اليوم.. الذكرى الأولى للفاجومي "شاعر العامية وسفير الفقراء"

يوافق اليوم الأربعاء 3 ديسمبر 2014 الذكرى الأولى لرحيل الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم، الذي قال عنه الشاعر الفرنسي لويس أراغون، فيه قوة تسقط الأسوار وأسماه د. علي الراعي ب الشاعر البندقية ، في حين أسماه الرئيس الراحل محمد أنور السادات، الشاعر البذيء ، إنه الفاجومي شاعر العامية وسفير الفقراء.
تذكره أمس الفنان الكبير خالد الصاوي، وأحيى ذكراه السنوية حيث علق الصاوى على ذكراه بصورة جمعته ب نجم، وكتب قائلاً: حبيبي يا عم نجم وحشتنا.. سنوية العظيم غداً.. الفاتحة على روح إبن مصر البار المجدع الرمز .
توفي الشاعر الكبير فجر يوم الثلاثاء 3 ديسمبر 2013، وشيعت جنازته بعد صلاة ظهر نفس اليوم من مسجد الحسين بالقاهرة، والمثير أنه فور إعلان خبر وفاته، آنذاك صار حديث الصحف العالمية فتحدثت عنه صحيفة لوفيجارو، الفرنسية واصفة إياه بأنه رمز الشعر العربي والناقد الحاد للأنظمة المتعاقبة في مصر، كما أشارت الصحيفة إلي أنه قضى 18 عاماً من حياته خلف القضبان، حيث تم سجنه بسبب قصائده، وهو معروف في مختلف أنحاء العالم العربي، وكان ينتقد بشكل علني الزعماء المصريين، وشددت لوفيجارو، على أن فؤاد نجم لم يكف، وبصفة خاصة منذ الحرب بين إسرائيل والعرب عام 1967، عن التنديد بمختلف رؤساء مصر بدايةً من جمال عبد الناصر، وحتى الرئيس الإسلامي د. محمد مرسي، الذي عزله الجيش في أوائل يوليو الماضي، وخلال الثورة الشعبية أوائل عام 2011 التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك بعد ثلاثة عقود من الرئاسة، قام نجم بتأييد المتظاهرين الذين تغنوا خلال الثمانية عشر يوماً من الثورة بالعديد من قصائده في ميدان التحرير.
ولد نجم، في قرية كفر أبونجم، بمدينة أبوحماد بمحافظة الشرقية، ويعتبر أحد أهم شعراء العامية في مصر، وهو إسم بارز في مجال الشعر العربي، وسجن عدة مرات بسبب مواقفه من الحكومات المتعاقبة، ودخل في خلافات سياسية مع كبار المسؤولين في مصر، وإرتبط إسمه بالشيخ إمام، الذي تعرف إليه في حارة خوش قدم ، وسكنا معًا وأصبحا ثنائياً مشهوراً، إلى أن تحولت الحارة ملتقى للمثقفين، وعُين نجم موظفًا بمنظمة تضامن الشعوب الآسيوية الإفريقية، وأصبح أحد شعراء الإذاعة المصرية، ومع ذلك فقد كان إجتماعياً غير ميسور الحال، حيث أقام في غرفة على سطح أحد البيوت في حي بولاق الدكرور، وبعد سنوات إختارته المجموعة العربية لصندوق مكافحة الفقر التابع للأم المتحدة سفيراً للفقراء، وفي عام 2007 اختارته المجموعة العربية في صندوق مكافحة الفقر التابع للأم المتحدة سفيرا للفقراء.
اشتهر نجم، بمواقفه الحادة لكل الذين يتاجرون بالإسلام خلال فترة حكم د. مرسي، وهم المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، ولم يهاب أحداً علي الإطلاق فسخر من هذا وإنتقد ذاك، ولذلك نال محبة الجميع لثباته علي مواقفه وأرائه السياسية التي لم تتغير يوماً، كم أن نجم أصبح حديث مواقع التواصل الإجتماعي فما من شخص إلا وترحم عليه أن نشر له قصيدة يتذكره بها لم لا وهو أحد أهم شعراء العامية في مصر وأحد أشهر اليساريين في مصر وأحد ثوار الكلمة وإسم بارز في الفن والشعر العربي الملتزم بقضايا الشعب والجماهير الكادحة ضد الطبقات الحاكمة الفاسد.
وكتب عنه د. فيصل القاسم، تغريدة عبر حسابه الخاص على موقع التواصل الإجتماعى تويتر قائلاً، ألف رحمة على روح أحمد فؤاد نجم، لم يكن شاعراً فقط، بل كان روح الشعب وصوته الحقيقي، نقل عذابه ومعاناته بعيداً عن التزييف والتحريف، البقاء لله ، كما عزى المستشار أشرف البارودي، إبنته نوارة نجم، فكتب البارودي عبر حسابه الشخصي على تويتر قائلاً إلي أختي الحبيبة نوارة نجم قلبي معك في ألَمِكْ وأدعو الله من قلبي لك بالثبات ولشاعرنا ونجمنا برحمة واسعة ، وكتب بلال فضل عبر تويتر قائلاً، الله يرحمك يا عم أحمد في الجنة ونعيمها بإذن الله .
وعن حياته الشخصية، فقد تزوج نجم، العديد من الزيجات أولها من فاطمة منصور، وأنجب منها عفاف وأشهرها زواجه من الفنانة عزة بلبع، والكاتبة صافيناز كاظم، وأنجب منها نوارة نجم، التي تعمل بالمجال الصحفي وممثلة المسرح الجزائرية الأولى صونيا ميكيو، والآن متزوج من السيدة أميمة عبد الوهاب وأنجب منها زينب، ولدى نجم 3 أحفاد من عفاف هم مصطفى، وصفاء، وأمنية .
من أهم مؤلفات فؤاد نجم، كانت كتابته عن جيفارا رمز الثورة في القرن العشرين، فحصل على المركز الأول في إستفتاء وكالة أنباء الشعر العربي، وإنضم أحمد فؤاد نجم إلى حزب الوفد منتصف يونية عام 2010 بعد فوز د. السيد البدوي شحاتة، بإنتخابات رئاسة الحزب إلا أنه أعلن استقالته في منتصف أكتوبر من ذات العام جراء الأزمة التي تسبب بها البدوي عندما أقال إبراهيم عيسى، من رئاسة تحرير الدستور التي إشتراها السيد البدوي مع عدة شركاء في ذات العام، وبعد ثورة 25 يناير يعتبر واحد من مؤسسين حزب المصريين الأحرار، وتم إنتاج فيلم يحكي سيرته وإسمه الفاجومي وهو مأخوذ من مذكراته الشخصية.
ومن أهم أشعاره يعيش أهل بلدي، جائزة نوبل، الأخلاق، الخواجة الأمريكاني، استغماية، الأقوال المأسورة، هما مين واحنا مين، البتاع، الكلمات المتقاطعة، حسبة برما، كلب الست، نيكسون جاء، بابلو نيرودا، تذكرة مسجون، شقع بقع، الثوري النوري، الندالة، أبجد هوز سايجون ، ورقة من ملف القضية، شيد قصورك، تخيل لي الأماني أن حظى .
الفاجومى ترك لنا تراث سوف نتذكره به أبداً ما حيينا، أدخله الله فسيح جناته وألهم أهله الصبر والسلوان.