتم دراسة مدى التزامها بالقواعد القانونية الواردة فى وثيقة الوكالة. وأوضح الدكتور عبد العاطى أن الاتفاق الاطارى الذى تم مؤخرا بين مجموعة 5+1 وإيران حول برنامجهها النووى يلقى بظلاله على ذلك المؤتمر لما يسببه هذا الاتفاق من جدل واسع النطاق خاصة فى المنطقة العربية التى تنظر بعين الرضا إلى السياسات الإيرانية ، مؤكدا أن السلوك الإيرانى والإسرائيلى حيال نشاطهما النووى يعمل على تهديد الأمن والسلم الاقليميين كما يدفع المنطقة لسباق التسلح النووى. كما اكد الدكتور عبد العاطى أنه ليس شرطا انضمام كل من إيران وإسرائيل إلى معاهدة منع الانتشار النووى لإخضاع نشاطهما للمراقبة الدولية وذلك لأن الأممالمتحدة ومجلس الأمن يحق لهما مراقبة ومتابعة واتخاذ كافة التدابير إزاء كل ما يهدد السلم والأمن الدوليين على اعتبار أن ذلك هو الغاية الأسمى من إنشاء الأممالمتحدة. كما أشار الدكتور عبد العاطى أن مصر دولة رائدة على صعيد اخذ زمام المبادرة فى حث المجتمع الدولى على القيام بمهامه ومسئولياته تجاه النشاط النووى وتحديدا ضد السلوك الإسرائيلى واخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل ولكن ازدواجية معايير المجتمع الدولى بسبب الإنحياز الأمريكى لإسرائيل حال دون اتخاذ الاجراءات المناسبة. على الصعيد الدبلوماسى ، اكد السفير جمال بيومى مساعد وزير الخارجية الأسبق وأمين عام اتحاد المستثمرين العرب أن مصر دولة تحظى باحترام كبير لدى المجتمع الدولى نظرا للأدوار الاقليمية بالغة الحيوية التى تقوم بها على صعيد الأمن والاستقرار الاقليمى ، مشيرا إلى أن المجتمع الدولى يعتبر مصر دولة مضيفة للأمم المتحدة ولجهودها فى تحقيق السلام فى المنطقة العربية كما أن المجتمع الدولى لازال يتذكر وينظر بعين التقدير لمبادرة السلام التى تقدم بها الرئيس الراحل أنور السادات، والتى كانت اكبر دليل ملموس على قيم السلام والتسامح التى توسم الشخصية المصرية وتمثل أحد أهم ملامح سياسة الدولة الخارجية. وعلاوة على ذلك أوضح السفير بيومى أن الرئيس السيسى نجح فى تصدير صورة ايجابية لمصر باعتبارها الدولة ذات منظومة القيم المتوافقة مع قيم الحداثة والديمقراطية وأبرزها التسامح وقبول الآخر والعيش المشترك ، مؤكدا أن هذه الصورة الإيجابية بخلاف النضال المصرى الطويل فى تحقيق السلام له صدى طيب عند المجتمع الدولى مما سيكون له كبير الأثر الإيجابى على دعم مصر فى ترشحها للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن. وفيما يتعلق باتفاقية منع الانتشار النووى اكد السفير بيومى أن المجتمع الدولى مزدوج المعايير فيما يتعلق بالبرنامج النووى الإيرانى حيث لا يتخذ أية اجراءات إزاء ما تعلنه إسرائيل عن امتلاكها لرؤوس نووية ، كما أشار إلى المخاوف الخليجية المتنامية إزاء توقيع الاتفاق الاطارى بين مجموعة 5+1 وإيران حول برنامجها النووى الأمر الذى يستدعى من الخارجية المصرية بذل مزيد من الجهود على صعيد حث الأممالمتحدة لاتخاذ اجراءات وتدابير لاخضاع كل المنشأت النووية فى المنطقة إلى رقابة صارمة كما يجب بذل الجهود لحث المجتمع الدولى لتبنى وجهة النظر المصرية التى لطالما نادت بها لاخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل. على الصعيد الاستراتيجى قال اللواء اركان حرب حمدى بخيت الخبير العسكرى أن ادراك وتفهم القيادة المصرية موقع مصر ودوائر انتماءاتها ويقظتها إزاء متطلبات الأمن القومى المصرى ونشاطها المكثف على المستوى الخارجى انعكس على آداء وزير الخارجية الذى يبذل جهودا حثيثة من أجل حشد الدعم الدولى للقضايا المصرية المختلفة. وفيما يتعلق بجهود الخارجية لدعم ترشح مصر لنيل العضوية غير الدائمة فى مجلس الأمن للعامين الماضيين ، اكد اللواء بخيت أن الخارجية استطاعت الحصول على دعم دوائر حيوية مثل مثل العربية والإسلامية بخلاف دعم التجمعات الإقتصادية المهمة مثل الكوميسا والايكواس ، مضيفا أن مناطق مثل شرق أوروبا وامريكا اللاتينية لازالت تحتاج بذل مزيد من الجهود لضمان دعمها لمصر وهذا ما يقوم به وزير الخارجية فى المرحلة الحالية. كما أضاف بخيت أن مصر الآن تحظى بصورة طيبة وايجابية لدى المجتمع الدولى باعتبارها الدولة المنفتحة المندمجة مع العالم الحديث ذات الأدوار الاقليمية شديدة الحيوية مما سيكون له كبير الأثر على وضع المصرى الدولى. وحول مؤتمر مراجعة اتفاقية منع الانتشار النووى أشار بخيت إلى أن المجتمع الدولى بدأ فى استشعار خطورة تنامى النشاط النووى خاصة بعد الاتفاق الاطارى الذى تم بين مجموعة 5 +1 مع إيران حول برنامجهها النووى، مضيفا أن دولا أخرى ستحزو نفس الحزو بامتلاك التكنولوجيا النووية. وأوضح اللواء بخيت أن افتقاد العالم للمظلة القانونية الرادعة والتدابير الازمة ضد النشاط النووى خاصا إزاء إسرائيل وإيران عمل على تشجيع بعض الدول الأخرى لخوض التجربة النووية مما شكل دافعا قويا للدول الكبرى أن تعيد حساباتها وتتخذ اجراءات اكثر جدية حيال هذه الظاهرة التى تنظر إليها بعين القلق متبنين فى ذلك وجهة النظر المصرية التى لطالما عرضتها على مدى قرون فى اخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل. وفيما يتعلق بالاتفاق الأمريكى الإيرانى حول برنامجهها النووى اكد اللواء بخيت أن كلا الطرفين اتفقا على كل ما يمكن الاختلاف عليه حيث تقوم إيران بالدور المرسوم لها من قبل الولاياتالمتحدة فى تأجيج الصراعات الطائفية فى المنطقة العربية مقابل اطلاق نفوذها ، ولكن ذلك لن يقوض المحاولات الأمريكية فى تحجيم القدرات الإيرانية بعد أن ادركت أنه لا جدوى من منع إيران لامتلاك التكنولوجيا النووية.