كشفت صحيفة دلي ميل البريطانية اليوم السبت عن قيام "داعش"بعرض الآثار التي "نهبها" من المواقع العراقية والسورية في موقع عالمي للتجارة الالكترونية مبينة أن كثرة عدد تلك القطع أدى إلى هبوط أسعارها في السوق بنحو كبير في حين أكدت اليونسكو أن التنظيم "ينهب" الآثار لتمويل عملياته في البلدين. وقالت الصحيفة في تقرير لها اليوم إن "مسلحي تنظيم داعش عرضوا قطع أثرية سرقوها من مواقع أثرية في سورياوالعراق تعود لعصور ما قبل الميلاد للبيع في موقع eBay التجاري الدولي على الانترنيت"، مشيرة إلى أن "الآثار اشتملت على حلي ذهبية وقطع نقود معدنية وخزفيات نهبت من أماكن تقع تحت سيطرة داعش وقد شقت طريقها عبر مجاميع إجرامية قبل أن ينتهي بها الحال في دول الخليج ومن ثم على المواقع التجارية العالمية في الانترنيت". وأضافت الصحيفة، أن "قطعتي نقود تعود للعهد اليوناني القديم من حضارة اباميا في غربي سوريا، قد ظهرتا على موقع eBay للخدمات التجارية بسعر 85 دولاراً و 120 دولار لكليهما"، مبينة أن "عدد القطع التي هربت من المواقع الأثرية في العراقوسوريا وصلت لأرقام ضخمة ما أدى إلى هبوط أسعارها في السوق بنحو كبير". وأعربت الديلي ميل، عن اعتقادها أن "داعش يتلقى عروضاً من سماسرة في دول مجاورة للحصول على قطع أثرية خفيفة مثل النقدية التي يسهل تهريبها عبر الحدود أو باستخدام مسالك تهريب وعلاقات مع عصابات إجرامية في تركيا ولبنان والأردن لإمكانية شحنها مع البضائع الأخرى مثل النفط والمخدرات والأسلحة التي تمر عبر الحدود". بالمقابل، أكدت شركة eBay الأمريكية، بحسب الصحيفة، أنها "تولي اهتماما لإجراءات السلطات المعنية والتحقيق في المواد التي تسبب إثارة القلق". ونقلت الصحيفة البريطانية، عن متحدث باسم الشركة قوله، لقد "حذفنا صور المواد المعروضة للبيع بحسب توجيه السلطات دعما لتحقيقات فرض القانون"، مبدياً "استعداد الشركة الدائم التحقيق في قوائم المواد التي تسبب إثارة القلق ." كما نقلت عن مدير مكتب اليونسكو في العراق, اكسيل بلاث قوله، إن هنالك "توجهاً مدروساً لنهب الآثار من قبل داعش لتوفير الأموال، حيث ازدادت عمليات الحفر في المواقع الأثرية" معرباً عن اعتقاده أن "عمليات التهريب في تزايد لكن صعوبة الوصول للمواقع المنهوبة لا تتيح معرفة حجم الضرر". يذكر أن تنظيم (داعش) سبق أن دمر ونهب العديد من المواقع الحضارية والدينية في المناطق التي استولى عليها بعد العاشر من يونيو 2014 المنصرم لاسيما في الموصل، مركز محافظة نينوى (405 كم شمال العاصمة بغداد)، ومن آخر أعماله "الهمجية" تدمير متحف الموصل, في (ال26 من فبراير2015).