أكد السيد الرئيس السوري بشار الأسد، أن سوريا تقف ضد قتل الأبرياء في أي مكان في العالم مشيرا إلى أن السياسيين الغربيين قصيرو النظر وضيقو الأفق وما حدث في فرنسا مؤخرا أثبت أن ما قلناه للغرب بأنه لا يجوز أن يدعموا الإرهاب ويوفروا مظلة سياسية له لأن ذلك سينعكس على بلدانهم وشعوبهم كان صحيحا. وأوضح خلال مقابلة مع صحيفة ليتيرارني نوفيني التشيكية نشرتها اليوم، وكالة "سانا" السورية، أن مكافحة الإرهاب لا تحتاج إلى جيش بل هي بحاجة إلى سياسات جيدة وأن يكون هناك تبادل للمعلومات بين البلدان المعنية بمكافحة الإرهاب وقال الأسد: "أنا لم أتغير على الإطلاق، لا أنا ولا سياساتنا ولا قيمنا والمشكلة مع الغرب، وهي ليست مشكلة جديدة، وتتعلق باستقلال بلادنا. وهذه في الواقع مشكلة الغرب مع العديد من البلدان الأخرى، ومنها سورية. خلال الفترة التي ذكرتها حول العلاقات مع الغرب بين عامي 2008 و2010، كانت العلاقة جيدة لكنها في الحقيقة لم تكن مبنية على الاحترام المتبادل. على سبيل المثال، كانت فرنسا تريد من سورية أن تلعب دوراً مع إيران فيما يتعلق بالملف النووي. لم يكن المطلوب المشاركة في ذلك الملف بل إقناع إيران باتخاذ خطوات تتنافى مع مصالحها، فرفضنا ذلك. كما أرادوا منّا أن نتخذ موقفاً ضد المقاومة في منطقتنا قبل إنهاء الاحتلال والعدوان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين والبلدان المجاورة، فرفضنا ذلك أيضاً. أرادوا منّا أن نوقّع اتفاقية الشراكة الأوروبية التي تتعارض مع مصالحنا وتحوّل بلادنا إلى سوق مفتوح لمنتجاتهم، بينما يمنحوننا جزءاً صغيراً جداً من أسواقهم. رفضنا القيام بذلك لأنه يتعارض مع مصالح الشعب السوري. هذه أمثلة قليلة على تلك العلاقة، ولذلك اتخذوا ذلك القرار. الأمر لا يتعلق بالديمقراطية ولا بالحرية ولا بدعم شعوب هذه المنطقة. والمثال الصارخ على ذلك هو ما حدث في ليبيا وأعمال القتل المستمرة في سورية بدعم من الغرب". وأضاف: "كنا مستعدّين دائماً لمشاركة أي بلدٍ يسعى بإخلاص لمكافحة الإرهاب ولم ولن نغيّر موقفنا حيال ذلك أبداً". وتابع: "في ذلك الوقت، عندما بدأت الولاياتالمتحدة ما سمّته الحرب على الإرهاب، كانت سورية تساعد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية فيما يتعلق ببرامج التحقيق والتعذيب. لماذا انضممتم إلى ذلك البرنامج؟". واستطرد: "نعاني التطرّف منذ أكثر من خمسة عقود من الزمن. والإرهاب، بشكله الصارخ، ظهر في سورية في سبعينيات القرن العشرين. منذ ذلك الحين طالبنا بالتعاون الدولي لمكافحة الإرهاب. في حينها لم يكترث أحد لذلك. في الغرب، لم يكونوا على علم بهذه المشكلة. ولذلك كنّا مستعدين دائماً للمساعدة والتعاون مع أي بلد يرغب بمكافحة الإرهاب. لذلك السبب ساعدنا الأمريكيين، وكنا مستعدّين دائماً لمشاركة أي بلدٍ يسعى بإخلاص لمكافحة الإرهاب. ولم ولن نغيّر موقفنا حيال ذلك أبداً، سواء قبل الأزمة أو خلالها أو بعدها. مشكلة الغرب أنه لم يفهم كيفية التعامل مع هذه القضية. اعتقدوا أن مكافحة الإرهاب شبيهة بلعبة من ألعاب الكمبيوتر، وهذا غير صحيح. تنبغي مكافحة الإرهاب عن طريق الثقافة، والاقتصاد، وفي مختلف المجالات". وقال إن السياسيين الغربيين قصيرو النظر وضيقو الأفق وما حدث في فرنسا مؤخراً أثبت صحة ما قلناه وواصل "نحن ضد قتل الأبرياء في أي مكان في العالم. هذا مبدؤنا. نحن أكثر بلدان العالم فهماً لهذه المسألة لأننا نعاني هذا النوع من الإرهاب منذ أربع سنوات، وخسرنا آلاف الأشخاص الأبرياء في سورية. ولذلك فإننا نشعر بالتعاطف مع أُسر أولئك الضحايا".
وأضاف: "يجب أن نفرّق بين محاربة الإرهابيين ومكافحة الإرهاب. إذا أردنا أن نتحدث عن الواقع الراهن، فعلينا أن نحارب الإرهابيين لأنهم يقتلون الناس الأبرياء وعلينا الدفاع عن هؤلاء الناس. هذه هي الطريقة الأكثر إلحاحاً وأهميةً الآن لمعالجة هذه القضية. لكن إذا أردنا أن نتحدث عن مكافحة الإرهاب فهذه لا تحتاج إلى جيش، بل هي بحاجة إلى سياسات جيدة. تنبغي محاربة الجهل من خلال الثقافة. كما ينبغي بناء اقتصاد جيد لمكافحة الفقر، وأن يكون هناك تبادل للمعلومات بين البلدان المعنية بمكافحة الإرهاب".