مع التقدم الحضاري الذي نعيشه.. قدمت لنا الصناعة الحديثة منتجات من سهلة الاستعمال مثل الأكياس ية التي من المفترض أنها تساعدنا على نقل أو حفظ أو تداول معظم المنتجات الغذائية، ولكن أثبتت الدراسات الحديثة أنه من الممكن أن تنشأ أمراضاً عديدة عن طريق المواد الداخلة في صناعة المنتجات ية والتي تذوب في الأطعمة المحفوظة بداخلها. ويسعى علماء بريطانيون لإثبات أن كانت المواد الكيميائية الرائجة في البيئة، مثل تلك المستخدمة في صناعة هى المسئولة عن زيادة فرص الإصابة بالبدانة والسكر. وقد حذرت دراسة طبية من أن المركبات الكيميائة التي تدخل في تصنيع مادة "" والتي يصنع منها علب الثلاجة لحفظ الطعام وعدد من أدوات الطعام قد تعد المتهم الأول وراء زيادة ارتفاع معدلات البدانة ومرض السكر. وكانت الأبحاث الطبية السابقة أشارت إلى أن هذه المركبات الكيميائية وجدت علاقة مباشرة بينها وبين زيادة فرص الإصابة بالسرطان وهو ما يعد تحولاً في زيادة فرص الإصابة أيضاً بالبدانة والسكر. وأوضحت الأبحاث أن هذة المركبات تعمل على إثارة عدد من الجينات لتعمل على إحداث خلل وإضطراب بها لتضاعف من فرص الإصابة بهذه الأمراض. كما يؤكد الأطباء أن سرطان الخصية يصيب الشباب لكنهم اكتشفوا قبل عدة سنوات أن التغييرات غير الطبيعية التي تؤدي إلى هذا النوع من السرطان تحصل خلال الأشهر الأولى من نمو الجنين. و نقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن فريق طبي بريطاني أنه سيستخدم فئران ذات خلايا بشرية لإثبات هذه النظرية. ولأن هذه التغييرات تحصل خلال فترة الحمل يرجّح الأطباء وجود عامل في البيئة يتسبب برفع معدلات الإصابة بهذا المرض بشكل سريع. وأشار أحد العلماء الباحثين إلى أن هناك نظرية تشير إلى أن هذه التغييرات يتسبب بها تعرض الحامل إلى مواد كيميائية موجود في البيئة، مثل مادة "الفثالات" التي تستخدم في صنع كثير من الأدوات المنزلية بينها الأواني ية. كما توصلت دراسة بالمركز القومى للبحوث إلى أن استخدام الأكياس ية السوداء يصيب بأمراض خطيرة، أهمها السرطان والزهايمر والضعف الجنسى. وأكد الدكتور جمال نوب الأستاذ بالمركز إن استخدام الأكياس السوداء بصفة دائمة، خاصةً مع المنتجات الغذائية القابلة لامتصاص مواد سامة يتسبب في الإصابة بالعديد من الأمراض، خاصة وأن هذه الأكياس تصنع من إعادة تدوير المخلفات وأكثرها سامة. واشار الباحثون إلى أن الوقاية من هذه الأكياس الخطيرة ممكنة، وذلك عن طريق تغيير بعض السلوكيات الخاطئة فى التعامل اليومى مع الغذاء سواء مراحل النقل والتغليف. والأكياس السوداء لها أضرار ليس فقط على المأكولات الطازجة بل أيضاً على المأكولات الجافة لما لها من سرعة امتصاص مثل البقوليات وغيرها لأنها تحتوى على مواد كيماوية صنعت منها تلك الأكياس. وأوضح جمال إنه ليست كل الأكياس ية السوداء تهدد صحة الإنسان.. بل هناك أكياس صنعت معتمدة على الأبحاث العلمية والمعملية والتى لا توجد بها مواد