امل ثنائي ماكلارين-مرسيدس البريطانيان لويس هاميلتون وجنسون باتون تحقيق الفوز بجائزة بلادهما الكبرى لسباقات فورمولا واحد التي تقام الاحد المقبل على حلبة سيلفرستون بحلتها الجديدة. ورغم معاناة فريق ماكلارين-مرسيدس في مجاراة ريد بول-رينو الذي حقق عبر بطل العالم الالماني سيباستيان فيتل ستة انتصارات من اصل ثمانية سباقات هذا الموسم (الفوزان الاخران كانا من نصيب هاميلتون وباتون)، فان الفريق البريطاني يأمل ان يلعب الحظر الذي فرضه الاتحاد الدولي على الجانح الخلفي السفلي او ما يعرف ب"بلون ديفيوزر" دورا في تقليص الهوة التي تفصله عن ريد بول.
وتوقع هاميلتون الذي فاز بسباق بلاده عام 2008، ان يشهد الاحد المقبل منافسة نارية على حلبة سيلفرستون التي شهدت تعديلات على مسارها وعلى حظائر الفرق، مضيفا "كان الفوز الذي حققته في سيلفرستون عام 2008 اجمل اللحظات في مسيرتي باكملها. انها اللحظة التي ساحملها معي على الدوام".
وتابع "نتوجه هذا العام الى سليفرستون جديدة تماما، ورغم التغيير الذي طال الكثير من الاشياء حول الحلبة وفي الحظائر، فانا متأكد من ان شغف الاف المشجعين لن يتغير - انه احد اروع الاشياء في جائزة بريطانيا الكبرى".
وواصل "ندخل الى السباق ونحن نواجه تفسيرات جديدة وقاسية للقوانين: هل سيؤثر ذلك على كل الفرق؟ سيكون من الملفت رؤية اذا كان ذلك سيؤثر على تراتبية التنافس (اي هيمنة ريد بول). سيكون هناك الكثير من العمل خلال عطلة نهاية الاسبوع المقبل لان على مهندسي فريقنا التأقلم، كما كانت الحال دائما، وانا متأكد من انهم سيقومون بعمل رائع للحرص على بقائنا منافسين اقوياء".
ويترقب الجميع سباق سيلفرستون لمعرفة اذا كانت مجريات البطولة ستشهد تحولا بعد قرار الاتحاد الدولي للسيارات "فيا" بتحديد حجم عمل الجانح الخلفي السفلي الذي يعرف ب"بلون ديفيوزر".
ومن المحتمل ان يكون ريد بول الفريق الاكثر تضررا من عملية الحظر لانه افضل من اتقن استخدام ال"بلون ديفيوزر" بشكل مثالي ما منحه افضيلة واضحة على منافسيه، وتجلى هذا الامر بهيمنته على مجريات الموسم حيث يتصدر فيتل ترتيب السائقين بفارق 77 نقطة عن اقرب ملاحقيه باتون، فيما يتصدر فريقه ترتيب الصانعين بفارق 89 نقطة عن ماكلارين-مرسيدس.
ويعتبر "بلون ديفيوزر" النسخة الميكانيكية المحدثة من "ديفيوزر" وتتمثل مهامه بمنح السيارة المزيد من التماسك من خلال استخدام الغازات الساخنة الخارجة من العادم لجعلها اكثر التصاقا بالارض حتى عندما تكون سرعة دوران المحرك متدنية، وهذا الامر يمنح الفرق خيار عدم اضطرارها الى جعل الجانح الخلفي عاموديا من اجل تأمين التماسك على المنعطفات ويسمح لها بتعديله ليكون اقل احتكاكا بالهواء ما يمنح السيارة سرعة اعلى في الخطوط المستقيمة.
وقرر الفريق العمل التقني المشترك بين "فيا" والفرق ان يصبح مخرجا عادم الهواء من الجهة العليا لمؤخرة السيارة، كما كان الوضع قبل عدة اعوام، عوضا عن الوضع الحالي في الوسط السفلي من السيارة.
واعتمد الاتحاد الدولي في قراره بشأن ال"بلون ديفيوزر" على قوانينه المتعلقة بالانسيابية والتي تنص على ان لا يكون للسائق اي تأثير على انسيابية السيارة، وهذا الامر يعني انه لا يمكن "نفخ" الغازات الصادرة من العادم على الجانح الخلفي السفلي عندما تكون سرعة دوران المحرك متدنية وذلك لان هذا الامر يتطلب تدخل من السائق.
ويقضي التعديل الجديد على ال"بلون ديفيوزر" بتحديد حجم "نفخ" الغازات من العادم ب10 بالمئة فقط عندما تكون سرعة دوران المحرك بادنى مستوياتها او عندما يرفع السائق قدمه عن دواسة الوقود، على ان يتم الحظر التام اعتبارا من 2012.
وبدوره، اكد باتون الذي تبقى افضل نتيجة له في سباق بلاده احتلاله المركز الرابع عامي 2004 و2010، عزمه على تحقيق نتيجة افضل في 2011، مضيفا "ان فوزي بسباق بلادي سيعني لي كل شيء - سيكون بمثابة الحلم الذي يتحول الى حقيقة. افضل نتيجة لي في سيلفرستون كانت المركز الرابع وحققتها عامي 2004 والعام الماضي عندما شقيت طريقي من المراكز المتأخرة بعد التجارب التأهيلية المخيبة. انا اتطلع بفارغ الصبر لسباق هذا العام رغم ان هذه الحلبة لم تكن جيدة معي".
وواصل "مع خط انطلاق جديد، ومنعطف اول جديد، وخط حظائر جديد، وحظائر جديدة بالكامل، ستكون المنشأة الجديدة رائعة واعتقد انها ستؤكد بان سيلفرستون احدى افضل الحلبات في العالم".
يذكر ان حلبة سيلفرستون التي شهدت فوز سائق ريد بول الاسترالي مارك ويبر الموسم الماضي وفيتل قبله، كانت مهددة بالاقصاء من البطولة وبنقل السباق البريطاني الى حلبة دونينغتون اعتبارا من 2010 الا ان القيمين عليها توصلوا الى اتفاق جديد مع مالك الحقوق التجارية لبطولة العالم البريطاني بيرني ايكليستون.
ويقضي الاتفاق باقامة جائزة بريطانيا الكبرى على حلبة سيلفرستون في السنوات ال17 المقبلة.
وتعتبر حلبة سيلفرستون من الاعرق في رياضة الفئة الاولى (اسست عام 1950 واحتضنت 42 سباقا منذ حينها)، لكنها شهدت في الاعوام الاخيرة حضورا جماهيريا ضعيفا قبل ان يتحسن الوضع في السباقين الاخيرين.