تجربة جديدة قديمة يعود إلينا بها الفنان أحمد حلمى على شاشة السينما بفيلمه صنع فى مصر والذى كان بعنوان صنع فى الصين وتحول بعد ذلك إلى هذا الاسم حتى يختلف عن فيلم أخر جمعت الصدفة بينهما فى اختيار نفس الاسم ، وتشاركه البطولة كلا من ياسمين رئيس ودلال عبدالعزيز وإدوارد والطفلة نور عثمان ومن إخراج عمرو سلامة. الفيلم هو رقم 23 فى قائمة أفلام حلمى، والذى يظهر من خلاله بشخصية علاء الفاشل الذى يعمل فى محل للعب الأطفال وتتراكم عليه ديونه بالإضافة إلى انه غير ملتزم فى حياته الشخصية ويرفض مساعدة أسرته، ومن شدة إهماله وكسله يرفض مساعدة شقيقته الصغرى، والتى تجسدها الطفلة نور عثمان، الى أن يدخل الدبدوب حياته وتتحول شخصية علاء من إنسان طبيعي الى شخصية الدبدوب بفضل دعاء شقيقته الصغري عليه، ينجح الدبدوب فيما فشل فيه علاء ويقوم بإصلاح عيوبه. أول مرة لأول مرة يتعاون حلمى مع المخرج المتميز عمرو سلامة، والذى أضاف كثيراً للفيلم بفضل خبراته السابقة فى نوعية الأفلام الروائية القصيرة والطويلة، كان أخرها نجاح تجربته فى فيلم لامواخذة ، للدرجة التى جعلته متمكناً من سلاسة الانتقال بين مشاهد الفيلم دون مط أو تطويل وإيصال المعلومة فى أقل المشاهد وببعض التعبيرات الحركية، وكان له فضل كبير فى اختيار الأماكن التى أضافت إليها كثيرا نوعية الديكورات التى اختارها أحمد حلمى بلا شك، وكان صاحب القرار الأول فيها، لخبرته فى مجال الديكور وهذا ليس غريباً عن حلمى، فقد قام من قبل بالمشاركة فى ديكورات أفلامه وكان أخرهم فيلم على جثتى . خارج نطاق الخدمة لأول مرة أيضا يتعاون حلمى مع الفنانة ياسمين رئيس ، والتى حققت نجاح باهر ومميز فى أول أفلامها فتاة المصنع مع المخرج محمد خان والذى صنع منها شهرتها وفازت وقتها بجائزة أفضل ممثلة فى مهرجان دبي السينمائى العاشر، الأمر الذى رشحها بلا شك فى الوقوف أمام نجم كبير بحجم حلمى فى هذا الفيلم. لكن للأسف لم تضف ياسمين لنفسها قبل الفيلم كثيرا، بل ظهر أدائها ويبدو عادياً بل وتحت العادي باعتبار ان مشاهدها كان يمكن لاى ممثلة ان تقوم بتجسيده، وبحرفية أكثر من ذلك، إلا أنها تجربة تحسب لها. عيال أحمد حلمى حلمى على موعد دائما مع الأطفال منذ انطلاقته الأولى فى برنامج لعب عيال والذى كان يعرض على فضائية Nail TV عام 1998، ثم لحقها بعدد من البرامج للأطفال مثل : من سيربح البونبون ، شوية عيال ، ثم أخذ على عاتقه أن يكون صديق الأطفال الأول، الطفلة نور عثمان لم تكن بعيدة عن ذلك، فمنذ ظهورها الأول فى برنامج المسابقات الشهير Arabs Got Talent والذى كان يرأس لجنة تحكيمه أحمد حلمى، ونظراته عليها للدرجة التى جعلته يراهن عليها فى الفوز باللقب، وعندما لم يحالفها الحظ فى الفوز بجائزة البرنامج وعدها على الفور بانها ستكون بجانبه فى فيلمه الجديد صنع فى مصر والذى كان يحضر له وقتها مع المخرج عمرو سلامة لتظهر فى دور شقيقته. حصلت الطفلة صاحبة ال 8 سنوات، على دور محورى بالفيلم، فهي التى تحكمت فى تحول شقيقها علاء أحمد حلمى الى شخصية الدبدوب بعد تمنيها ذلك لرفضه عمل العرائس الخشبية لها لدخول مسابقة المدرسة المسرحية، وتراجعها فى هذه الأمنية بعد ذلك ليعود حلمى الى شخصيته الحقيقية بعد الاعتراف بفشله وأخطاءه. الطفلة نور اثني عليها الجميع أثناء مشاركتها فى برنامج Arabs Got Talent وظهورها كمؤدية لبعض الاغانى الاستعراضية التى حازت على إعجاب الكثير من الجمهور، وقد يكون ظهورها بجانب حلمى فى أولى تجاربها السينمائية دافع قوى لها لتحسين أدائها التمثيلي، لأنها مازالت تحتاج الكثير والكثير حتى تقف مرة أخرى أمام الشاشة سواء الصغيرة أو شاشة السينما، ولكن يحسب لها ولأسرتها التى كانت دافع وسند قوى لها فى مسيرتها الفنية الناشئة هذه الخطوة الشجاعة وفى هذا التوقيت بعد خروجها من البرنامج. قصة دبدوب الباندا عُرف عن الفنان أحمد حلمى دقته فى اختيار نوعية أفلامه، خاصة الأخيرة