طالب الباحث الأثرى د. عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى بتعاون وزارة الدولة لشئون الآثار ووزارات السياحة والبيئة ومحافظتى شمال وجنوب سيناء ومستثمرى سيناء وجهاز تعمير سيناء لاستغلال جزيرة تيران التى تقع فى مدخل خليج العقبة وتبعد عن ساحل سيناء 6.5كم مساحتها 61كم2 وهى جزيرة قاحلة يتم الوصول إليها بصعوبة عن طريق البحر ولا يوجد بها استقرار بشرى رغم تاريخها العتيق ودورها الحضارى فى تاريخ سيناء ويستحيل على وزارة واحدة مهما كانت إمكانياتها العمل بها منفردة لصعوبة الوصول إليها والمعيشة بها . وعن الدور الحضارى لجزيرة تيران يشير د. ريحان إلى أن جزيرة تيران الحالية التى تقع عند قاعدة خليج العقبة تجاه رأس محمد هى منطقة جوتاب القديمة التى كانت محطة الجمارك الإمبراطورى فى الفترة البيزنطية فى القرن السادس الميلادى لتحصيل الضرائب عن التجارة القادمة من الهند إلى الموانئ البيزنطية وقد كان للبيزنطيين نشاط تجارى كبير فى القرن السادس الميلادى واستوردوا الحرير من الهند وأثيوبيا وخشب الصندل من الصين والزجاج والقماش المطرز من سوريا وكان تجار أثيوبيا يجلبوا هذه البضائع لميناء أدولى على البحر الأحمر وهى عاصمة مملكة أكسوم ومنها تنقل السفن البيزنطية البضائع إلى جزيرة جوتاب وتتجمع فى جوتاب أيضاً المراكب البيزنطية التى تتاجر فى التوابل مع الموانئ العربية على الشاطئ الشرقى للبحر الأحمر ومن جوتاب تبحر السفن إلى أيلة (العقبة حالياً) وإلى القلزم (السويس حالياً) ومن القلزم براً إلى النيل ومنه للإسكندرية ومنها يتم توزيع منتجات الشرق لكل حوض البحر المتوسط وكانت التجارة المتبادلة فى عهد البيزنطيين تشمل البردى والتوابل من مصر وكانت التوابل تأتى لمصر من الشرق الأقصى وفى القرن السادس الميلادى أنشأ الإمبراطور جستنيان فنار فوق التل الجنوبى بجزيرة فرعون بطابا لإرشاد السفن التجارية القادمة من جزيرة جوتاب إلى رأس خليج العقبة وترك حامية من الجنود لإدارة وحراسة الفنار لذلك أنشأ لهم أماكن معيشة وغرف حراسة حول هذا الفنار وتم الكشف عن هذا الفنار عام 1989 ومساحته 22م من الشرق للغرب 13م من الشمال للجنوب بنى بالحجر الجرانيتى المقطوع من نفس التل وبلاطات من الحجر الجيرى فى الأسقف وبجوار الفنار سكن خاص لقائد الحامية البيزنطية محاط بغرف حراسة وإقامة للجنود كما تم الكشف عن كنيسة صغيرة داخل جزيرة فرعون خاصة بالحامية البيزنطية المتواجدة بالفنار بأحجارها ذات الكتابات والرموز المسيحية ولم تمس بسوء حين أقام القائد العظيم صلاح الدين قلعته بجزيرة فرعون عام 1170م وقرب شرم الشيخ عثرت منطقة آثار سيناء للآثار الإسلامية والقبطية على جرة كبيرة من جرار التخزين التى كانت تنقل بالمراكب القادمة من جوتاب إلى أيلة ويؤكد ريحان أن هذه الحضارة العظيمة على أرض جزيرة تيران تخبئ كنوزاً أثرية ربما تعادل كنوز توت عنخ آمون لم تصل إليها أيدى اللصوص ولم تنشر أى تقارير أثرية عن أعمال حفائر بها أثناء احتلال إسرائيل لسيناء من خلال ما درسه د. ريحان بجامعة أثينا ويطالب د. عبد الرحيم ريحان بأعمال حفائر بجزيرة تيران فى إطار منظومة عمل متكاملة مع جميع الوزارات واشتراك هيئة الاستشعار عن بعد فى أعمال مسح أثرى شامل للجزيرة لتحديد مواقع العمل لكشف معالم هذه الحضارة العظيمة ذات الثراء المادى والحضارى وطبيعة اللقى الأثرية التى كانت تحملها المراكب وبقايا مبنى محطة الجمارك الإمبراطورى من القرن السادس الميلادى وكذلك استثمار الجزيرة كمنطقة غوص ورحلات بحرية ورحلات صيد ورحلات سفارى وربطها بموانئ شرم الشيخ ودهب ونويبع وجزيرة فرعون بطابا مما سيكون له مردود اقتصادى كبير ويساهم فى تنمية خليج العقبة سياحياً وزيادة الاستثمارات فى مجال النقل والسياحة بين مصر والسعودية خصوصاً بعد إنشاء الجسر بين مصر والسعودية عبر جزيرة تيران والذى سيسهم فى تيسير الحج من أفريقيا شمالها وجنوبها ودول أوربا ويعيد إحياء طريق الحج القديم عبر سيناء البرى والبحرى مع ربط هذا باستثمارات إحياء طريق الحج القديم والتى كانت محطاته بوسط سيناء والعقبة والحجاز مراكز تجارية لتبادل منتجات الدول العربية أى كان سوقاً عربية مشتركة فى ذلك الوقت .