أجاب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور "محمد سيد طنطاوي"، عن سؤال حول مدى مشروعية البناء فوق أسطح المساجد، بقوله : نفيد بأن المسجد يجب أن يكون خالصًا لله، لقوله -تعالى-: "وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ". فأضاف الله -تعالى- المساجد إليه مع أن كل شيء له، ليدل بذلك على وجوب أن تكون خالصة له، ومن هذا كان المعول عليه في مذهب أبي حنيفة أنه قبل تمام المسجدية لا يصير المبنى مسجدًا إلا إذا انقطع تعلق حق كل عبد بما أريد أن يجعل مسجدًا، فلو أن شخصا بنى مسجدًا وتحته حوانيت ليست للمسجد، أو بنى عليه بيتًا لسكناه أو لاستغلاله لنفسه لا يصير هذا البناء مسجدًا، لعدم انقطاع حق العبد بما أراد أن يجعله مسجدًا، فله أن يبيعه ويورث عنه. أما إذا جعل السفل سردابًا أو بيتًا لمصالح المسجد أو بنى فوقه بيتًا لمصالح المسجد، فإن هذا المبنى يصير مسجدًا ويخرج عن ملكه بعد توافر باقي الشروط التي ذكرها الفقهاء، وهذا التفصيل السابق فيما إذا لم تتم المسجدية، أما إذا تمت المسجدية فلا يجوز البناء على المسجد ولو لمصالحه، فالتفصيل بين البناء لمصالح المسجد وبين البناء لغير مصالحه إنما هو قبل تمام المسجدية، أما بعد تمامها فلا يجوز البناء مطلقًا، والله -سبحانه - أعلم.