بعد إعلان نتائج الجولة الأولى من الإنتخابات الرئاسية التى أسفرت عن دخول كلا من الدكتور محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة ، والفريق أحمد شفيق جولة الإعادة بعد الإطاحة بالمرشح الناصري حمدين صباحى ، والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح من الجولة الأولى على _حد تعبيرهم_ أصبح المجتمع يفتقد لمبادئ الديمقراطية. فدعوة الألاف الى مليونية لعزل الفريق أحمد شفيق "فلول مبارك " على حد وصفهم يتنافى تماما مع مبادئ الديمقرطية التى دعت إليها الثورة عقب خلع النظام السابق ، فالشعب المصري خرج منذ يومان لإختيار رئيسا يعبر عن طموحات المصريين ، ولكن تشتت الثوار ومعهم عدد كبير من أبناء الشعب المصري خلف أكثر من مرشح ثورى وعلى رأسهم "صباحى ، وأبوالفتوح ، وخالد على ، والحريري" قد أعطى الفرصة للنظام البائد بالعودة تحت شعار " الأمن والأمان " ناسيا أنه من النظام القديم ، محولا الثورة من ثورة تريد تغيير نظام بأكمله ، الى إنتفاضة أجرت بعض التعديلات وجاءت برئيس وزراء الرئيس. فالثورة المصرية لم تسلك نهج الثورات الأخرى ، فالتونسية جاءت برئيس من أبنائها ، وإتخذ التونسيون النهج السليم فى تطبيق معنى الثورة ، أما الليبية فقد إتخذت نهجا أخرى وهى الثورة المسلحة ، وجاءت أيضا برئيس من أبنائها ، أما المصري فقد تمسكت بشعار السلمية ، ولم تحقق لا هذا ولا ذاك ، وأصبحت على المحك ، لا هى ثورة كاملة كباقى الثورات ، ولا هى إنتفاضة ، ومازالنا ننتظر جولة الإعادة التى ستضع النقاط على الحروف. فربما ما حدث فى ليلة أمس السوداء يعطى مؤشرات بأن المجتمع المصري مازال يجهل معنى كلمة ديمقراطية بغض النظر عن النخبة ، التى تفتقد هى الأخرى الى تطبيق المعنى الحقيقى للكلمة بسبب الحسم الثورى الذى يبحثون عنه . فجمعة أول يونيو تؤكد بأن هناك مخطط واضح للإنقلاب على نتائج الإنتخابات مع العلم بأن هناك مرشح ثورى يدعى محمد مرسي ، ولكن تخويف الناس من الجماعة التى ينتمى اليها يدفع الثورة الى الهلاك . فالناس فى الشارع يؤكدون على أنهم لن يصوتوا لأحدا من الفلول مهما كان ، بالإضافة الى القوة الثورية التى تدعم مرسي المتمثلة فى الجماعة ، والسلفيين ، وبعض القوى الثورية ، والناصريين ، وأغلبية عظمة من شباب الثورة ، تؤكد على أن الشعب مازال ثوريا.