أشاد كبار الأكاديميين وعلماء اللغة بالدور الريادي الذي لعبه المركز الثقافي المصري في نواكشوط بدعم الهوية وترسيم اللغة العربية. وأجمع كل من الأستاذ الدكتور محمد الحسن ولد محمد المصطفى رئيس مكونة الأدب بجامعة نواكشوط، والدكتور أحمد دولة ولد محمد الأمين عميد كلية الآداب في جامعة العيون، والأستاذ الدكتور أحمد ولد حبيب الله أستاذ الأدب في جامعة نواكشوط على أهمية الدور الريادي المصري في استعادة موريتانيا لهويتها العربية مثمنين دور الدولة المصرية في عطاء ثقافي عبر المركز الثقافي المصري جاوز نصف قرن. وشدد محمد الحسن ولد محمد المصطفى خلال احتفالية كبرى نظمت مساء الأربعاء في المركز الثقافي المصري في نواكشوط احتفالا بيوم اللغة العربية، حضرها كبار اللغويين الموريتانيين على أهمية المساهمة المصرية في استعادة موريتانيا لهويتها العربية والإسلامية. وأشاد المسؤول الأكاديمي خلال الندوة التي نظمت بعنوان اللغة العربية والتحديات الراهنة بما تعتمده الدولة المصرية من تعريب للمناهج التعليمية وما تفرضه من تعريب في الإدارة وهو ما يجعل المواطن المصري يتلقى خدمات يومية باللغة الأم مؤكدا أن هذا إنجاز يحسد الكثيرون عليه أبناء مصر. وحمل الأكاديمي الموريتاني بشدة على الدور العثماني السيئ في تهميش اللغة العربية، مؤكدا انه كان السبب الأول في طمس الثقافة العربية وتراجع التعريب. وأشار إلى أن هناك معوقات تحول دون انتشار لغة الضاد في دول المغرب العربي في مجالات الإدارة والتعليم والإعلام وهو ما يحد من نهضة هذه الدول، وأعتبر أن من أسباب تراجع التعليم في هذه الدول هو سياسات تعليمية تفرض تدريس أبناء هذه البلدان بلغة أجنبية وهو ما يولد في بعض الأحيان إحباطا يدفع أصحابه إلى التطرف والغلو. واجمع المشاركون على خطورة المد الثقافي الذي يغزو الأجيال الجديدة بعد أن استعصى على الأجيال الماضية، فيما تساءل بعض الأكاديميين عن جدوى تدريس الشباب بلغة أجنبية في الوقت الذي تركز كل أمة على تدريس أبنائها بلغتهم الأم. وطالب الأكاديميون الموريتانيون باستراتيجية عربية موحدة لمواجهة تراجع اللغة العربية، مؤكدين أن من شأن هذه الاستراتيجية إعادة الاعتبار للغة الضاد وطالبوا بمراجعة المناهج التعليمية في البلدان العربية. وقدم الدكتور نشأت ضيف شكر الدولة المصرية لكبار الأدباء والمفكرين الموريتانيين على هذا الثناء الذي اسدوه مؤكدا أن الدولة المصرية ستعمل على دعم موريتانيا في كافة المجالات الثقافية. وكانت الندوة مناسبة لإلقاء قصائد شعرية تدعم التعريب واستعادة الهوية، شارك خلالها الشاعر الموريتاني الكبير أبو شجه الذي أمتع الجمهور بمقاطع شعرية تمجد استعادة الثقافة العربية والإسلامية.