"وزير الخارجية الإيراني" يؤكد على وقف ضربات "عاصفة الحزم" حقنا للدماء
رغم تبادل التصريحات الهجومية بين القيادات السعودية ورموز نظام الخومينى ،خرج علينا مساعد وزير الخارجية الإيرانى فى تصريحات لجريدة "الحياة اللندنية" منذ ساعات؛ ليعلن أن لديهم حلولا للأزمة اليمينة، وأنهم يسعون للتواصل مع الرياض ، لإيقاف ضربات " عاصفة الحزم " حقنا للدماء.
وعن أسباب تغير الموقف الإيرانى قال اللواء دكتور نبيل فؤاد مساعد وزير الدفاع الأسبق أن إيران كدولة إقليمية كبرى فى المنطقة ، تريد أن نتعامل معها من هذا المنطلق ،لأن أى عدم إستقرار فى منطقة الخليج سيؤثر عليها ،ونحن نسميه "الخليج العربى" ، بينما هم يسمونه "الخليج الفارسى"، حيث تطل عليه الدولة الفارسية بطول ضفته الشرقية.
وأضاف فؤاد أن الحلول المقترحة من طهران تتجه غالبا للجلوس على مائدة المفاوضات للوصول إلى إتفاق حول إمكانية مشاركة الحوثيين فى العملية السياسية، من خلال تشكيل مجلس رئاسى يضم كل الفصائل السياسية والطوائف اليمنية، وهذا الطرح قريب مما قدمته السعودية قبل أن تشن ضربات " عاصفة الحزم " لكن وقتها لم يستجب له الحوثيون، لأنهم كانوا مسيطرين على نسبة ضخمة من الأراضى اليمينة.
وشدد فؤاد على أن الهدف الأول من "عاصفة الحزم " لم يكن إقصاء الحوثيين لأنهم جزء من نسيج الشعب اليمنى ، وإنما إجبارهم على الجلوس لمائدة المفاوضات ، مثلما تنتهى أى معركة على تلك الطاولة.
وتوقع مساعد وزير الدفاع الأسبق أن ترفع السعودية شروط قبولها للتفاوض ، بأن تتمسك بتسليم الحوثيين للأسلحة الثقيلة التى إستولوا عليها من الجيش اليمنى، وقد تهدد بالتصعيد العسكرى لإجبارهم على الإنسحاب من كل المناطق التى إحتلوها ليتراجعوا إلى معقلهم فى "صعدة ".
ونفى الخبير العسكرى ما يتردد عن أن الحوثيين إنهزموا مؤكدا أن لديهم صواريخ "سكات "باليستية ، ومعدات حربية ثقيلة ومتطورة ، والقتال بينهم وبين قوات التحالف العربى لم يحسم حتى الأن ، وهزيمتهم ليست بالأمر الهين.
وإختلف معه السفير نبيل بدر مساعد وزير الخارجية الأسبق مؤكدا أن القضية ليست " إقتراح وساطة " ،ولكن إيران تصر على أن تفرض نفسها بصورة رسمية ومعترف بها فى الحديث عن الشأن اليمنى ،بإعتبارها طرف يعتد به ،وهذا طلب "شاذ"، ويؤكد المطامع الإيرانية فى المنطقة العربية،بدليل ما تفعله فى سوريا ولبنان والعراق ، وإستغلالها للظروف العربية وتراجع الدور المصرى خلال الفترة السابقة.
وأضاف بدر أن الدبلوماسى الإيرانى بكلامه هذا يرسل رسائل سلبية لدول الخليج ولمصر ، يعترف خلالها بطموحات وأطماع بلاده التى تسعى لأن تكون لها ركيزة فى الشمال اليمنى المتاخم لحدود السعودية، كما إستولت من خلال "حزب الله" على الجنوب اللبنانى ،وهدفها إستغلال تلك الركائز لتصبح لاعب أساسى فى المنطقة.
وتوقع مساعد وزير الخارجية الأسبق أن السعودية لن ترحب بعرض طهران ،مشددا على أنه لا يقطع بجديته من الأساس.
وأخيرا قال النائب البرلمانى السابق محمد أنور عصمت السادات ، أن إيران مفاوض ذكى بدليل نجاحها فى تحقيق أهدافها بشأن برنامجها النووى، لذا علينا أن نحذر فى التعامل مع عروضها، و ألا ننزلق إلى معارك طائفية ومواجهات مذهبية بين السنة والشيعة.
وعن قطع العلاقات المصرية الإيرانية فى أعقاب مقتل الرئيس السادات قال رئيس حزب الإصلاح والتنمية أن الأمور تجاوزت تلك النقطة ،ولا مانع من فتح صفحة جديدة مع أى قوة إقليمية كبيرة مثل إيران، على أساس المصالح المشتركة بين الطرفين العربى و الإيرانى، ومصر أيضا قطب إقليمى له مصالحه ،وهى الأن قاطرة تقود الأمة العربية ، وعليها أن تنظر لمصالح الجميع.