رغم كل المحاولات التى يبذلها الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، لإخراج مؤسسة الأزهر العريقة من دائرة اتهامها بتصديرها للفكر الداعشى من خلال بعض المناهج الأزهرية التى يتم تدريسها للطلاب فى قطاع المعاهد الأزهرية، خاصة فى المرحلتين الإعدادية والثانوية، مثل أبواب الجوارى والعبيد وإجبار الأقباط على دفع الجزية وغيرها من المناهج التى لاقى فيها تنظيم "داعش" الإرهابى رواجاً كبيرا لأفكاره، إلا أنه لا يزال هناك كثيرون يطالبون بتعديلات أخرى فى المناهج الأزهرية، بل وإلغاء منظومة التعليم الأزهرى خاصة أنها أصبحت تمثل عبئاً على الدولة- على حد تعبيرهم. "الفجر" تكشف المسكوت عنه فى ملف "التعليم داخل قطاع المعاهد الأزهرية"، خاصة بعدما تعالت الأصوات بإلغاء التعليم الأزهرى، واكتفاء الطلاب بالدراسة فى جامعة الأزهر عقب اجتيازهم لمرحلة الثانوية العامة. 1 التحايل للالتحاق بالأزهر سقطات التعليم الأزهرى فى مصر تبدأ من أولى محطات التحاق الطلاب بالمعاهد الأزهرية، فإذا كانت هناك نسبة من الطلاب يلتحقون بالدراسة الأزهرية بناءً على رغبتهم، فإن هناك نسبة ليست ضئيلة قد تلتحق بهذه المعاهد لأسباب اضطرارية منها رغبة أسرهم فى ذلك، خاصة فى ضوء أن هذه المعاهد الأزهرية تقبل الطلاب من سن ال5 سنوات، بعكس المدارس العامة الحكومية التى تشترط سن 6 سنوات للالتحاق بها، وهو ما يدفع كثيرا من أولياء الأمور خوفا من ضياع السنة على أولادهم لإلحاقهم بالتعليم الأزهرى. كذلك هناك سبب آخر يدفع الطلاب للالتحاق بالتعليم الأزهرى، يتجسد فى سهولة حصول هؤلاء الطلاب على شهادة "جامعية"، فالطالب الأزهرى عقب انتهائه من مرحلة التعليم الإعدادى يلتحق فورا بالثانوية الأزهرية على عكس طلاب التربية والتعليم التى يشترط حصولهم على عدد معين من الدرجات لالتحاقهم بالثانوية العامة. 2 بناء المعاهد الأزهرية بالجهود الذاتية لا يخلو التعليم داخل قطاع المعاهد الأزهرية من العشوائية، والتى يكفى للتدليل عليها الطريقة التى يتم بها إنشاء مثل هذه المعاهد، فإنشاؤها لا يتم فى ضوء دراسة مسبقة من قطاع المعاهد الأزهرية، وبناء على احتياجاته ومناطق الفراغ والكثافة العالية التى تحتاج لإنشاء معهد، بل يتم بالجهود الذاتية، من خلال قيام أحد المقتدرين من أهالى القرية أو النجع بجمع تبرعات لإنشاء معهد أزهرى فى قريتهم، بغض النظر إذا ما كانت القرية فى حاجة لهذا المعهد أم لا. تبدأ إجراءات تشييد المعهد الأزهرى فى منطقة ما، بتفويض الأهالى لشخص ما يتقدم بطلب لقطاع المعاهد الأزهرية بإنشاء معهد على نفقتهم الخاصة، يتم تسليمه بعد ذلك للمنطقة الأزهرية التابع لها، وكل المناطق تعمل تحت إشراف قطاع المعاهد الأزهرية التى يتولى رئاستها الدكتور محمد أبو زيد الأمير منتدبا من جامعة الأزهر. تقوم المنطقة بالتأشير على الطلب للمفوض طالما أن الأزهر لن يتحمل أى شىء فى بناء المعهد الأزهرى، ويشترط على المفوض تسليم المعهد تشطيب "سوبر لوكس"، وكل ما على القطاع أن يقوم باستلام المعهد الجديد، وتعيين مدرسين وعمال وموظفين من أهل القرية أو النجع أو المنطقة مقابل بنائهم لهذا المعهد، وتحديد المرحلة