حوار أسماء الأباصيرى - تصوير : نورهان ابو جازية الفنان محمود الجندى من مواليد محافظة البحيرة مركز ابو المطامير في عام 1946 من أسرة تضم تسعة ابناء ، درس فى مدرسة الصنايع وتخرج من قسم النسيج وعمل بعد التخرج فى أحد المصانع، ثم تقدم الى المعهد العالى للسينما وتخرج منه في عام 1967 بعدها طلبه الجيش للتطوع فى القوات الجوية و بالفعل لبى الجندى النداء ولكن حب الفن ظل فى قلبه وصلت لدرجة الهروب من الجيش لساعات قليلة لحضور فيلم سينمائى وتحمل بعدها العقاب المنتظر ثم قرر بعد خروجه من الجيش تحقيق حلمه وبدا فى دخول عالم الفن فمن اعماله المسرحية عنترة، مولود الملك معروف، شكبيرفى العتبة والسينمائية ناجى العلى، يوم مر يوم حلو، وكان لبوابة الفجر الفنى لقاء معه حيث حاورناه عن حياته الشخصية وآرائه السياسية .. ، فى البداية ماهى قصة مسرحيتك الجديدة التى تحمل عنوان اللى بنى مصر ؟ تدور أحداث المسرحية بشكل فانتازي كوميدي، حول هروب تمثال طلعت حرب من مكانه، ليتجول في منطقة وسط البلد، ويقابل طلعت شباب الثورة من بداية 25 يناير إلى 30 يونيو، وتحدث مفارقات كوميدية في ظل الاختلاف وتباين الآراء التى نراها الآن فى المجتمع المصرى. جسدت نفس النص اللى بنى مصر منذ 20 عاماً ماوجه الاختلاف فى عرضها مجدداً؟ قمت بعرض نفس النص من 20 عاماً مع المطرب على الحجار ولكن الفرق بينهما اننى اعرضها حالياً بشكل مختصر يتماشى مع جمهور الأجيال الجديدة والشباب. هل ترى ان مسرحية اللى بنى مصر حققت نجاح كافى لدى الجمهور؟ أعجبت كثيراً برد فعل الجمهور وخاصاً الشباب منهم لانها تتحدث عنهم وعن مشاكلهم التى يعانون منها فى المجتمع المصرى الآن واعتقد انها نالت مشاهدة عالية من جميع فئات الشعب المصرى. ما هو اكثر تعليق أسعدك بعد العرض ؟ أحد الجمهور قال لى الناس محتاج قدوة يا استاذ محمود زى طلعت حرب فشعرت بعدها بارتياح كبير لاننى قدمت شخصية طلعت حرب بدرجة كبيرة مشابهه لما ذكر عنه فى التاريخ. لماذا لم تحب التحدث فى السياسة ؟ لان السياسة ليها ناسها وانا فنان ودورى اقول وجهة نظرى الفنية وليس السياسة . هل تنتمى لحزب سياسى معين؟ لم انتمى لاى جهة سياسية معينة أنا بمثل كل الأحزاب والطوائف لاننى فنان وبعيش كل حالات الشعب المصرى وبأشعر بمعاناتهم . ماهو أكثر شى ضحيت به من أجل الفن؟ ليس تضحية ولكنها ظروف فرضت عليا تخرجت سنة 67 كان كل طموحى ان اعمل بالفن ودخلت الجيش وقتها لانهم استدعونى لأكن ظابط احتياطى وبعدما خرجت بدأت مشوارى الفنى وضحيت بحياتى الخاصة من أجل الفن. كان لك تعامل بالرئيس السابق محمد حسنى مبارك على المستوى الشخص فما رأيك فيما حدث له ؟ متعاطف معه فى اشياء وغير متعاطف معه فى اشياء أخرى ، فانسانياً متعاطف معه لأنه كان رئيساً لمصر لمدة 30 سنة وفجأة دخل السجن، و ليس متعاطف معه فى بعض المواقف لأنه قصر فى إدارة شئون البلاد فى الفترة الأخيرة. ماهى الحادثة التى جعلت الرئيس محمد حسنى مبارك يتعاطف معك ؟ كان قائدى فى القوات الجوية حينما كنت ظابطا وكان هناك اوامر من قياداتنا بمنع الزيارات او اعطائنا أجازات نهائياً لأسباب أمنية وكانت هناك مخابرات سرية تعلم ما يدور فى الجيش بالحرف الواحد فجاء لى أثناءها جواب فيه دعوة لحضورى عرض فيلم خاص فأخذت الجواب وقرأته وقررت ان اذهب لحضور الفيلم وارجع دون ان يشعر أحد بغيابى فعلمت المخابرات وفؤجئت باستدعاء الرئيس محمد حسنى مبارك لى وعلمه بكل شئ فاعتذرت له وفاهمته اننى ظابط احتياطى وان مستقبلى الحقيقى فى الشئ الذى احبه وهو الفن فالتمس لى عذراً واعطانى عقاب مخفف وأعفانى من السجن فى الجيش . ما هى الفترة التى تعرضت فيها لعدم توازن فى حياتك ؟ المحنة الاولى التى كسرتنى هى وفاة زوجتى وهى فى نفس الوقت كانت إشارة لى من الله ليقربنى منه لاننى كنت فى فترة طيش ومراهقة وكنت اقرا كتب للإلحاد حيث أتى الحريق على الفيلا ليتسبب بوفاة زوجتي ضحى حسن عن عمر 45 عاماً واتت النيران على المكتبة والقسم المتخصص بكتب الإلحاد، فهذه كانت رسالة من الله لابتعد عن ما افعله وارجع اليه . من وقف بجانبك فى هذه المحنة ؟ شقيقى جمال الجندى كان دافع لى فى الدنيا حيث كان معى فى هذا الوقت و فى كل مكان. ما سبب ارتدائك الجلباب ؟ ارتديته كحماية لي من الدخول فى معصية ومنعاً للوقوع فى اى حرج من بعض الزملاء فى الوسط الفنى الذين يريدون ان اذهب معهم للسهر فى اى ملهى ليلى ولكنى بعد فترة وجدت ان لبس الجلباب أثار الجدل عند البعض فقررت ان اكون وسطى فى تفكيرى وملابسى طالما لم اغضب الله . أين انت من تجربة الإنتاج بعد تجربة فيلمك الوحيد ؟ خسرت فى الإنتاج معنوياً ومادياً لاننى رضيت كل الأشخاص على حساب نفسى ولم افكر فى هذه التجربة مرة ثانية . هل وصلت لمرحلة التشبع فى الفن المصرى؟ الفنان الحقيقى هو الذى لم يشعر بالتشبع الفنى حتى الموت لانه طول الوقت لديه عطاء كثير والبطولة ليس انك تأخذ كل مشاهد الفيلم بمفردك ولكنها هى المشهد الذى تجسده ولا ينساه الجمهور ويظل فى تاريخك الفنى . هل ترى ان التليفزيون مقصر فى الأعمال المسرحية التى تعرض عليه ؟ بدرجة كبيرة مقصر لان المسرح خدمة ثقافية ويجب ان تكتمل كل المنظومة بوقوفها بجانب بعضها وعلى التليفزيون المصرى تقديم الدعايا اللازمة للمسرح وتخصيص وقتاً لعرض المسرحيات. هل تؤيد ترشح المشير عبد الفتاح السيسى لرئاسة مصر؟ لم ارى غيره يصلح للترشح او تولى مسئولية مصر فى هذه الفترة .