تسعون من قادة ورؤساء وزعماء العالم، والمئات من رؤساء الشركات الكبرى والمستثمرين قدموا إلى مدينة شرم الشيخ المصرية؛ لحضور المؤتمر الاقتصادي الضخم، ما جعل مسؤولية تأمين الحدث كبيرة وبحاجة إلى عين لا تنام. أصبحت المدينة أشبه بثكنة عسكرية، تنتشر بها المدرعات وتحوم فوقها طائرات الأباتشي إضافة إلى طائرات الأواكس المخصصة للاستطلاع والمراقبة لتأمين خطوط سير الطائرات من أية اختراقات للمجال الجوي، إضافة إلى الكمائن الثابتة والمتحركة، وكاميرات المراقبة عالية الدقة في أنحاء المدينة والفنادق والطرق المؤدية لمقر المؤتمر، فيما قامت قوات البحرية بالاشتراك مع الضفادع البشرية في تأمين سواحل المدينة ونشر رادارات المراقبة التي عملت على مدى 24 ساعة. مصدر أمني مسؤول كشف ل"العربية.نت" الخطة الأمنية لتأمين المدينة وضيوفها قائلا إن "المدينة قبل انطلاق المؤتمر بأيام أصبحت تحت يد الأجهزة الأمنية لتأمين الضيوف، وأشرف عليها وزيرا الدفاع والداخلية، وشارك في تنفيذ الخطة الأمنية قطاعات عديدة من التشكيلات الأمنية، إضافة لأجهزة المخابرات والأمن الوطني حيث قام الأمن بالمسح الشامل من خلال أجهزة الكشف عن المفرقعات والمتفجرات". وكذلك "انتشرت قوات التدخل السريع بغرض السيطرة الأمنية الكاملة على الطرق (..) تم تكثيف مراقبة طريق مطار شرم الشيخ من وإلى قاعة انعقاد المؤتمر بعدد 50 كاميرا متطورة مزودة بخاصية تتبع الأوجه والتعرف على الهوية من قرنية العين تم ربطها بغرفة العمليات المركزية لوزارة الداخلية"، بحسب المصدر. اللواء فاروق المقرحي، مساعد وزير الداخلية المصري السابق، أكد ل"العربية.نت" أن قائد الحرس الجمهوري - في حالة زيارة الرئيس المصري لأية مدينة - يقوم قبل موعد الزيارة ب 3 أيام، بالذهاب بنفسه لاستطلاع المكان أولا، ثم يرسل فريقاً شاملاً من مهندسي الحرس الجمهوري المتخصصين في كل المجالات من مفرقعات وكشف تنصت واتصالات ومفرقعات وحرب إلكترونية وغيرها لمسح الموقع وتأمينه، ضد أي خطأ، ويرفع تقريراً وبعدها يتسلم المكان. وقال المقرحي إن تأمين مدينة شرم الشيخ الحالي "يتم بالتعاون بين وزارتي الدفاع والداخلية، وتقوم وحدات القوات الخاصة التابعة للجيش المصري (وهما الفرقتان 777 و999 قتال والمعروفة باسم قوات النخبة) بتأمين المدينة تأميناً شاملاً وقتالياً، وهي متخصصة في عمليات التدخل السريع والعمليات القتالية في حالة حدوث أي أمر طارئ، حيث تعتبر الوحدة "999" الأكبر حجماً والأقوى تسليحاً، وهي مختصة بمهام مقاومة الإرهاب الدولي واقتحام وتحرير الرهائن. وأضاف أن حراسة القادة والزعماء ورؤساء الحكومات المشاركين يخضع لثلاثة نسق أمنية الأول وهو الحارس الشخصي الذي يقف خلف الرؤساء والزعماء، وهذا يتبع أمن الرئاسة المصرية، والنسق الثاني من الحراسة، وهم الذين يقفون في الصف الثاني خلف الشخصية المراد حراستها وهؤلاء يتبعون الحرس الجمهوري، أما النسق الثالث فهم من يقفون في الصف الثالث في الحراسة خلف الزعماء والقادة وهم يتبعون المخابرات والأمن الوطني. وتتم الحماية بالتنسيق المشترك بين الأمن الرئاسي المصري والدولة القادم منها الرئيس الضيف. وأشار المقرحي إلى أن الوفود المشاركة من رؤساء الشركات والمستثمرين الأجانب والضيوف يخصص لهم دائما مرافقون من عناصر الحراسات الخاصة. وأضاف: أيضاً يتم تأمين المدقات والدروب الجبلية لمنع تسلل أي عناصر إرهابية أو تخريبية ثم يتم تفقد مقار المؤتمر وأماكن وفنادق إقامة الضيوف ووضع الخطة الكاملة لتأمينها وتحديد العناصر والأفراد اللازمة للحراسة وأعدادهم، على أن تقوم سيارات الانتشار السريع وأجهزة الكشف عن المفرقعات بإجراء مسح شامل لكل مقرات المؤتمر وإقامة الضيوف. من جهته، اعتبر الخبير الأمني رفعت عبدالحميد في حديث ل"العربية.نت" أن تأمين مدينة شرم الشيخ حالياً مهمة شاقة ومسؤولية كبيرة لكن أجهزة الأمن المصرية نجحت في ذلك كعادتها. وقال إنه في حالة وجود هذا العدد الضخم من القادة والرؤساء فإن قوات الحرس الجمهوري تتسلم المدينة وترفع حالة الطوارئ للحالة "ج" وتغطي المدينة بكاميرات حساسة، وغرفة عمليات مركزية يترأسها وزيرا الدفاع والداخلية تشرف بالكامل على تأمين المدينة وتأمين الوفود المشاركة.