حالة من الجدل الواسع، شهدتها مواقع التواصل الإجتماعي، بعد المناظرة الشهيرة التي دارت بين الباحث والإعلامي إسلام بحيري مقدم برنامج "مع إسلام"، والباحث الدكتور عبدالله رشدي ممثلًا عن مؤسسة الأزهر، التي عقدت بينهما بالأمس على فضائية القاهر والناس. فردود الأفعال جاءت متباينة، فالبعض أكد أن الباحث عبد الله رشدي، لم يكن إختيارًا موفقًا للمشاركة في تلك المناظرة، وذلك لعدم تمكنه من مجاراة إسلام بحيري أثناء المناظرة، بالإضافة لعدم إمتلاكه الحجة القوية للرد على "بحيري"، بالإضافة لعدم امتلاكه أدوات التحليل الجيدة، فيما أكد البعض على أن ممثل الأزهر، قد أبلى بلاًء حسنًا. مناظرة جديدة بين "الأزهر" و"بحيري" من جانبه قال الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية الديني السابق، إنه ضد قرار وقف برنامج "مع إسلام"، الذي يقدمه الإعلامي إسلام بحيري على فضائية القاهرة والناس، مؤكدًا إحترامه للقرارات الإدارية للدولة. وأكد الأزهري في تصريح ل"الفجر"، إنه لازال مصرًا على إن الفكر لا يواجه إلا بالفكر، منوهًا عن إنتظاره للمناظرة بينه وبين إسلام البحيري يوم 15 إبريل الجاري، والتي سيستضيفها برنامج "ممكن" الذي يقدمه الإعلامي خيري رمضان على فضائية cbc، للرد على كل إدعاءات "بحيري". مناظرة جيدة وبدوره قال الشيخ حمدالله الصفتي، القيادي بالرابطة العالمية لخريجي الأزهر، إن المناظرة التي تمت بالأمس بين الإعلامي إسلام بحيري، والدكتور عبدالله رشدي ممثلًا عن مؤسسة الازهر، جاءت "جيدة" بشكل عام. وأشاد الصفتي ، بموقف الدكتور "عبدالله رشدي"، مؤكدًا إنه أبلى بلاء حسنًا، وجعل "بحيري" في موقف المدافع، وبدأ أن يتراجع عن أفكاره حتى وإن كان تراجع معنوي، مضيفًا أن إسلام بحيري هو الأخر كان جيد، لكن المسئلة كانت تحتاج لإنضباط أكثر من ذلك، من حيث التعاطي، لأن المقصود من المناظرة ليس نصرة طرف على الأخر، إنما المقصود هو "بيان الحق"، فمن المفترض أن يتعلم عموم الناس أدب الحديث والحوار من المتناظرين قبل أن تأخذ منهم معلومة. واستنكر الصفتي، وجود بعض "المشادات" التي كان لا ينبغي لها أن تظهر على الشاشة، مشيرًا إلى أن الإنسان إذا تناظر في أكثر من مسألة ، أو تكلم في أكثر من حكم، يتشتت ذهنه، فللبشر طاقة، مضيفًا أن المناظرات يحدد لها موضوع واحد ويكون معروف مسبقًا بحيث إن المتناظرين يستطيعوا عرض وجهة نظرهم بالكامل حول الموضوعات المحددة سلفًا، وألا يتشعب بهم الحديث. وشدد "الصفتي"، على إنه ضد قرار إغلاق او وقف أي برنامج، لأن الفكر يجابه بالفكر، فدور الأزهر هو تصحيح أفكار الناس، مؤكدًا أن الازهر لا يصادر على أفكار الناس ولا يكفرهم. وأضاف، إننا سنواجه إسلام بحيري بالفكر حتى نكشف عن شبهاته، وفكره الخاطئ، حمايًة لعقول الشعب المصري، مشيرًا إلى أن الأزهر لجأ لطلب وقف البرنامج، بعد أن طالب بإيجاد مساحة إعلامية، يظهر فيها متحدثوا الأزهر، لكن للأسف أصحاب القنوات الخاصة الذين يخدمون توجهات معينة، لم يسمحوا للأزهر الشريف بذلك، فبالتالي لم يعد أمام الأزهر سبيل لحماية عقول العوام إلا بهذا المسلك. "رشدي" جلد "البحيري" أشاد الدكتور عبد المنعم فؤاد، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، بالمناظرة التي قدمها الإعلامي أسامة كمال، بين