اختلفت آراء بعض السياسيين حول الصعود المفاجىء للمرشح أحمد شفيق ودخوله فى جولة الإعادة مع الدكتور محمد مرسى مرشح حزب الحرية والعدالة، واتهم بعضهم المجلس العسكري بالتسبب في ذلك، فيما يرى البعض أن الإعلام لم يبرز الصورة الحقيقية للمرشحين، ورغم اعترافهم بنزاهة العملية الانتخابية إلا أنهم أكدوا في الوقت نفسه أن المال السياسي والدعاية الدينية قد أثرا في اختيار الناخبين. بداية قال الدكتور أحمد دراج القيادي بالجمعية الوطنية للتغيير أن الثورة أزالت رأس النظام وجاء المجلس العسكري بعدها ليمهد الطريق أمام رئيس وزراء مبارك مشيراً إلى أن المجلس العسكري استطاع من خلال مؤسسات الدولة أن يعطي الأفضلية لأحمد شفيق في الوقت الذي تفتتت فيه قوى الثورة. كما اتهم دراج مرشحي الرئاسة بالبحث عن "مكاسب شخصية" برفضهم الاتفاق على مرشح واحد ،مرجعا صعود شفيق إلى دعم مؤسسات الدولة الرسمية له وشرائه للأصوات، ومحملاً الإخوان مسئولية صعوده. وقال دراج أن المرشحين للإعادة "مرسي" و"شفيق" في منتهى السوء فالأول يريد دولة "دينية" والثاني يريد دولة " انتقامية " لكنه أكد في الوقت نفسه أنه يفكر في دعم شفيق قائلاً " أنا لا أريد دولة دينية". ورأى حسين عبد الرازق عضو المجلس الرئاسي لحزب التجمع أن الانتخابات الرئاسية رغم نزاهتها وحريتها، فقد لعب فيها المال السياسي والدين دوراً كبيراً وهو ما تسبب في صعود شفيق ومرسي مشيراً إلى أن بعض مرشحي الرئاسة أنفقوا ملايين الجنيهات على الدعاية الانتخابية. واعتبر أننا أمام اختيارين (الإخوان والنظام السابق) مؤكداً أن تلك مشكلة تحتاج إلى بحث ودراسة لخلق بديل جديد لكنه أكد في الوقت نفسه أن الرئيس القادم لن يبقى للأبد وإنما 4 سنوات فقط ويأتي رئيس جديد،ورفض عبد الغني التعليق على إمكانية صعود مرسي وشفيق للإعادة. ومن ناحيته قال الدكتور حسن أبوطالب الخبير الاستراتيجي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن نزاهة العملية الانتخابية لم تمنع من تجاوزات من جانب بعض المرشحين الذين يأتي على رأسهم محمد مرسي وأحمد شفيق وعبدالمنعم أبو الفتوح، لافتاً إلى أننا لازال أمامنا الكثير من الوقت لكي نتعلم أسس الديمقراطية السليمة. ولفت أبوطالب إلى أن استغلال الإخوان لحاجة الكثير من الفقراء وتقديم الأموال والسلع لهم من أجل شراء أصواتهم يدل على أن هذه القوى لا تؤمن بالديمقراطية، بل تؤمن فقط بالوسائل الملتوية للوصول للحكم. أما عن أسباب صعود شفيق أكد أبوطالب أن صعوده للإعادة لم يكن بالمفاجأة إنما كان أمراً متوقعاً إلا أن الإعلام كان يلعب لصالح بعض المرشحين أمثال عمرو موسى وعبد المنعم أبوالفتوح وتناسى تماماً باقي المرشحين. وأضاف أبوطالب أن اختيار العديد من فئات الشعب المصري لشفيق كانت أبرز أسبابه أنه رجل يتمتع بالحسم لذا رأى فيه الكثيرين نهاية لحالة الانفلات الأمني الذي تشهده البلاد حتى الآن منذ أن قامت الثورة.