الساعة التاسعة والنصف من صباح يوم الخميس الماضى، كنت فى مواجهة صندوق الانتخابات بمدرسة حمزة بن عبد المطلب بشارع كفر طهرمس، حيث اللجنة المخصصة للإدلاء بصوتى، الآن أشارك لأول مرة فى حياتى التى لم تتعد 27 عاما فى اختيار رئيس مصر القادم. المشهد لافت للنظر، ومختلف إلى حد كبير، هناك تجاوزات من المرشحين وأنصارهم، لكن لاتمثل 1% من المخالفات التى كانت ترتكب فى الانتخابات السابقة، الإقبال متزايد.. الجميع يدرك أن صوته أصبح الآن له قيمة، ويدرك أن النتيجة لن تكون محسومة قبل بدء الانتخابات، لأول مرة يعجز الجميع عن معرفة الرئيس القادم. أحاسيس متضاربة تنتابنى، وأنا فى طريقى إلى اللجنة امتزجت بين الرهبة والأمل والخوف، الرهبة كانت من أول انتخابات رئاسية حقيقية عرفتها مصر منذ تحولها إلى النظام الجمهورى عقب ثورة 23 يوليو عام 1952، فالأول مرة سأنتخب رئيسًا، من بين ملايين شاركوا فى اختيار رئيس مصر القادم، أما الأمل فكان فى رئيس ينتحب لأول مرة فى تاريخ مصر يحفاظ على مدنية الدولة، ويحفظ كرامة المواطن المصرى، أما الخوف فكان فى أن تأتى العملية الانتخابية برئيس يعيد ترسيخ صورة الرئيس الفرعون، أو رئيس يحول مصر إلى أفغانستان. واياً كان الرئيس القادم، فهناك رسالتان قصيرتان أود أن أرسلهما له بشكل تليغرافى. الرسالة الأولى: على رئيس مصر القادم أن لا ينسى أن من أدلوا بأصواتهم فى الانتخابات كانوا مواطنين مصريين مسلمين ومسيحيين، ومن كافة الفصائل السياسية ومن المستقلين ومن حزب الكنبة، إذن فلابد أن تعلى من شأن المواطنة بالحفاظ على مدنية الدولة، فأنت أيها الرئيس القادم «الذى لا أعلم اسمه حتى كتابة هذه السطور» رئيس لكل المصريين، وليس لفصيل سياسى معين. الرسالة الثانية: ثار الشعب المصرى على النظام السابق لأنه لم يطبق العدالة الاجتماعية وإهدر كرامة المصريين وقسم المجتمع إلى قلة تملك كل شيء وأكثرية لا تملك ثمن رغيف الخبز، فعليك يا رئيس مصر أن تتذكر الشعار الذى رفعه الثوار «عيش حرية عدالة اجتماعية» وتذكر دائما أن مبارك الذى ظل على كرسى الحكم 30 عامًا جرى خلعه فى 18 يومًا فقط.