الشيخ عبدالله رشدي، والباحث إسلام بحيري، مؤكدًا أن "رشدي" تمكن من صد إدعاءات إسلام بحيري، وقال: "الشيخ الفاضل عبد الله رشدي جلد البحيري بسياط من نار الليلة". وقال أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، على صفحته الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": "وربي.. إن الأزهر الشريف شبابه أسود في الدفاع عن الحق، وأشهد الله أن ما قام به فضيلة الشيخ رشدي يفوق أمثالي بزمن، هدوء واتزان واستعمال التقنية السريعة في إحضار الرد وبالرغم من تناول إسلام لشخصي بسوء أدب، ودعواه أنني قلت عنه مالم أقل في أنه قال "الدين منتج بشري" وأتى بمقطع بصوته تبين أنه لا يعي ما قال، إذ المقطع بين أنه قال الدين منتج منك" وسؤالي إذا كان منتجا من البشر منك كما قلت فهذا يعني ليس إلهيا فأين الكذب في هذا". وتابع: "هذه واحدة أما الثانية وهي الأخطر وأنى اتهمته بها أول أمس، فتتمثل في أن السيد إسلام قال، القرآن أفهمه بالطول والعرض ولا يقدس أو على الأقل ننقده وكان الأولى أن يكذبني في هذه، والتي فرغتها بنفسي في الاستوديو لما تباطؤوا في عرضه، لكنه الليلة لم يجرؤ على ذكر هذا، وأقسم مرات في مداخلته: أنني أكذب عليه". وكشف أنه سيرفع دعوى قضائية ضده، وسيتضمن محتواها كل ما قاله في حق القرآن الكريم، مضيفًا: "ليبشر إسلام وأمثاله وليرتفع شأن ديننا وعلمائنا وأزهرنا بفضل رب العالمين، وهذا هو دليل من أدلة الإدانة وليحذر أعداء الحق من قذائف الحق على باطلهم". من تفوق على من وفي نفس السياق، قال الباحث الإسلامي، إسلام بحيري، "إن ملايين البشر في كل الوطن العربي؛ تابعوا المناظرة التى دارت أمس بيني وبين ممثل الأزهر الدكتور عبدالله رشدي، مؤكدًا أن كل من تابع المناظرة يعرف من تفوق على من، وظهر ذلك جليًا من خلال تعليقات الناس على مواقع التواصل الإجتماعي". وأكد بحيري في تصريح خاص ل"الفجر"، أن قرار هيئة الإستثمار بوقف برنامجي "مع إسلام" الذي يذاع على فضائية القاهرة والناس لم يُصدر بعد، مشيرًا إلى أن إجتماع الهيئة سيعقد غدًا ولم يعقد اليوم، منوهًا "أن من نشر ذلك الخبر هم صحافة "الإرضاء"، لإحتواء القضية، مؤكدًا أن حلقة اليوم ستذاع في ميعادها اليوم الساعة 6:30 مساًء، وهو حاليًا في الأستوديو الخاص به لتسجيلها. قرار وقف برنامج "مع إسلام" كانت الهيئة العامة للاستثمار، قد قررت فى اجتماعها اليوم الأحد، وقف برنامج إسلام البحيرى، الذي يذاع عبر قناة "القاهرة والناس" وذلك بسبب شكوى مقدمة من قبل مؤسسة الأزهر تتهمه فيها بتقديم معلومات غير صحيحة عن الدين الإسلامى. وتقدم الأزهر الأربعاء الماضي بشكوى ضد برنامج "مع إسلام" بسبب ما سماه ب"تعمد تشكيك الناس فيما هو معلوم من الدين بالضرورة وتقويض السلم المجتمعي ومناهضة الأمن الفكري والإنساني والتحريض على إثارة الفتنة". وأوضح الأزهر، في بيانه، أنه قدم شكوى إلى المنطقة الحرة الإعلامية بالهيئة العامة للاستثمار ضد برنامج "مع إسلام" الذي يقدمه إسلام البحيري على فضائية "القاهرة والناس". وقال بيان الأزهر إن البرنامج يتعمد "تشويه الدين الإسلامي والمساس بثوابت الأمة والأوطان وتعريض فكر شباب الأمة للتضليل والانحراف"، مؤكدًا أن الشكوى تأتي في إطار الحفاظ على الدين الإسلامي من التشكيك والتشويه