ظهرت في الآونة الأخيرة داخل مستشفي التأمين الصحي بالدقي إزدياد عدد المصابين بالتهابات الجروح ما بعد العمليات أو الجروح البسيطة، وصل العدد لثمانية مصاب، وبسؤال أحد الأطباء داخل المستشفي قال انها بكتريا المرسا والتي انتشرت نتيجة سوء التعقيم والتطهير، حيث يستخدم الماء فقط للتنظيف، وأن الطبيب نفسه تعرض للإصابة بعد أن لاحظ ان جرحه الصغير لا يلتئم، وفي حالة من التكتم التام، لم تعلن إدارة المستشفي عن إنتشار هذا النوع من البكتيريا، والتي حال اكتشافها تغلق غرف العمليات فورا في المستشفي. وترجع خطورة هذه البكتريا لمقاومتها للمضادات الحيوية, ومبلغ ضررها في تكاثرها في الجروح المفتوحة في الجسم، أو البلغم أو أي نسيج من أنسجة الجسم و يصاحبها ظهور أعراض كارتفاع درجة حرارة الجسم, والألأم والالتهابات. ويتمثل الخطر الأكبر لهذا النوع من البكتيريا علي وحدات العناية المركزة و الحضانات خاصة "لناقصي النمو" والمصابين بالحروق، ووحدات الأمراض الجلدية وأقسام الجراحة. وتصيب أيضا هذه البكتيريا المرضى قليلي المناعة والضعفاء، وهؤلاء عادة ما يمكثون بالمستشفيات فترات طويلة نظراً لطبيعة أمراضهم، ومرضى السكري أو كبار السن ومرضى السرطان وكذلك العاملين من الهيئة الطبية والتمريضية، وكلاهما من الممكن أن يكونوا حاملي لتلك البكتيريا، والتي تعيش في جسم المريض في تجويف الأنف، أو منطقة الإبطين أو ما بين الفخذين وعلى الجلد بوجه عام ولعل هذا ما يفسر سهولة عدوى المرضى قليلي المناعة عند رعايتهم أو ملامستهم للآخرين، والاسواء من ذلك انه يتم استخدام مضاد حيوي "سيفوتاكس" والذي يعمل علي زيادة بكتريا الميرسا. ونتيجة لتفاقم هذه المشكلة وصلت للمستشفي حالة أصابة لسيدة بتجمع دموي في المعدة بعد أن خرجت من قسم النسا والتوليد، منذ عشرة أيام بعد إجراء عملية ولادة قيصرية، عادت مصابة بارتفاع لدرجه حرارتها وانخفاض نبضها وقررت إدارة المشفي خروجها لعدم معرفه تشخيص الحالة ونقلها زوجها لمستشفي أخر بالشيخ زايد ليثبت بتقرير إنها أصيبت ببكتريا المارسا. وقامت محررة "الفجر" بدخول المستشفي للتأكد من صحة ذلك، فوجدت غرف قسم الباطنية داخل قسم النسا والتوليد، وهو كارثه بكل المقاييس نظرا لخطورة الأمراض الباطنية علي صحة الحوامل أو حالات الولادة الجدد وأطفالهم. وأكد لها أحد أطباء قسم النسا والتوليد أن جروحهم تفتحت بعد شفائها نتيجة للإصابة بهذا النوع من البكتريا الذي لا يوجد إلا داخل المستشفيات نظرا لتعدد الأمراض الناجمة عنه. ويكتفي عمال النظافة بتغير الأغطية فقط للسرائر دون تطهير الغرفة جيدا بعد خروج المريض، كما تخلو دورات المياه من الصابون، وبسؤال إحدى المريضات قالت :" كل واحد بيعمل حسابه علي صابونه". الممرضات لم تسلم من الإصابة وتحدث إحدى العاملين عن إجهاض اثنتين من الممرضات العاملات بقسم رعاية القلب، و أخري في العناية المركزة، وبعد إجراء التحاليل "مزرعة بول" اكتشف اصابتهم ببكتريا المرسا والتي كانت سبباً في الاجهاض. الدور الخامس قسم رعاية القلب في رعاية القلب بالدور الخامس، شرح شاب ما تعانية والدته من سوء المعاملة وغياب الأطباء والنظافة، وحتي أن الممرضات يتناولون الأسماك المملحة "الرنجة" داخل غرفه العناية، ويصطحبون أولادهم داخل غرف الرعاية وينقلون أحيانا المرضي ليلا إلى غرف مجاورة بعد انتهاء الزيارة، ونتيجة ذلك الإهمال تسبب في أصابه والدته بتسمم الدم واحتباس البول الناتج عن العدوي. وأخيرا منذ أيام تداول عدد من أطباء المستشفي، خبر عن قرار لمدير مستشفي التأمين الصحي بالدقي، زيادة أعداد غرف الباطنة علي حساب غرف النسا والتوليد، وهما في نفس القسم في الدور الثالث، ويمثل ذلك خطر داهم حيث أن الحوامل أو الوالدات أكثر عرضة من غيرهن للإصابة بالإمراض عن غيرهم، وخاصة أن الأمراض الباطنية عرضة للعدوى أكثر من غيرها.