بائعو الأوهام الغربيون يعرفون حقيقة ما سمي اتفاق الإطار في لوزان بينهم وبين ملالي طهران الذي طبلوا له وزمروا، ومن المثير للسخرية أن يعتمد اوباما تصريحات الملا خامنئي التي قال فيها إنه يحرم السلاح النووي، والتصريح مزور وإذا كان خامنئي قاله فعلا فهو كاذب حتى النخاع، ومثل هكذا تصريح لا يمكن اعتماده قاعدة مادية موثوقة لتوقيع اتفاق ما إي اتفاق مهما كان إذا لم يكن شكليا ومجرد وهم فهو ليس بالضمانة التي يمكن اعتمادها. وإن كان اوباما صدقه حقا فهو ساذج حقا وسيكتشف بعد فوات الأوان مدى سذاجته بعد أن يصبح مسخرة للعالم والكونغرس الذي لم يصادق بعد على إي أمر بشان إي اتفاق وهو يملك حق نقضه فقد هدد الأعضاء الجمهوريون وهم الكتلة المهيمنة في الكونغرس بأنهم سينقضون اي اتفاق لايحقق المصلحة الأميركية وسيقفون بوجه اوباما ويمنعونه ما لم يعرض عليهم اتفاق الذي يرتضونه ويثقون بضماناته، لذا فان أول ما سيعترض عليه الكونغرس الاميركي هو قوله ان إيران قد أوفت بالتزاماتها ،وستتبع ذلك الدول الأوربية في موجة مرتدة حتى تحصل على التنازل الإيراني التام ،ومن المثير للشفقة أن يصدق الملالي أن الغرب في قبوله اتفاق الإطار قد حقق لهم ما يريدون وأنهم انتصروا في معركة النووي ،وقد باعوا هذا الوهم لشعوبهم التي لم تغب حقيقته عن عيون الواعين منهم ولم يمرر إلا على السذج ، فهو كاس سم أخر اجبر الملالي على تجرعه في محاولة للإيحاء بأنهم تمكنوا من تجاوز صدمة عاصفة الحزم .
وتعقيبا على هذا الحل الترقيعي الموهوم الذي لا يشكل أية أرضية لاي اتفاق او حل قالت السيدة رجوي زعيمة المقاومة الإيرانية في تشريحه انه، خطوة تراجع مفروضة أخرى على الملالي في مسار تجرع السم النووي تحت وطأة الخوف والضغوط
وانه لا يعدو كونه إصدار بيان بمفاهيم عامة بلا توقيع وتأييد رسمي من قبل خامنئي وهو بذلك لا يقطع الطريق على القنبلة النووية أمل الملالي وحلمهم المنشود .
وأكدت أن مواصلة المفاوضات مع الفاشية الدينية في إطار المسايرة والمهادنة لا تأتي بأمن نووي للمنطقة والعالم، وأضافت أن انصياع الملالي لقرارات مجلس الأمن هو بكل بساطة الطريق الوحيد لمنعهم من الحصول على القنبلة الذرية.
وفي التفاصيل قالت الزعيمة رجوي ((: إن " عاصفة الحزم" وتحالف دول المنطقة ضد سياسة التوسع والاعتداء للفاشية الدينية الحاكمة في إيران في اليمن، والآثار الاستنزافية للعقوبات والواقع المحتقن للشارع الإيراني، وكذلك التحذيرات المتتالية الصادرة عن الكونغرس الأمريكي لإبداء الصرامة في التعامل مع النظام ولتشديد العقوبات.. أرغمت نظام الملالي مرة أخرى على تراجع مفروض في مسار تجرع السم النووي وذلك في وقت زائد لمفاوضات لوزان وبعد 16 شهرًا. ويأتي هذا التراجع أثر الخوف والضغوط ويتقاطع بصورة سافرة مع المبادئ والأطر التي أعلنها خامنئي شخصيا قبل أسبوعين.
غير أن بيانا بمفاهيم عامة بلا توقيع وبلا تأييد رسمي من قبل خامنئي لن يقطع الطريق على القنبلة النووية والمراوغات التي جبلت عليها الدكتاتورية الدينية. ان مواصلة المفاوضات مع الفاشية الدينية ضمن إطار المسايرة والمهادنة لن يأتى للمنطقة والعالم بأمن نووي. وان إرغام النظام على الانصياع للقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي بكل بساطة هو الطريق الوحيد لمنع الملالي من الحصول على القنبلة الذرية.
إن مسار المفاوضات منذ عام 2002 وحتى يومنا هذا ، خاصة المفاوضات المارثونية التي جرت طيلة السنة ونصف السنة الأخيرة، وهي خير شاهد على حقيقة ان نظام الملالي لا يفهم سوى لغة الحزم والقوة.
إن إبداء المرونة وتقديم تنازلات غير مبررة من قبل مجموعة 5+1 لنظام يعد أكثر أنظمة العالم فقدانا للمصداقية، لا يقدم لهذا النظام سوى مزيد من الوقت ويزيد مخاطره على الشعب الإيراني وعلى المنطقة والعالم أكثر فأكثر.
ويعرف الجميع أن نظام الفاشية الدينية ولضمان بقائه قد وضع رهانا هائلا للحصول على القنبلة الذرية. والبحث عن بديل للتطرف الديني لعراب الإرهاب في داخل النظام لن يكون مجديًا، وإن البديل يكمن في إيران ديمقراطية غير نووية.)) هذه الرؤية الثاقبة تكشف زيف التحليلات التي رأت في ما سمي باتفاق الإطار انتصارا لإيران، بينما لو قرأنا تفاصيله لوجدنا أن إيران لم تجن منه شيئا مع كل التنازلات التي أبدت استعدادها لتقديمها ،كما أن الوضع الداخلي لإيران بين صفوف النظام وبخاصة القطبين المتصارعين زمرة خامنئي ومجموعة رفسنجاني – روحاني تنذر بانفجار عارم وستجد في هذا الوهم المباع لإيران فرصة لتصفية الحسابات، كما سيجد الشعب الايراني فرصته لكنس القطبين بينما تستمر المنطقة العربية في الغليان وقصقصة أجنحة النظام الارهابي الاستعماري الإيراني وقطع اذرعه وإيقاف قطار تدخلاته في الشؤون العربية .