لا تضر بصحة الإنسان، ولكن المشكلة أن إنتاج هذه الأكياس مكلف جداً لذا تلجأ بعض المصانع إلى إعادة تدوير هذه المخلفات لهذه الصناعة وطبع منها أكياس ضارة. كما أظهرت دراسات أجريت على الحيوانات أن مادة "بيسفينول أ" التي تستخدم في صنع زجاجات وغيرها من المنتجات الاستهلاكية التي تستعمل في الحياة اليومية، تؤثر سلباً على الخصوبة عند النساء. وأشارت الدراسة إلى أن المادة تتسبّب باعتلال في نبضات القلب كما تؤدي إلى مشاكل في الخصوبة لدى النساء والأطفال الذين يتعرّضون لهذه المادة الكيميائية. وتستخدم هذه المادة المعروفة أيضاً باسم "بي بي إيه"، في المواد ية، كالأقراص المدمجة والنظارات الشمسية وعبوات المياه، وقد أظهرت دراسات وجود علاقة بينها وبين السرطان والسكري وأمراض القلب واضطرابات النمو لدى الاطفال والأجنة. وأكد الباحث سكوت بيلشر وهو أستاذ في علم الصيدلة في جامعة "سنسيناتي"، أن ال"بي بي إيه" يتصرّف أحياناً في الجسم لدى النساء كهرمون الاستروجين، مما يزيد مخاطر تعرّضهن لأزمات قلبية ويسبب اضطرابات في نبضات القلب، ويشتبه علماء في أن تكون المادة تعدل الجينات البشرية الخاصة بالحمل، مما يؤثر على الخصوبة عند النساء. استخدام خطر يهدد حياتك: كما أكدت الباحثة زينب محمد إسماعيل إبراهيم بقسم الأغذية وعلوم الأطعمة بكلية الاقتصاد المنزلي في دراستها للماجستير، من خطورة تأثير تعبئة الفول المدمس وهو ساخن في أكياس من خفيف الكثافة، على الصحة العامة للإنسان، وهى الظاهرة التى تنتشر فى كثير من الأحياء والشوارع المصرية. وأوضحت الدراسة بصورة قاطعة أن تعبئة الفول المدمس وهو ساخن عند درجة 100مئوية فى أكياس من خفيف الكثافة لمدة 30 دقيقة، يؤدى إلى انتقال عديد من المركبات الكيميائية العضوية المعروفة بتأثيراتها السامة من جدران الأكياس إلى داخل عينات الفول المدمس المعبأة داخلها. وأكد الدكتور يوسف عبد العزيز الحسانين أستاذ التغذية وعلوم الأطعمة ووكيل كلية الاقتصاد المنزلى، أن الدراسة أثبتت أيضاً أن تخزين الفول المدمس المعبأ داخل الأكياس ية فى الفريزر عند درجة 20 مئوية، يؤدى إلى انتقال العديد من المركبات الكيميائية السامة إلى داخل عينات الفول المدمس من جدران الأكياس نتيجة للتصدعات والتشققات التى حدثت لها، والتى تم تصويرها بالميكروسكوبات عالية التقنية. وأضاف يوسف أنه تم من خلال الدراسة أيضاً فصل مستخلصات من المركبات الكيميائية التى انتقلت من جدران أكياس إلى الفول المدمس، ودراسة تأثيراتها السامة باستخدام مزارع خلايا الكبد كنماذج بيولوجية معملية خارج الجسم، وقد تأكد من خلال فحص خلايا الكبد أن لهذه المركبات قدرة كبيرة على إحداث التأثيرات السامة والخطيرة، والتي تؤدى إلى فشل الخلية فى أداء وظائفها، وخاصة فيما يتعلق بالطاقة ومخزن الإنزيمات والجدار الخلوي في الخلية. كما أظهرت الدراسة أن استخدام بعض الإضافات الغذائية مثل الشطة والطحينة والليمون والطحينة ومهروس البصل والثوم