شنت الجماعات المتطرفة بمحافظة شمال سيناء فى الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس ، مجموعة من الهجمات الإرهابية استهدفت عدة مواقع عسكرية ، وبلغ عدد الشهداء عشرة حتى الأن، إثر تعرض كمينى الوفاق، و ولى لافى بجنوب رفح لإطلاق قذائف "الأر بى جى "، تزامنت مع إستهداف كمينى قبر عمير والبوابة بنفس القذائف. وعن تلك الجماعة قال اللواء فؤاد علام الخبير الأمنى ، "أنا حذرت منذ أسابيع ،وقلت فى أكثر من مناسبة ، أن صمت الجماعات الإرهابية لا يجب أن يخدعنا"؛ لأنه الهدوء الذى يسبق العاصفة ،وعلينا أن نعى خطتهم الجديدة التى تعتمد على السكون لفترة لتجميع قواهم ،ثم توجيه ضربة قوية ومركزة، على غرار ما حدث اليوم ، تستهدف أكثر من موقع فى وقت واحد ،لتحدث صدى واسع ، إنتقاما من نجاح الدولة فى تطهير العديد من البؤر ، والقضاء على الكثير من قيادات جماعة أنصاربيت المقدس وغيرها خلال الفترة الماضية. وفى سياق متصل قال مختار نوح الخبير بشئون الجماعات المتطرفة وعضو المجلس القومى لحقوق الإنسان ، إن الإرهاب نوعين ، إرهاب منتظم أشبه بجيش يواجه جيش ، وإرهاب منتشر فى المجتمع ،وله خلايا عنقودية متفرقة ،والنوع الأخير هو ما نواجهه الأن ،وهو يحتاج لوقت ،لأن الحرب معه "حرب عصابات" وليست نظامية ، لها حسابات محددة. وإتفق معه اللواء نبيل فؤاد مساعد وزير الدفاع الأسبق مؤكدا أن الجماعات المتطرفة إستوطنت فى سيناء لسنوات طويلة منذ إتفاقية "كامب ديفيد " التى بمقتضاها تم إخلاء المنطقة "ج"،من قوات الجيش ،و إتخذ المتأسلمون معاقل لهم ،ومخازن للأسلحة بمشاركة المهربين ، وحفروا الأنفاق بدعم من حماس وقطر وتركيا وإيران، والأن دخلت قوات الجيش إلى الشريط الحدودى بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلى بهدف تطهير تلك البؤر ،ولكن الأمر سوف يستغرق وقتا ، لأنهم وجدوا بيئة حاضنة من داخل بعض القبائل ،و إجراءات إخلاء المنازل ساعدت فى تقليل العمليات الإرهابية ،وستنجح فى القضاء عليها ، خلال فترة قريبة. والجدير بالذكر أن محافظة شمال سيناء، كانت قد شهدت العديد من الجرائم الإرهابية خلال الشهور الماضية، راح ضحيتها عشرات الشهداء، كما ردت عليها الدولة بإتخاذ العديد من الإجراءات لصد الهجمات الإرهابية. كرم القواديس تزامنت تلك الجريمة مع إحتفالات مصر بذكرى إنتصارات أكتوبر حيث وقعت فى الرابع والعشرين من أكتوبر 2014 ، بنقطة إرتكاز أمنية تابعة للقوات المسلحة بمنطقة "كرم القواديس " ، تم إستهدافها بقذائف "هاون "، إستشهد خلال العملية 31 من العسكريين وأصيب 34 ،وبعدها قرر الرئيس عبد الفتاح السيسى إعلان حالة الطوارئ فى شمال سيناء ، إستمرت لمدة 3 أشهر ، وإنتهت فى 24 يناير 2015 ، ليتم تجديدها ومد حظر التجول 3 أشهر أخرى. الكتيبة 101 شنت جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية ، عدة هجمات إرهابية يوم 29 يناير 2015 ، أسفرت عن سقوط 30 قتيل ،و36 مصابا ،عرفت بهجمات الكتيبة "101" التى تعرضت لهجوم بقذائف "هاون" ،وتزامنت مع تفجيرات بمحيط قسم ثان العريش ،ومديرية أمن شمال سيناء ،وفندق الجيش. وبعدها بدأت السلطات المصرية فى إخلاء الشريط الحدودى ، وتسلمت المنازل المتاخمة لحدود رفح مع غزة ، لهدمها وإقامة منطقة عازلة بمساحة كيلومتر ، حتى تتمكن من تدمير الأنفاق. والملاحظ أنه رغم تلك الإجراءات ،ورغم إتساع المنطقة العازلة وتزايد مساحتها ، أكثر من مرة لم تتوقف الهجمات الإرهاية ، التى تشترك جميعا فى أن وراءها جماعة "أنصار بيت المقدس " التكفيرية ، التى تعلن مسئوليتها عن كل الأحداث فى شمال سيناء،ومؤخرا بايعت تنظيم داعش ليصبح أسمها "ولاية سيناء ".