الدراسية التى تتم دراستها فيها، ويبلغ عدد المعاهد الأزهرية على مستوى الجمهورية نحو 9 آلاف و258 معهدا منها3 آلاف و536 من المرحلة الابتدائية و3272 للمرحلة الإعدادية بنين وبنات وفى الثانوى بلغ عدد المعاهد حاليا2142 معهدا و380 معهدا للقراءات تم بناؤها بتلك الطريقة ولا دخل للأزهر فيها. 3 مناهج غريبة أما المحور الأهم والأخطر فى هذا الملف فهو المناهج التعليمية التى يتم تدريسها للطلاب داخل هذه المعاهد، فالمواد التى يدرسها طلاب المرحلة الابتدائية فى المعاهد الأزهرية لا تختلف كثيرا عن المواد التى يتم تدريسها بالمرحلة ذاتها فى التعليم العام، أما الوضع فى المرحلتين الإعدادية والثانوية، فيختلف بعض الشىء، فالطالب يدرس نفس المواد التى يدرسها فى المدارس العامة، بالإضافة إلى مواد عربية أخرى هى النحو والصرف والبلاغة والآداب والنصوص العربية، بالإضافة لسبع مواد دينية إضافية هى الفقه والحديث والتفسير والتجويد والسيرة النبوية والتوحيد بالإضافة لمادة القرآن وحفظه، وبذلك يكون الطالب الأزهرى مثقلا ب"11" مادة إضافية عن الطالب بالتعليم العام. الكارثة الأكبر فى المناهج التى يتم تدريسها للطالب الأزهرى فى المرحلة الإعدادية تظهر فى مواد مثل الفقه الذى يتم تقسيمه ل3 أبواب عبادات مثل الصلاة والصوم والزكاة ومعاملات مثل البيع والشراء والهبة والأحوال الشخصية مثل الزواج والطلاق والخلع وخلافه، بالإضافة إلى أنه كان يتم تدريس حكم الشرع فى الزوجة التى بها حائض وكيف تتطهر منه "للبنين والفتيات" ومن هنا بدأت تثار أقاويل بضرورة فصل البنين عن البنات من أجل الحديث فى مثل تلك المسائل مثل الحائض والسائل المنوى للرجل والذكر والفرج " وغيرها من بعض المسائل الشرعية مثل حكم إيلاج حشفة الذكر فى الفرج، وهل هذا يعدا زنى أم لا، وغيرها من المسائل الفقهية الغريبة مثل حكم نكاح الحمير والبهائم ونكاح الموتى، ناهيك عن تدريس فصول دفع الجزية على الأقباط وأحكام التعامل معهم والتضييق عليهم فى بلاد الإسلام، بالإضافة إلى فصول كاملة عن العبيد وكيفية التعامل معهم وشرائهم وبيعهم وأحكام الزواج للعبيد، وماذا لو تزوج العبد من الأمة، وهناك قول مأثور فى الفقه يقوله السيد للعبد الذى يعمل فى بيته، مفاده "لا يخصص للعبد مكانا للإقامة فيه مع زوجته الأمة ولكنه يقول له متى انفردت بها تطؤها أو تنكحها". ناهيك عن باب ملك اليمن الذى يعرف النساء بأنهم من الجوارى التى يحصل عليهن الرجل سواء بالشراء من سوء العبيد أو تلك النساء جاءت كغنيمة حرب عندما تجتاح الجيوش الإسلامية بلاد الكفار وتقوم بسبى النساء، ويحصل عليهن الجنود كغنيمة حرب، ومعنى أنها تكون ملك اليمن له، أنه يقوم بمعاشرتها معاشرة كاملة ناهيك عن زواج الرجل من الحرائر ال4 وفقا لنص الشريعة ويمكن له أن يجمع ما يشاء من النساء بملك اليمن، وتلك النظرية التى قام بتطبيقها داعش مع النساء اليزيدات فى العراق. كل تلك المناهج كان يدرسها طلاب الأزهر حتى العام الحالى قبل أن يقوم الدكتور أحمد الطيب بتصحيح المناهج وإلغاء كل تلك المسائل التى لم تعد موجودة فى العصر الحديث، ودمجه مواد الشريعة فى مادة واحدة تسمى أصول الدين.