استعاد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، ذكرياته بمناسبة الذكري ال33 لتحرير سيناء في مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسي، ببرنامج "علي مسئوليتي"، عبر فضائية "صدي البلد"، اشبه بخطاب من خطاباته في أعياد تحرير سيناء. النص الكامل لمداخلة "مبارك": وجه "مبارك"، في بداية حديثه التهنئة لجموع الشعب المصرى بمنابة ذكرى تحرير سيناء قائلاً: "كل عام ومصر وشعبها وقيادتها وجيشها بخير ف25 إبريل بالنسبة لى يشعر فيه بالفخر والعزة شأنى في ذلك شأن كل مقاتل وكل جندى مصرى يحمل شرف العسكرية المصرية وينتمى للمؤسسة العسكرية المصرية العريقة، فانا أنتمي لجيل عاصر حروبًا كثيرة منها حرب 56 وحرب اليمن وحرب 67 وبهذه المناسبة فقد كنت في 5 يونيو 67 طائرا في سماء مصر أقود سرب من القاذفات ورأيت طائرة وهى تضرب على الأرض، وشعرت يومها بالمهانة والتحدى أن نعيد بناء جيشا وقواتنا المسلحة كى نمحى عار الهزيمة. وأضاف؛ "قضيت سنوات طويلة في بناء القوات الجوية وتدريب وتخريج دفعات متتالية من الطيارين فجهد كبير قمنا به جميعا في كل أفرع القوات المسلحة والجيوش في حرب الاستنزاف حيث كان يتم توجيه ضربات في عمق إسرائيل وفى ذات الوقت يتم بناء الجيش استعدادا للمواجهة والنصر حتى اخذ الرئيس السادات قراره التاريخى بالعبور، يومها كانت القوات الجوية في طليعة القوات وقامت كل القوات والجيوش بملحمة تاريخية في العبور والنصر واستطاعنا كسر اسطورة العدو الذى لا يقهر وتم عبور خط بارليف ورفع العلم المصرى، والشعب المصرى لن يقبل الهزيمة مرة أخرى وحاربنا ونعرف اننا لسنا امامنا إلا النصر فقط وربنا فهذا تاريخ فهذا تاريخ يفخر به كل جيل شارك في ملحمة أكتوبر المجيدة . وتابع؛ "أريد ان ارجع ليوم 6 أكتوبر 1981 يوم امتدت يد الإرهاب الغادر ونالت من الرئيس انور السادات ومقتها كنت نائبا لرئيس الجمهورية ولم تكن مصر استردت كامل أراضيها وقتها شعرت بمسئولية كبيرة تلقى على عاتقى وكان يجب ان نتحرك بسرعة ونحكم السيطرة على البلد كى لا تنقض عليها تيارات تسمى بالاسلام السياسى والحمد لله أفشلنا مخططهم بتحقيق غايتهم في استهداف البلد لأنهم كانوا يستهدفون الانقضاض على حكم مصر وليس فقط على اغتيال الرئيس الراحل انور السادات، وكان لدي تخوف أكبر أن تستغل إسرائيل هذه الظروف لتتنصل من معاهدة السلام وتتوقف عن تنفيذ المراحل التالية من الانسحاب من الأراضى المصرية لذلك حرص عندما نعى الرئيس السادات على التأكيد على التزام مصر بمعاهداتها الدولية وهذه كانت رسالة واضحة لإسرائيل أننا لن نتنازل عن حقوقنا في استرداد كامل أراضينا واعتبر أن همه الاول استكمال مهمة استرداد الأرض". واستطرد؛ "كانت هناك ثلاث مراحل المرحلة الاولى انتهت في 75 بعد اتفاقية فصل القوات واستردت مصر فيها منطقة المضايق وحقول البترول على الساحل الشرقى لخليج السويس وتم إعادت فتح قناة السويس أما المرحلة الثانية فكانت من 79 :82 بعد توقيع معاهدة السلام وكان الانسحاب من خط العريش ورأس محمد يعنى حوالى 40 الف كيلو مربع اما المرحلة الثالثة فكانت انسحاب إسرائيل إلى الحدود الشرقية وكان محدد لها 25 إبريل 1982، وقد فوت على إسرائيل كل المحاولات للمراوغة او التراجع عن المعاهدة التى وقعت مع الرئيس السادات إلى ان تم الانسحاب في 25 إبريل وكنت اتمنى ان يرفع الرئيس السادات العلم لأنه كان صاحب قرار الحرب والسلام ودفع حياته ثمنا لتحرير الأرض، وكانت إسرائيل تراوغ بكل السبل من اجل الاحتفاظ ب"طابا"، وهى كيلو متر مربع واحد وليست من الحدود التاريخية لمصر وكانوا يريدون تأخير الانسحاب المقرر للمرحلة الثالثة ولكن المادة السابعة من اتفاقية السلام تقول لو حدث اختلاف يتم التفاوض وفى حالة عدم التفاوض يتم اللجوء للتحكيم الدولى فقلت لا ننهى المرحلة الثالثة ثم ننهى موضوع طابا ولكن إسرائيل ظلت تراوغ أربع سنوات على سؤال التحكيم لكن موقفى واضح ومعلن لن نفرط في شبر واحد من أرضنا". وختم مداخلته قائلاً؛ "اقول هذا الكلام للتاريخ لان هناك من جاء بعد ذلك وحاولوا السيطرة على البلد ويقدمون جزءا من سيناء لهم ولكن المهم مع الإصرار على موقفنا اضطرت إسرائيل لقبول سؤال التحكيم في يناير 1986 فتم تشكيل لجنة على اعلى مستوى قادوا معركة شرسة وقدموا كل الدفوع والحجج القانونية والوثائق والخرائط التى تثبت حق مصر في طابا".