وإضافتها إلى الفول المدمس المعبأ فى أكياس من ، يقلل بدرجة محدودة من المخاطر السامة السابقة. ومن جانبها، حذرت الدكتورة سحر العقبي رئيس قسم علوم الأطعمة والأغذية بالمركز القومي للبحوث، من استخدام اكياس والنايلون وعلب في نقل أو حفظ الطعام مثل الخبز أو الفول أو الكشري أو حمص الشام خاصة إذا ماكان بداخل الكيس ساخناً. وأوضحت العقبي أن خطورة ترجع إلى المواد الكيماوية التي تدخل في تركيبة والتي تتعامل مع المادة الغذائية التي بداخلها وهو ما يهدد بحدوث الأورام السرطانية مع تكرار استخدام الأكياس ية بصورة يومية. وتحتوي مادة على مادة "الديوكسين" الكيميائية التي تسبب مرض السرطان، خاصةً سرطان الثدي. ويحذر العلماء من تغطية الخبز والطعام الساخن بالأكياس والأغطية ية، حيث ستذيب السموم الموجودة ب، وبالتالي تختلط هذه السموم مع الطعام المكشوف الحرارة، فمن الأفضل تغطية الطعام بالورق بدلاً من . أضرار الأكياس ية: - غير قابلة للتحلل ولا تتم إعادة تصنيعها، ما يجعلها عبئا على المكان الذي تستقر به، مسببة تلوث التربة والهواء والماء حتى في حال حرقها. - نتيجة لتعلق الأكياس بكل ما تصادفه في طريقها فإنها تشوه المسحة الجمالية للبيئة، هذا التأثير على المسحة الجمالية تصاحبه إعاقة لنمو النباتات عن طريق منع أشعة الشمس والهواء من الوصول إليها ووجودها بين الحشائش ومعلقة على أغصان الأشجار يضعها في طريق الحيوانات التي تبحث عما تأكل. - تبتلعها الحيوانات، ما يسبب انسداد القناة الهضمية وموتها. ومن هذه الحالات موت عدد من الجمال في كثير من المحميات. - تتناولها السلاحف البحرية لاعتقادها بأنها من قناديل البحر، إذ تسبب لها الموت اختناقاً. - تعمل على سد خياشيم التنفس للأسماك، ما يؤدي إلى موت جماعي لهذه الأسماك. - التفاف أكياس حول الشعاب المرجانية سيحرمها من ضوء الشمس ومن التيارات المائية المتجددة الداخلة والخارجة منها وإليها والتي تحمل لها الطعام والأكسجين. - تكون وعاء لتجمع الماء وتكاثر الجراثيم وتسبب تعطل آلات تشغيل السفن والسيارات. - تحتوي أكياس على مواد كيماوية تذوب في الغذاء وتسبب أمراضاً في الكبد والرئة وان استخدام هذه الأكياس أدى إلى وجود متبقيات من مواد التصنيع في دم الإنسان والتي تعتبر متسببا أساسياً في وجود أخطر الأمراض الخبيثة. - هناك خطر مباشر لهذه المواد على صحة الإنسان بالنظر إلى استخدام الأكياس ية في حمل الوجبات الغذائية الساخنة على نحو ملحوظ في البلاد، ما يجعل حمل الأطعمة الساخنة بداخلها خطراً مباشراً على صحة الإنسان. بدائل للبعد عن مخاطر المواد ية: - يمكنك الاستعاضة عن الأكياس ية أو أكياس النايلون أثناء تسوقك بحقيبة التسوق الخاصة بك. - عدم شراء المواد الغذائية وخصوصاً الساخنة منها في أكياس النايلون واحمل معك وعاءك الخاص. - الحرص على شراء واستخدام أوعية الماء الزجاجية بدلاً من ية. - في حال شرائك قنينة الماء ية لا تقم بإعادة تعبئتها أو تجميدها في الفريزر.