تجيد جماعة الإخوان المسلمين استخدام النساء كسلاح مهم فى معارك التنظيم هن الكتلة الصماء التى تتحرك بإشارة من مكتب الإرشاد.. ولا يمكن تتبع أفرادها، هن القوى الناعمة التى تختبأ خلف الملابس السوداء والبراقع.. هن الدرع الذى لا تجرأ على اختراقه أجهزة الأمن، والأصوات المستترة التى تتحرك فى المناطق المحظورة، هن السلاح الذى قررت الجماعة استغلاله فى الوصول إلى قصر الرئاسة.. فقررت أن ترفع عنه الحجاب بغرض تأهيل مرشحتهم للقب السيدة الأولى للقيام بدورها فى دعم موقف زوجها كمرشح للجماعة فى السباق الرئاسى. ظهرت زوجة مرسى، فى مؤتمره الجماهيرى الذى نظمه السبت الماضى، بالجيزة، بالقرب من جامعة القاهرة، حيث تم اختيار موقعه فى مواجهة تمثال نهضة مصر للإشارة إلى المشروع الانتخابى للمرشح، وعلى بعد خطوات قليلة من السفارة الإسرائيلية. «نجلاء على» وهى وجه غير معروف لعموم الإخوان، بحكم نشاطها فى الجماعة، الذى يقتصر على مسئولية الأخوات الصغيرات المقبلات على زواج، فى الزقازيق، دخلت إلى المؤتمر دون أن يعرفها أحد من الحضور من الإخوان المسلمين، خاصة أنها لم تأت بصحبة زوجها، حيث كانت تستقل هى ونجلتها الشيماء، سيارة أخرى، فيما جلست بجوار عضوة الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، كاميليا حلمى، زوجة مسئول قسم الأخوات سراج اللبودى، لكن كان لافتاً أنها ترتدى الأزياء التقليدية لمعظم الأخوات، خمار رمادى، وفستان رمادى غامق، كما كانت ترتدى نظارة طبية، وقد رفضت الحديث مع الصحافة أو الإعلام، وفى المقابل كانت تتفاعل مع كلمات زوجها وضيوفه على المنصة، ولم تتردد لحظة فى مشاركة شباب الإخوان وفتياتهم ترديد أناشيد الجماعة، بل إن يديها تشابكت عالياً مع عدد من الأخوات وتمايلت على إيقاع النشيدين. زوجة مرسى خرجت إلى الأضواء، بينما بدأت الجماعة فى تنظيم عدد من الفاعليات الانتخابية للأخوات، بقيادة أمينة المرأة فى الحرية والعدالة، الدكتور منال أبوالحسن، بغرض حشد الصوت النسائى لصالح مرسى، وليس أدل على ذلك من أن زوجة مرشح الإخوان ظهرت فى أول مؤتمر تشارك فيه نائبة إخوانية فى البرلمان، هى عزة الجرف، من فوق المنصة الرئيسية، وبالتزامن مع ذلك عقدت مجموعة من الأخوات مؤتمراً حاشداً فى بنى سويف، لشرح مشروع النهضة للمرأة الصعيدية. المعلومات تؤكد أيضا أن الحملة الانتخابية لمرسى، قد شعرت بأن اختفاء زوجته، نقطة ضعف ليست فى صالحه، وعلى ذلك فقد تم تسريب صور قليلة لها فى المؤتمر، للمواقع الإلكترونية، وفى الفيس بوك، كذلك فإن تسليط الأضواء عليها فى ذلك التوقيت، ربما يكون رغبة فى التمهيد للدور الاجتماعى الذى ينتظر أن تلعبه، إذا ما فاز زوجها بكرسى الحكم، وأصبحت هى بالفعل أول سيدة قصر، تخرج من صفوف الأخوات، حيث كشفت مصادر مقربة من الجماعة، عن أن نجلاء على، ستتصدر مشروعاً اجتماعياً ضخماً يقف خلف الإخوان ومؤسساتهم، يهدف لمكافحة الفقر، على ألا يكون ذلك المشروع فى إطار رسمى أو مؤسسى، حتى لا تتكرر مأساة السيدة الأولى، ذلك اللقب الذى ترفض زوجة مرسى أن تحمله، حتى لا تطاردها لعنة سوزان مبارك.