فى ظل الصراعات التى تشهدها اليمن بين تنظيم القاعدة والحوثيين، وتزايد توسعات الحوثيين فى اليمن وبسط نفوذها على العديد من المدن اليمنية من جهة والنزاعات التى نشبت بين اللجان الشعبية "مسلحون قبليون" الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وبين الحوثي والتى كانت سببا مباشرا فى الغياب الأمنى، بادرت العديد من الدول بتقديم الدعم للرئيس اليمنى لتوجيه ضربات الى الحوثيين وكسر شوكتهم فى اليمن. بادرت السعودية ومصر ودول الخليج بشن عملية عسكرية تسمى ب"عاصفة الحزم" ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، وشنت السعودية هجومًا على المجال الجوي اليمني ومطار صنعاء، ودمرت مخازن أسلحة وقواعد عسكرية وجوية بصنعاء. الجدير بالذكر ان الحوثيين سيطروا علي مخازن أسلحة بعد خروج الرئيس اليمني وإجباره على الاستقالة، مقابل الخروج الآمن، ما دفعه لطلب مساعدة الدول الخليجية من اجل وقف تحرك الحوثيين. وعلى الرغم من مبادرة التحالف العربى والتى قادته السعودية من اجل القضاء على الحوثيين ومساند الرئيس اليمنى، يوجد دول معارضة لهذه المبادرة لأسباب تتعارض مع مصالحها. لغز باب المندب وراء رفض إيران للمبادرة يوجد على رأس الدول المعارضة ل"عاصفة الحزم" ايران نظراً لتبنى الحوثيون والايرانيون نفس المذهب الشيعى ويعتبر ذلك السبب الرئيسى وراء معارضة ايران . وتصنف بعض مصادر الحوثيين أنها حركة شيعية اثني عشرية، وهو ما ينفيه الحوثيون الذين يؤكدون أنهم لم ينقلبوا على المذهب الزيدي، على رغم إقرارهم بالالتقاء مع الاثني عشرية في بعض المسائل كالاحتفال بعيد الغدير وذكرى عاشوراء. ومفتاح اللغز وراء المعارضة الايرانية هو النزاع الخفى بين السعودية وايران حول باب المندب, لما له من اهمية استراتجية للسعودية وايران, حيث تواجه السعودية مشكلة لأن صادراتها النفطية الى الأسواق الآسيوية تمر عبر باب المندب". وتستغل ايران اهمية هذا المضيق للضغط على الرياض ،هذا من جهة، والسبب الاخر وراء رفض إيران ل"عاصفة الحزم" وجود مصالح بين الحوثيين وايران، وتأكيداً على ذلك ما ذكره بعض المحللين أنه أصبح مضيق هرمز وباب المندب تحت النفوذ الإيراني منذ سقوط صنعاء في يد الحوثيين. المعارضة العراقية لمبادرة التحالف العربى لضرب الحوثيين السبب وراء ذلك تبنى أغلبية العراقية المذهب الشيعى الذي يتبناه الحوثيون، حيث إن الأغلبية فى العراق من الشيعة ويقدر عدد السكان فى العراق حوالى 35 مليون نسمة ويبلغ عدد الشيعة حوالى 26 مليون نسمة . وأكد وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري أمس على رفض بلاده للعملية العسكرية في اليمن التي تشنها المملكة العربية السعودية بالتحالف مع عدة دول تحت عنوان "عاصفة الحزم". الجدير بالذكر أن وزير الخارجية العراقى إبراهيم الجعفرى شيعى . المعارضة السورية لمبادرة التحالف العربى النظام السورى يتبنى المذهب الشيعى الذى يتوافق مع مذهب الحوثيين الشيعى، ومن جهة اخرى الخلاف الأيديولوجي بين السعودية وسوريا وانتماء البلدين إلى حلفين متصادمين: سوفياتي وأمريكي. الجدير بالذكر أن مضيق باب المندب الاستراتيجي يقع بين خليج عدن والبحر الأحمر حيث يمر قسم لا يستهان به من الملاحة الدولية، بمتناول المسلّحين الحوثيين الذين يتقدمون في جنوب غرب اليمن. ويقع المضيق الذي يفصل الجزيرة العربية عن إفريقيا على مقربة من مدينة تعز التي سيطر الحوثيون على مطارها ويسعون إلى السيطرة عليها بشكل كامل.