انشغلت ساحة «الجهاديين» أمس بتداعيات مقتل أبو همام الشامي القائد العسكري ل «جبهة النصرة» مع عدد من كبار قيادات الجبهة، من دون أن يتضح كيف يمكن أن يؤثر رحيل هؤلاء على جهود فك ارتباط «النصرة» بتنظيم «القاعدة». ووفقًا للحياة اللندنية، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على مؤيدي الرئيس بشار الأسد، شملت «سبعة أشخاص وست كيانات يوفرون الدعم للنظام السوري كما يستفيدون منه»، في وقت احتدمت المعارك في ريف اللاذقية (شمال غربي سورية) بعد اختراق قوات النظام «خط الدفاع الأول» عن معقل المعارضة في جبل الأكراد.
ميدانياً، شهد ريف اللاذقية في شمال غربي سورية، معارك عنيفة في الساعات الماضية وسط هجمات متبادلة بين قوات النظام وفصائل المعارضة. وجاء احتدام المعارك بعدما نجح النظام في السيطرة على قرية دورين التي تحتل موقعاً استراتيجياً يسمح لها بتهديد معقل المعارضة في سلمى بجبل الأكراد. وسارعت فصائل المعارضة إلى حشد مقاتليها لشن هجوم مضاد في محاولة لاسترجاع «خط الدفاع الأول» عن معقلها. وأكدت «جبهة النصرة» أمس مقتل قائدها العسكري أبو همام الشامي بغارة جوية شنها -كما يبدو- الجيش السوري، في تطور يزيد الغموض المحيط بمستقبل هذه الجبهة التي يقودها أبو محمد الجولاني وتُمثّل التهديد الأقوى الثاني الذي يمثله المتشددون للحكم السوري بعد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).
وقُتل أبو همام (الفاروق) بانفجار استهدف اجتماعاً لقياديين في «النصرة» قرب بلدة سلقين التي لا تبعد كثيراً من الحدود التركية، لكن الجيش السوري أعلن مسؤوليته عن قتله بغارة جوية استهدفت مقر قيادة «النصرة» في الهبيط التي تقع على بعد نحو 100 كيلومتر من سلقين في ريف إدلب. وجاء مقتل أبو همام وسط معلومات عن تفكير قادة في «النصرة» بفك ارتباطهم ب «القاعدة»، ما يزيد الغموض في شأن الطريق الذي ستسلكه الجبهة في المستقبل. وظهر أبو همام في شريط ل «النصرة» عام 2014 اتهم فيه تنظيم «الدولة الإسلامية» بإفشال اتفاقات لوقف النار بين الجماعتين. ووفق المعلومات المتوافرة عنه، تدرب الشامي في أفغانستان في التسعينات وبايع تنظيم «القاعدة»، وبعد الغزو الأميركي لأفغانستان رحل إلى العراق حيث صار مدرباً في معسكرات أبو مصعب الزرقاوي زعيم فرع «القاعدة» العراقي. لكن السلطات العراقية نجحت في القبض عليه وسلمته إلى حكومة دمشق، التي أفرجت عنه لعدم وجود قضية ضده في سورية. وفي العام 2005، عاد إلى أفغانستان لفترة وجيزة، حيث طلبت منه قيادة «القاعدة» (عطية عبدالرحمن، صلة الوصل بزعيم التنظيم أسامة بن لادن) العودة إلى سورية لإنشاء خلايا فيها. لكنه في طريق عودته أوقف في لبنان وسُجن، وبعد الإفراج عنه عاد إلى سورية والتحق بالثورة. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن جبهة النصرة حذّرت معظم الفصائل من الانسحاب من الاشتباكات الدائرة في ريف درعا، موضحاً أنها هددت بعض الفصائل الراغبة بالانسحاب بتحويلها الى «المحاكم الشرعية» بعدما أخذت منها عهوداً بعدم ترك جبهات القتال مع «حزب الله» اللبناني مدعماً بالمقاتلين الإيرانيين وقوات النظام وقوات الدفاع الوطني والذين يحاولون منذ أسابيع استكمال السيطرة على مثلث ريف دمشق الغربي- ريف القنيطرة- ريف درعا الشمالي الغربي» بعدما سيطروا على قرى وبلدات الهبارية وحمريت وسبسبا والدناجي ودير ماكر ودير العدس وتل القرين وتلال فاطمة ومحيطها وخربة سلطانة. وتابع «المرصد» أن «بعض الألوية أحيل بشكل فعلي على «المحاكم الشرعية» جراء انسحابه من المعركة». كذلك نشر «المرصد» معلومات عن قيام «جبهة النصرة» بإطلاق النار على عشرات المتظاهرين ممن توجهوا نحو مقراتها ومراكزها في بلدة بيت سحم بريف دمشق الجنوبي لمطالبتها بالخروج منها. واتهمت «النصرة» في بيان أول من أمس، جماعة تسمي نفسها «تجمع قوى الإصلاح» بالوقوف وراء اغتيال مقاتلين وقياديين في ريف دمشق، مؤكدة أنها لن تخرج من بيت سحم.