إختلف تعامل الرئيس ا"لسيسي" مع أزمة سد النهضة الإثيوبي عن الطريقة التي تعامل بها المعزول مرسي مع الأزمة التي إشتعلت خلال فترة ولايته. حيث أختار السيسي أن يحلها من خلال التفاوض والذي أكد بعد توليه الرئاسة أنه لا تفاوض حول هذه الأزمة إلا بعد تحديد الضرر الواقع على مصر جراء بناء هذا السد من خلال دراسات لمكاتب فنية. بينما تعامل الرئيس المعزول محمد مرسي مع هذه الأزمة ببلاهة شديدة أدت إلى إشتعال الأزمة وتأثر العلاقات بين البلدين. ورصدت "الفجر" أبرز الإختلافات ين الرئيسين "السيسي" و "مرسي"، في التعامل مع أزمة السد الإثيوبي. "السيسي" يحل الأزمة بالتفاوض ويكللها بالوثيقة يحاول الرئيس السيسي فتح صفحة جديدة مع الدول الإفريقية، خاصة مع إثيوبيا في ظل أزمة ظلت أعوام بينها وبين الدولة المصرية، وأثناء كلمة ألقاها اليوم بعد توقيع وثيقة "مبادىء سد النهضة"، حرص الرئيس السيسي على توجيه رسائل تبعث الطمأنة للأثيوبيين، مشدداً على حرصه على أن تكون العلاقات قوية تقوم على البناء والتنمية، بدلاً من التوترات بين البلدين. حفاوة الإستقبال استقبل الرئيس السوداني عمرالبشير الرئيس عبدالفتاح السيسي بحفاوة بالغة بمطار الخرطوم للمشاركة فى القمة الثلاثية التى تضم نظيره السودانى ورئيس الوزراء الإثيوبى هليماريام ديسالين. واستعرض الرئيسان حرس الشرف الذي اصطف لتحيته كما عزفت الموسيقى العسكرية السلامين الوطنيين لمصر والسودان . بدء مرحلة جديدة أكد السيسي، في كلمته اليوم بعد التوقيع على وثيقة "مبادىء سد النهضة"، أن مشروع السد قد شغل الرأي العام المصري والإثيوبي والسودان خلال السنوات الماضية، ويمثل السد لملايين من المواطنين الإثيوبيين مصدرًا للطاقة، لكنه يبعث القلق في نفوس 90 مليون مواطن مصري لأنه مصدرهم الوحيد، في إقليمهم الجاف الذي لا تسقط عليه الأمطار. وأضاف أن سد النهضة يعتبر مصدر للتنمية، كما أنه يمثل هاجساً ومصدر قلقل للمصريين لأن النيل مصدر الحياة، موضحاً أن توقيع اتفاق مبادئ سد النهضة بالعاصمة السودانية الخرطوم هو الخطوة الأولى للتعاون بين مصر والسودان وأثيوبيا. ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسى، رسالة إلى الشعب والحكومة الإثيوبية قائلاً: "كان ممكن نختلف ونفضل نأذى فى بعضنا سنين طويلة جداً جداً، ولكن إحنا اختيارنا التعاون والبناء والتنمية". "مرسي" استقبال مُهين .. وكوميديا الحوار المجتمعي أما الرئيس الأسبق محمد مرسي، فعلى الرغم من أن فترة حكمه كانت الأقصر ما بين الرؤساء المصريين، الا أنه زار إثيوبيا مرتين خلال عام واحد، وخلال الزيارتين أظهر مرسي الدولة المصرية بمظهر غير لائق، من خلال تعامل أثيوبيا السيء له وعدم تقديره كرئيس للدولة لمصرية، بالإضافة إلى إساءة الرئيس المعزول لإثيوبيا. كانت الزيارة الأولى لمرسي في 15 يوليو 2012 خلال مشاركته في القمة الإفريقية، والتي أكد في كلمته بها على اعتزام مصر التواصل بفعالية مع الدول الإفريقية، وعزمها على أن تكون محور ارتكاز قوي وفاعل لدعم الأشقاء في أنحاء القارة، وأن تكون سندًا لهم على طريق تحقيق الاستقرار والتنمية والتقدم. وأشار مرسي إلى أن مصر ستستمر في مساندة التنمية الاقتصادية في دول القارة حتى يتحقق في إفريقيا الطفرة المنشودة وبالذات في مجالات الغذاء والصحة، وكذلك التعليم والبنية الأساسية. كما أعرب مرسي عن أمل مصر في أن يتحول حلم محور "الإسكندرية/كيب تاون" إلى واقع ملموس في أقرب فرصة، كمؤشر على ذوبان المسافات والحواجز بين دول القارة الإفريقية. أما الزيارة الثانية كانت في 24 مايو 2013 على خلفية القمة الإفريقية الاستثنائية، وحينها استقبل مرسى فى مطار أديس بابا وزيرة التعدين الإثيوبية "سينكنيش إيجو" لبحث مشروع سد النهضة والتبادل التجاري بين البلدين، وهو ما اعتبره دبلوماسيون استقبالاً متواضعًا لا يليق بمكانة مصر. لم يكتفِ الأمر على الاستقبال المتواضع بل قطعت هيلى مريام رئيس القمة الأفريقية كلمة مرسي، أثناء إلقائه لها أمام الجلسة الافتتاحية للقمة الاستثنائية الأفريقية، التى عقدت في العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، احتفالا بمرور 50 عامًا على إنشاء منظمة الوحدة الأفريقية "الاتحاد الأفريقى حاليًا"، حيث فوجئ بانقطاع الصوت عن الميكروفون بعد انتهاء الوقت المخصص لكلمته. وانتهت مداخلة المعزول بجملة غير مكتملة، قال فيها:"الكتلة الأفريقية كانت مؤثرة فاتجهت إليها أنظار العالم"، ولم يستطع إكمال باقى نص الكلمة التي وزعت على الصحفيين وبعد قطع كلمته، قام الحضور بالتصفيق فما كان من مرسى إلا أن نظر إلى رئيس القمة مستنكرًا، ثم ابتسم ولملم أوراق خطابه. ثم جاءت جلسة الحوار الوطني التي عقدها مرسي ، مع عدد من رؤساء الأحزاب والشخصيات العامة إلى جانب ممثلين من الأزهر والكنيسة، لمناقشة أزمة بناء "سد النهضة" الإثيوبي، الذي يهدد أمن مصر القومي، لتكشف عن مدى "البلاهة" التي كان يتسم بها هذ النظام ورموزه. كان عدم علم معظم الحاضرين ببث الجلسة على الهواء، الخيط الذي كشف لنا ضحالة تفكير الكثير منهم، حيث اقترحوا عددًا من الحلول للأزمة تدعو للسخرية، وتثير الضحك. ومن بين الحلول الساذجة التي طرحت خلال الجلسة، كان الحل الذي طرحه أيمن نور " رئيس حزب غد الثورة "، الذي اقترح :" تنشر مصر إشاعات عن سعي مصر لامتلاك طائرات متطورة كطريقة استخباراتية لبث الخوف في نفوس الإثيوبين". كما اقترح الدكتور أبو العلا ماضي، رئيس حزب الوسط، بأن :" ممكن نطلع إشاعات بأن مصر هتضرب السد ". واقترح آخرين أن يتم اللجوء إلى الحل العسكري وضرب السد بالطائرات الحربية.