والتي تنوعت بين الكوميدي والتراجيدي والكوميدي التراجيدي، والذى يهدف به فى النهاية إلى رسم الابتسامة على وجه جمهوره، ولكن فى فيلمه الأخير صنع فى مصر لم يحالفه الحظ فى ذلك، لسبب بسيط وأن الفيلم بصريح العبارة مش مقاس حلمى ، الفيلم فى النهاية رغم مضمونه والذى يهدف الى أن كسل المصريين وصل الى درجة استعانتهم بالعرائس الصينية، على الرغم من أن المواطن المصري لو فكر بعض الشئ سينافس الصين بل وسيجعلها تستعين بأفكاره، ورغم ما صرف علي الفيلم إلا أنه لا يخرج عن نوعية سينما الأطفال التى تقدم من أجل التسلية لجمهور معين من الأطفال فقط . لم أرى أى حكمة فى أن يكون الدبدوب هو الذى يجسد دور الرجل الحكيم الذى يعطي الحكم والمواعظ طوال الفيلم، على الرغم أن ما يعرف عن الدببه الكسل والخمول، فكل ما نعرفه كمصريين عن الدببه قصة الدب الذى قتل صاحبه خوفاً عليه، هكذا كان حال حلمى مع دب صنع فى مصر ولهذا فكان من الأجدر الاستعانة بالقرد لانه صاحب حركات أسرع ولدية القدرة على الفهم بسرعة، وقريب الشبه من الإنسان على اعتماد النظرية الخاطئة الإنسان أصلة قرد . بالفعل استطاع الدب إصابة حلمى بخسائر فى مقتل، وخرج الفيلم بمحتوى فنى تمثيلي ركيك من جانب حلمى صاحب المساحة الأكبر فى الفيلم للدرجة التى جعلت البعض يقول بأن أداء الدب التمثيلي كان أقوى من بطل الفيلم نفسه. ويعاب على صُناع الفيلم أن يكون هناك تشابه صوتى بين الدب وحلمى، وكان من الأجدر تغيير نبرة الصوت بينهما وعند تحول حلمى الى دبدوب يتحول الصوت تلقائياً حتى لا تزيد حيرة المشاهد. أيضا كان هناك مشهد غريب فى نوعه لم يحسمه المخرج ولا المؤلف ولم ينتبه إليه الجمهور، وهو طريقة وصول الدب إلى شرم الشيخ وتحديدا مدينة الملاهى عندما كان يتعقب أحمد حلمى وياسمين رئيس للتضييق عليهم فى خروجهم، حيث وصل إلى هناك فى شنطة سيارة ملاكى، اذاً فمن الذى أوصل الدب إلى شرم الشيخ ومن تعرف على قصته غير بطل الفيلم والطفل الذى قرأ خطاب الدب ل أحمد حلمى .. سؤال يطرح نفسه على صناع العمل ؟! ظابط شرطة فاشل .. ودكتور نفساني بتاع ستات يبدو أن ثورة 25 يناير أدلت بدلوها هى الأخرى فى السينما بعد التعمد فى ظهور مساوئ الشرطة والأطباء فى الأعمال الفنية عقب ثورة شهد لها الجميع أنها ثورة تطالب بالحرية والعدالة الاجتماعية، لا تنبذ فئات وشرائح المجتمع، وظهر هذا بكثرة فى مسلسلات رمضان 2014. قدم حلمى فى فيلمه صنع فى مصر نموذجان سيئان لرجل الشرطة وأخر طبيب نفسى، فالأول تناوله الفيلم بأنه شخص يتواجد على مكتبه داخل قسم الشرطة ويناقش أمور حياته الشخصية رغم انشغاله بقضايا المتهمين، وقيامه بتلفيق التهم للغير، ويتخاذل فى تقديم واجبه كفرد أمن عندما يجد من يقول له أنه أخطأ ويريد أن يصلح من شأنه. لم يكتفي الفيلم بذلك بل قدم نموذجاً أخر من الفساد داخل المصالح العامة وخاصة من داخل مستشفى للأمراض العقلية، ويتجسد هذا الفساد فى شخصية الطبيب النفسانى والذى يجسده الفنان إدوارد وقيامه باستخدام وظيفته واحتكاكه بأسر المرضى لإقامة علاقات مشبوهة مع النساء، للدرجة التى تجعله يوزع أرقام تليفوناته لهن على الملأ للمقايضة على الاعتناء بالمريض أو خروجه من المستشف نهائياً مقابل إقامة علاقة غير شريفة من السيدات. خسارة بالثلاثة على الرغم من أهمية هذه التجربة بالنسبة لفنان بحجم أحمد حلمى؛ إلا أن خسارته كانت هى الحدث الأهم، فقد خسر حلمى الكثير عقب تسريب فيلمه على مواقع تحميل الأفلام والمنتديات وصفحات الفيس بوك وتويتر بعد أيام قليلة من عرضه فى السينما، الأمر الذى جعله يخسر أيضا منافسته على شبكاك التذاكر وجعله يتذيل قائمة الإيرادات فى أول 3 أسابيع من العرض ومستمر فى ذلك حتى الآن، والاهم من ذلك خسارته لعدد كبير من جمهوره. والسؤال هل سيستطيع حلمى تفادى أخطاء الدب الذى قتل صاحبه وإعادة حساباته مرة أخرى بقصة سيناريو أو رواية فنية تليق بجمهوره أم سيكون لحلمى رد أخر ؟!