مازالت الحرب مع إسرائيل تمتد منذ أعواماً كثيرة ،وكانت "أرض سيناء" غالية علي المصرين و المحور الأساسي في الصراع مع الإسرائيلين ، ويحتفل المصريون اليوم 25 إبريل بتحرير سيناء وعودتها إلي أحضان أبنائها من الاحتلال الإسرائيلى في عام 1982، واكتمل التحرير عندما رفع "حسني مبارك" الرئيس السابق، علم مصر على مدينة طابا آخر بقعة تم تحريرها في عام 1989. تحرير سيناء في 25 إبريل، وهو اليوم العظيم الذي مازال في نفوس المصرين فخرًا كبيرًا لإستردادها وعودتها إلي أحضان الوطن ، ويُعد هذا اليوم تعبيرًا عن النصر العظيم ، وإننا قادرين في كل زمان أن نحمي وطننا الغالي وأرضنا مثلما انتصرنا في 6 أكتوبر عام 1973.
ونحتفل نحن بسيناء كل عام مرتين, مرة في أكتوبر رمزا لنصر عسكري حققه رجال القوات المسلحة في ملحمة غير مسبوقة في تاريخ الحروب الحديثة, ومرة في أبريل رمزا لانتصار الإرادة المصرية الصامدة عبر مفاوضات طويلة وشاقة بعد توقيع معاهدة السلام "كامب ديفيد" في مارس 1979 بين مصر وإسرائيل بوساطة أمريكية، إن ملحمة تحرير سيناء حربا وسلاما درسًا لنا جميعا يجب أن نتعلم منه، في كل معركة يمكن أن تنزلق مصر إليها.
البداية القرار الحاسم "المرحلة الأولي"
كان قرار الرئيس جمال عبدالناصر بإغلاق مضيق تيران وإخراج قوات الأممالمتحدة من الأراضى المصرية من الأسباب التى اتخذتها إسرائيل مبرراً لشن حرب 1967، واستمر الاحتلال ست سنوات إلى أن عبر الجيش المصرى قناة السويس 1973 ودمر خط بارليف وتم استرداد سيناء، فبعد اليوم السادس عشر من حرب أكتوبر الذى برزت فيه قواتنا المسلحة حروف من نور فى تاريخ مصر وغيرت موازين القوى فى الشرق الأوسط وأعادت الثقة للجندى المصرى.
المرحلة الثانية
بدأت المرحلة الثانية لاستكمال تحرير الأرض عن طريق المفاوضات السياسية بقيادة الزعيم الراحل أنور السادات التى بدأت بصدور القرار رقم 338 الذي يقضي بوقف جميع الأعمال العسكرية فى سيناء بدءاً من 22 أكتوبر، ووقعت مصر وإسرائيل معاهدة السلام "كامب ديفيد"، التي نصت على إنهاء الحرب بين الطرفين وإقامة السلام.
وقامت إسرائيل بسحب كافة قواتها المسلحة وأيضاً المدنيين من سيناء إلى ما وراء الحدود الدولية بين مصر وفلسطين تحت الانتداب، وعادت السيادة المصرية الكاملة على سيناء، تم تحديد جدول زمنى لانسحاب الجانب الإسرائيلى على مراحل متعددة، فى 26 مايو 1979 رفع العلم المصرى على مدينة العريش، وفى 26 يوليو 1979 ،ثم انسحاب الجيش الإسرائيلى مساحة 6 آلاف كيلو متر مربع من أبوذنيبة حتى آخر أبوخربة.
وفى 19 نوفمبر 1979 تم تسليم وثيقة تولى محافظة سيناء سلطاتها على أرض سيناء وانسحاب الجانب الإسرائيلى من سانت كاترين ووادى الطور.
النهاية رفع العلم .. والإنتصار العظيم
فقد حققت القوات المسلحة نجاحًا عظيمًا في حرب 73 ، وذلك بعد هزيمة كبيرة استغرقت حوالي 15 عامًا هزيمة 1967، إلي أن قام الرئيس "حسني مبارك" برفع علم مصر علي حدودنا الشرقية في رفح شمال سيناء, وشرم الشيخ في جنوبها في مثل هذا اليوم العزيز في تاريخنا عام1982, حيث أصبح يوما مشهودا في تاريخنا ،وقد صدر الحكم في30 سبتمبر1988 ونفذ في مارس1989 برفع الرئيس حسني مبارك علم مصر علي حدودنا الشرقية في رفح شمال سيناء.
فقد تم تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلى في عام 1982 م واكتمل التحرير عندما رفع الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك علم مصر على طابا آخر بقعة تم تحريرها من الأرض المصرية في عام 1989.
"أرض الكرامة" "أرض الفيروز" ،"أرض سيناء" كما يطلق عليها ، فقد تحولت تلك الأرض التي بذل الجنود المصريون دمائهم إلي آخر قطرة في دمائهم لإسترداد تلك الأرض والإنتصار الذي ينتظره المصرين.
ولكن أصبحت "أرض الفيروز" بؤرة لاستنزاف دماء المصريين من الإرهاب، فبعد أن ضحى الرجال وبذلوا الدماء من أجل إعادتها لأحضان مصر، تصاعد العمليات الإرهابية مازال مستمر فى "سيناء" منذ عزل الشعب د. محمد مرسي الرئيس السابق وجماعة الإخوان في ثورة 30 يونيو، ويظل جنود الجيش المصري وشباب وأبناء الوطن يحاولون السيطرة علي تلك العمليات الإرهابية مضحين بأنفسهم لآخر قطرة حتي تستعيد الأمن من جديد والأستقرار في تلك الأرض الغالية.