عزيزي القارئ ..عندما تري هذا العنوان ستعتقد أنني سأتحدث عن قضية سياسية أيدلوجية خطيرة ،منبثقة من عمق إستراتيجي، عسكري ،أمني ،دولي ، إتحادي فيدرالي أو كونفيدرالي .. (مش متأكده) !! إذا قررت ان تكمل قراءة المقال ستجدني أتحدث عن أمر مختلف تماماً ! فمصطلح "حرب بالوكالة" رغم أنه مصطلح سياسي ف الأساس إلا أنه سواء بلفظه أو بتغيير اللفظ يصلح أن يعبر عن حالات إجتماعية يوميه كثيراً ما نجدها في حياتنا ! هناك مثلاً"زواج بالوكالة" ولا يذهب فكرك الي بعيد .. أقصد الشاب المسافر الذي يعقد أباه قرآنه ثم يرسل له العروس علي البلد المقيم فيه ! هناك أيضاً "الحمل بالوكالة" وهذا "الأوبشن " متوفر في الغرب فقط ، فآخر ما قرأت أُم تحمل جنين إبنتها الغير قادرة علي الحمل وتضعه وترضعه أيضاً ! العمل من الباطن هو شكل من أشكال الوكالة ، وإذا كان "الحمل بالوكالة" حكراً علي الغرب ، "فالعمل بالوكالة " أعني من الباطن ، ليس حكراً علي مجتمع بعينه . وإذا كان هناك صور للوكالة التي تأخذ صفة شرعية وقانونية ، فهناك العديد من صور الوكالة الغير مشروعة والغير قانونية ، وهي أشكال ودرجات أيضاً .. فنجد مثلاً .. "النقد بالوكالة" فهذا الأب يشجع أبنائه علي نقد أمهم وقول كل مالا يستطيع هو أن يتفوه أو حتي يلمح به !! وهذا الثري يدفع لجريدة أو فضائية معينة لتداوم علي تصيد أخطاء ونقد شخص أو نظام ما للوصول الي غايةٍ في نفس يعقوب !! وهناك من يدخل ليجتاز الإختبارات الدراسية بالوكالة عن طالب أو تلميذ وهو "الإختبار بالوكالة" . "السجن بالوكالة" وهو شائع جداً في الدراما المصرية ويأخذ عدة أشكال ،إما بإنتحال شخصية الجاني كما في فيلم "30 يوم ف السجن" ، أو التطوع عن الجاني كما في فيلم "غداً سأنتقم" ، والدراما هي ف الغالب إنعكاس لواقع حقيقي . التأليف والتلحين .. بالوكالة ، رسائل الماجيستير والدكتوراه .. بالوكالة !! لماذا إذاً تتحمل بنفسك مايمكن أن يتحمله عنك غيرك ، سواء بالإكراه "مادياً" أو بالإكراه "عاطفياً" ! لا مجال لنتعجب أو لنستنكر هذا الوجود الكبير" للوكالة " في حياتنا ، لكنها مهما شاعت ومهما أشاعت الفساد ف الأرض ، فلا مجال لها ف السماء ، فنحن نموت بأنفسنا ولا نحاسب إلا عنها .