نشرت صحيفة الجارديان مقالا اوردت فيه انه في حين تتركز كل الأنظار على السباق الرئاسي، في شوارع مصر، تتقلص حقوق المرأة شيئا فشيئا. يواجه النساء، مسلمات ومسيحيات، الذين لا يغطين شعرهن أو الذين يرتدون ملابس بانصاف اكمام البصق والشتائم، وفي بعض الحالات الاعتداء الجسدي. في مستوطنة عشوائية في المناطق الحضرية ، في المرج، بالقاهرة الكبرى، قالت لي ان النساء كانوا يكرهون السير في الشوارع الآن. بسبب الوضع الأمني المتراخي، قيدت حركتهم الا للامور المهمة. في حين أنه قبل عامين فقط, كان بامكانهم ابلاغ ازواجهم فقط اذا كانوا في طريقهم (لزيارة الآباء ، أو الأصدقاء أو الذهاب الى تصفيف الشعر على سبيل المثال)، والآن ينبغي عليهم اصطحاب أزواجهن أو الأبناء الأكبر سنا لمرافقتهم إذا خرجوا بعد غروب الشمس. وجعل الاسلاميين الأمر اكثر سوءا. وقالت امرأة مسيحية لي "نحن و صديقاتنا المسلمات لا نغطي شعرنا, و يخبرنا المارة في الشارع ا" فقط عليكم الانتظار، و سياتي أولئك الذين سوف يغطونكم , و يلزمكم البقاء في المنزل ، ومن ثم لن يكون هناك أكثر من "هذا الفجور". وكان ذلك، كما قالت، كما لو كانت شماتة إزاء حقيقة دفعهم بعيدا عن الشوارع. قالت لي امرأة أخرى, انه هناك رجال على دراجات هوائية يصفعون الفتيات والنساء اللواتي يرتدين ملابس بانصاف أكمام على أذرعهم العارية. قالت لي آخري. ان الرجال يبصقون عليها و يامرها بالتستر. قالت لي آخري بأنها ذات مره كانت تربط شعرها على شكل ذيل حصان و سحبها شاب من شعرها لدرجة أن ظنت رأسها كانت على وشك السقوط. المعارك السياسية ليست فقط حول من يحكم مصر او حول المقاعد الرئاسية والبرلمانية، ولكن أيضا حول من يستطيع أن يفرض المزيد من السيطرة على جسد المرأة. فلنأخذ على سبيل المثال الأنبا بيشوي، واحد من المرشحين للمقعد البابوي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية (المسيحيين الأقباط في مصر يشكلون ما يقرب من 12٪ من السكان). في حدث ديني قريب حضره محافظ دمياط, و مسؤولين رفيعي المستوى، والسياسيين، قال إن النساء المسيحيات ينبغي أن يرتدين ثيابا أكثر تواضعا مثل أخواتهن المسلمات وأنه ينبغي أن تحذون حذوهن. في ضوء حقيقة أن الحجاب الآن اصبح سمة الغالبية العظمى من النساء المسلمات، هذا يمكن أن يعني انه يرغب تغطية النساء المسيحيات شعورهن أيضا. في شوارع مصر، قالت كثير من النساء القبطيات "سيدتنا مريم كانت ترتدي طرحة علي شعرها، لماذا لا يمكن أن نحذو حذوها و نتستر؟". وقد أثار هذا غضب العديد من النساء القبطيات. ان هذا سيء بما فيه الكفاية بفضل الاسلاميين والحكومة العدائية، ويتعرض الآن المسيحيات لمشاعر أشد ضراوة مناهضة للمسيحيين في الحياة اليومية , ولكن أيضا الحصول علي هذا من سلطة رفيعة المستوى في الكنيسة القبطية فهذا كثير جدا. فهم لا يعلمون لماذا اصدر بيشوي مثل هذا البيان: انه يريد الفوز على الإسلاميين من خلال اظهار انه مستعد للامتثال لقواعد الزي بالنسبة للمرأة. للتعبير عن معارضتهم لاستغلال بيشوي السياسي للمرأة القبطية ليصل لأغراضه السياسية الخاصة، نظم نحو 50 امرأة قبطية والرجال احتجاجا في البطريركية القبطية في العباسية في 18 مايو. وكانت هذه هي المرة الأولى في التاريخ الحديث لمصر أن المرأة المسيحية القبطية قد ارتفعت ضد عضوا من رجال الدين في الاحتجاج. وهذه هي المرة الأولى التي أثارت بشكل جماعي صوتهم للمطالبة بحقوقهم والمرأة المسيحية القبطية. الاحتجاجات لم تكن على ما يرام مع جميع المسيحيين: وقال العديد، ما هو الخطأ في كثير من التواضع لماذا الهجوم على الكنيسة الآن؟ وقال آخرون إنه في حين انهم متعاطفون تماما مع قضية المتظاهرين، الا انه ليس الوقت المناسب.