مصر على مدار التاريخ عنوان للتسامح والحب، مهد للاديان السماوية والحضارات، لم تعرف تعصبًا، ولم ينجح غزو في التفريق بين ابنائها، بدءًا من الحملة الفرنسية وحتي وصول الإخوان إلي كرسي السلطة، بلد عشقت الفن والفنانين، حافظ ابنائها على الفن الشرقي الذى خرج من بطن هذه الأرض، تطور الرقص، ووصل إلى كل بيت مصرى، جاء اليها كل الجنسيات العربية من أجل التألق على ارضها، فمن اراد تحقيق النجومية فعليه زيارتها، ولكن الغريب ان تأتي اجنبية إلى مصر وتنجح، هذه هي صافينار والأسم الحركي صافيناز ، أرمنية ولدت سنة 1976، تزوجت مؤخرًا من مصرى، للحصول على الجنسية المصرية، والبقاء داخل ارض الوطن، تحولت وبفضل 3 اسباب إلى واحدة من أهم الراقصات الشرقيات فى التاريخ الحديث. عروسة ماريونت الماريونت هي العروسة التى يُحركها صانعها، دائمًا ما تشعر به، يسكن بداخلها وهي بداخله، صافينار تحولت لعروسة ماريونت فى يد الاغنية التى ترقص عليها، من الظلم ان يُقال انها ترقص عليها بل الحقيقة انها تعيش الأغنية، تندمج لدرجة الادمان، تُحركها كلماتها كالدخان، فظهر ذلك فى العديد من الأغاني ابرزها ديه بنت حلوة ، للمطربان إسماعيل وحماده الليثى، من فيلم عنتر وبيسه، عندما قالا تروح ديسكو ترقص صلصة ، فتحولت إلى برازيلية ترقص صلصة، لديها امكانيات تدفعها لتحريك كل شئ في جسدها مهما كان صغير، مثلما حدث في اغنية زلزال للمطرب محمود الليثي في فيلم سالم أبو ختة ، عندما قال آيوة على رسمتها شفيفها ، فحركت شفاتيها بشكل إبداعي ، الموهبة الحقيقة ظهرت عندما تشابهت كلمات اغنية الليثي مع اغنية عبد الباسط حمودة، اللى عاجبني فيك ، بفيلم عنتر وبيسه، فعندما ذكر الشفايف قامت باداء حركة مختلفة عن حركتها فى اغنية زلزال. الجمال وتأثيرها الإيجابي على ايرادات الأفلام تحية كارويكا التى ظهرت فى الأربعينات، وببا عز الدين ونجوى فؤاد التى تألقتا فى الخمسينيات، وزيزى مصطفي، و سامية جمال، و زينات علوي، و نعيمة عاكف، وسهير زكي، جميعهن يشتركن في موهبة الرقص، وكُلهن خطفن الانظار فى زمنهن، ولكنهن متفاوتن الجمال، قد يُعجبك ستايل واحدة منهن ويختلف معها أخر، قد تُعجب بالشقراء ويعشق صديقك السمراء، ولكن في ذلك الوقت كان للرقص الشرقي هيبة. جائت فى نهاية التسعينيات فيفي عبدة ودينا، امتازا بابداع فى الرقص الشرقي، وظلا الاثنين فقط يُحاربان من اجل بقاء الفن في كل البيوت المصرية حتي اصبح فن مُمل بسبب التكرار وبسبب ظهور من هن اقل جمالاً و تكنيكًا ، حتي دقت ساعة ظهور صافينار، التى خطفت قلوب البعض، وسبها البعض الأخر، ولكن الحقيقة انها اعادت هيبة الراقصات فى الأفلام المصرية، فكانت سببًا في رفع ايرادات الأفلام، جمالها ساحر، قد تكون من افضل الراقصات شكلاً ولكن مازالت تحتاج وقتًا لتكون الأفضل رقصًا. اختيار الأغاني والتطور الطبيعي !؟ دائمًا ما يُقال ان المطرب الناجح هو من يختار اغانيه بكل عناية، قد يُخطئ في واحدة، ولكنه في النهاية معروف انه حريف في اختيار كلماته، فهل تختار صافينار الأغنية التى ترقص عليها، بالنظر إلى معظم الأغاني التى رقصت عليها صافينار فتجد أن الأغنية تصفها، تُغازل جمالها، تتحرش بها، اعتمدت صافينار فى ذلك على موهبتها في تحريك كل جسدها فاختارت الأفضل لها، فالليثي في اغنيته زلزال قال عليها قصة وموال، احلي عود، الخ.. ، ووصفها عبد الباسط حمودة ب اه يا جامدة . عدم التطوير يكون سببًا في القضاء على الفنانين، فعدم التجديد هو سرطان القضاء على النجوم، ولكن صافينار تُحاول دائمًا تقديم الجديد، بدأت باداء اغرائي في فيلم القشاش على اغنية على رمش عيونها ، فلم تُقدم رقص شرقي، بل قدمت بعض الحركات الاغرائية وذلك من أجل جذب الانتباه اليها ونجحت بسبب جمالها، ولكن منذ ذلك الفيلم وهي تحاول اظهار مواهبها فقط، دون محاولة الابتزال او الاغراء، ولو عادت إلى هذه الطريقة ستكتب شهادة وفاتها سريعًا.