بفكرة جريئة فى مضمونها ، عاد الفنان أشرف عبد الباقى من جديد للوقوف على خشبة المسرح بعد فترة غياب طويلة من خلال بعدد من العروض المسرحية تحت عنوان تياترو مصر والتى تقدم حاليا على مسرح دار أوبرا جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا . يقف أشرف ولأول مرة فى حياته الفنية ك نجم أوحد فى مسرحية شبابية ، يخدمها فكرة النص الجيد الذى يناسب تطورات العصر ، بعيدا عن الأفكار التقليدية العقيمة التى تعتمد على ال أفيه الكوميدى المبتذل والنكتة الجنسية من أجل أضحاك الجمهور فقط ، وبعيدا عن جلب راقصة للاشتراك فى المسرحية لجذب الجمهور . المسرحيات التى قرر عبد الباقى تقديمها تنتمي لعروض الكباريه السياسي التى تخاطب مشاكل المجتمع بجرأة شديدة وتنقده وتقديم حلولا لها ولكن بطريقة كوميدية ساخرة لتغيير الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي نحو الأفضل، وتعتمد هذه الفكرة على مواجهة المتفرج بمشاكلها والسخرية عليها من خلال فكرة كوميدية مرتجلة فى بعض الأحيان . فكرة عروض الكباريه السياسي ليست مستحدثه علينا ولكنها موجودة ومؤرخة فى تاريخ المسرح المصري فى أعمال كثيرة مثل أعمال فايز حلاوة مع فرقة تحية كاريوكا التى تأسست عام 1963م، وقدمها الفنان نجيب الريحانى بشخصية كشكش بيه التى كان ينتقد بها المجتمع ، وأيضا قدمها الفنان على الكسار الذى ظل يجسد شخصية الرجل الفقير البسيط عثمان عبد الباسط أو عمى عثمان فى ظل وجود مجتمع ارستقراطي يفرض قسوته على الفقراء البسطاء . واستمرار لنجاح نوعية مسرح الكباريه السياسي فى مصر ، وقبل ثورة 25 يناير 2011 ضد مبارك وحاشيته بأشهر قليل بدأ المخرج القدير جلال الشرقاوى بعمل بروفات مسرحية شغل أرجوزات التى كانت تناقش العديد من مشاكل المجتمع فى أواخر عهد مبارك وحكومة نظيف ، وبعد عرضها لمدة أيام تم غلق المسرح بحجة تأمينه من قبل الحماية المدنية ، وقامت بعدها الثورة لتنطلق عروض الكباريه السياسي من جديد عقب سقوط نظام مبارك بحرية وقبول لدى الجمهور بالعرض المسرحي شيزلونج والذى حقق نجاح ساحق على المسرح العائم بالمنيل ببطولة مجموعة عدد من الشباب يقودهم المخرج المتألق رغم صغر سنه محمد الصغير وأثبتت التجربة نجاحها للدرجة التى جعلت العرض يواصل فقراته بتجديد شبه يومي فى الأفكار وسافر العرض خارج مصر وشارك فى عدد من المهرجانات الدولية ، وأيضا هذه النوعية قدمها المخرج الشاب مازن الغرباوى فى عرضه الذى أعقب ثورة 25 يناير بعرض مسرحي تحت عنوان هنكتب دستور جديد ولاقت الفكرة وقتها نجاح كبير بمجموعة من الشباب ، وحصل من خلالها الغرباوى على جائزة الدولة التشجيعية . أشرف عبد الباقى كان أحد اللذين شاهدوا عرض شيزلونج خلال أيام عرضه ، وأعجب كثيرا بالفكرة وأشاد بها ، ويبدوا أنه أيضا أراد استثمار نجاح هؤلاء الشباب معه فى عرضه تياترو مصر . وبما أننا أصبحنا فى عهد يحترم الحريات ، وعقب ثورتين أطاحت برءوس الفساد من مصر ، اللهم إلا قليلا ، وجب على أشرف عبد الباقى وزملاءه فى العرض مناقشة قضايا المجتمع بكافة أشكالها واحترام عقل المشاهد أولاً دون خوف من حبس أو هجوم أو حتى وقف العرض مثلما تم مع الإعلامي الساخر باسم يوسف مقدم برنامج البرنامج الموقوف من العرض حالياً بسبب هجومه على الفريق السيسي ووصفه الإطاحة بالإخوان من سدة الحكم بالانقلاب العسكري . أشرف عليه اتخاذ كافة السبل من أجل نجاح جهوده فى مسرح الكباريه السياسي على خطى كبار نجوم الكوميديا ، ومثلما قدم فى عرضيه واإسلاماه – مصر محسودة الجانب السلبي والايجابي لكلا من مبارك ومرسي وأوباما وإسرائيل فى إصلاح مشاكل مصر فعليه أن يقدم الفريق السيسي بما أنه أصبح شخصية مؤثرة فى الشعب المصرى وكان محور الأحداث خلال الفترة الماضية كشخص حمى المصريين من جماعة إرهابية تعمل فى السر طوال 80 عاما ، بما له وما عليه .. فهل سنري السيسي قريبا فى كبارية أشرف عبد الباقى السياسي ؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام القليلة المقبلة خلال العروض المنتظر تقديمها من تياترو مصر .