نشرت صحيفة "آيريش تايمز" الأيرلندية مقالًا لمفتي الجمهورية، أكد فيه أن ما يقوم به المتطرفون من عمليات قتل وذبح وحرق واضطهاد للنساء والأقليات الدينية باسم الإسلام، هي أمور تخالف الشريعة الإسلامية بشكل صارخ، وتعد انتهاكًا للتعاليم المحمدية التي تحث على الرحمة والتعايش بين البشر جميعًا باختلاف انتماءاتهم. وأضاف مفتي الجمهورية، أن الإرهاب والتطرف لا يرتبط بالإسلام ولا بديانة معينة وأن المسلمين هم الضحايا الأكثر لجرائم الإرهاب، مضيفا أن التطرّف فعل ينبذه الإسلام وينهى عنه، وتستنكره الفطرة الإنسانية السليمة، فالإسلام والأديان السماوية كافة تعظم النفس الإنسانية؛ لذا فقد جاء في القرآن الكريم أن من يقتل نفسًا واحدة فكأنما قتل الناس جميعًا.
وأكد علام في مقاله أن العالم في حاجة ماسة للأخلاق المحمدية التي تمثل تعاليم القرآن، وعلى المجتمع الدولي أن يفصل ما بين رسالة الإسلام النبيلة، وبين أفعال المتطرفين والإرهابيين الذين لا يملكون العلم الصحيح لتفسير النصوص الدينية.
وأوضح المفتي أنه قد حان الوقت كي نأخذ على عاتقنا تحمل مسؤولية مكافحة الإرهاب والعمل بجد واجتهاد وإصرار جماعي لكي ننقذ العالم ونخلصه من هذا التطرف ونجنب أنفسنا والبشرية جمعاء المزيد من إراقة الدماء، مؤكدًا أن وجود الإرهابيين والمتطرفين وما يرتكبونه من جرائم ضد الإنسانية يُعد حجر عثرة في طريق السلام والأمن الدوليين، وتشويهًا لصورة الإسلام، وقطعًا للعلاقات الدينية والثقافية المتبادلة بين الشعوب".
وشدد على أنه من المهم بالنسبة لنا الآن أن نواجه الفكر المتشدد وأن نجتثه من جذوره على المستويين الواقعي والفكري، وذلك لن يكون إلا عن طريق ترسيخ ونشر الفكر المستقيم للدين الإسلامي الذي بينه العلماء الوسطيين وحكماء الأمة المشهود لهم بالعلم والتقوي.
وأكد مفتي الجمهورية في ختام مقاله، أنه ينبغي على المرجعيات والمؤسسات الدينية أن تعمل على مواجهة تلك التحديات والصعوبات من أجل ترسيخ المفاهيم الصحيحة وتبادل الأفكار والمعلومات لدحض الفكر المتشدد، وتهيئة المجتمعات لنشر ثقافة السلام والتعايش بين الناس، وهو ما يحتاج إلى جهد مشترك وتعاون دائم بين أفرد وقيادات مختلف الجماعات البشرية والثقافات والديانات المختلفة.