طالب المستشار عناني عبدالعزيز- رئيس هيئة النيابة الإدارية، من وزارتي التربية والتعليم، والتضامن الإجتماعي، بالتنسيق فيما بينهما لبسط رقابتهما علي دور الحضانة التابعة للجمعيات الأهلية ومراجعة المناهج، والكتب، التي يجري تدريسها بمعرفة المختصين. كما طالب عنان بعدم إجازة تدريس هذه الكتب إلا بعد الحصول علي ترخيص بذلك من وزارة التربية والتعليم مع مراجعة الكتب التي يجري تدريسها حاليا وتنقيتها من أية أفكار أو معلومات مغلوطة أو شاذة.
وكشفت تحقيقات المستشار ساهر أنور، بإشراف المستشار عصام المنشاوي- وكيل مكتب فني رئيس هيئة النيابة الإدارية، أن المناهج والكتب التي يجري تدريسها بدور الحضانة التابعة للجمعيات الأهلية لا تخضع لثمة رقابة، سواء من وزارة التضامن الأجتماعي أو وزارة التربية والتعليم، الأمر الذي يفتح المجال علي مصراعيه لبث أفكار شاذة ومتطرفة لهذه الكتب، تخالف صحيح العقيدة الإسلامية السمحاء، وبما قد يؤدي في النهاية إلي اعتناق هؤلاء التلاميذ لهذه الأفكار في وقت تعاني منه البلاد من آفة التطرف المقيت.
وأهابت النيالة الادارية، خلال بيان صحفى مساء الأحد، بالمختصين بوزارتي التربية والتعليم والتضامن الإجتماعي بإجراء التنسيق بينهما لإحكام الأشراف علي دور الحضانة التابعة للجمعيات الاهلية ومراجعة المناهج والكتب التي يجري تدريسها للتلاميذ بهذه الدور من قبل المختصين بوزارة التربية والتعليم.
صرح بذلك المستشار عبدالناصر خطاب المتحدث الرسمي للنيابة الإدارية، وقال إن مركز المعلومات بإشراف المستشار أحمد عطوة، تلقى شكوى من عبد الرؤوف أحمد النادي، المحامي في 16 نوفمبر 2014، يتضرر فيها من قيام حضانة دار الصحابة الكائنة بمركز منيا القمح التابعة لجمعية أنصار السنة المحمدية بوضع مناهج وتدريسها للأطفال بدار الحضانة دون أية رقابة من الأزهر الشريف أو وزارة التربية والتعليم رغم إحتوائها علي معلومات تخالف صحيح العقيدة الإسلامية.
وأرفق الشاكي تأييدا لصحة شكواه نسخة من كتاب " التمهيد في المنهج الإسلامي " الذي يتم تدريسه لتلاميذ الحضانة المذكورة والذي تضمن سؤالا مفاده " أين الله" وأن الإجابة عنه "أنه في السماء" ولجأ الشاكي إلى دار الأفتاء المصرية طالبا إبداء الرأي الشرعي بشأن ما حواه الكتاب والإجابة عنه فأفادته أمانة الفتوي –بأنه لا ينبغي عرض مثل هذا السؤال علي التلاميذ وأن الأجابة المذكورة عن هذا السؤال إجابة خاطئة ' إذ أنه من ثوابت العقيدة أن الله تعالي لا يحويه مكان ولا يحده زمان لأن المكان والزمان مخلوقان وأن الله تعالي هو خالق كل شئ وهو المحيط بكل شئ ، فإذا سأل سائل أين الله ؟ أجبناه بأن الله سبحانه وتعالي ليس كمثله شئ كما أخبر سبحانه وتعالي عن نفسه في كتابه العزيز حيث قال " ليس كمثله شئ وهو السميع البصير " ونخبره بأنه لا ينبغي له أن يتطرق ذهنه إلي التفكير في ذات الله سبحانه وتعالي بما يقتضي الهيئة أو الصورة فهذا خطر كبير يفضي إلي تشبيه الله سبحانه وتعالي بخلق وأنه لا يجوز وصف الله سبحانه وتعالي بصفات الحوادث ولا السؤال عنه بما يقتضي وصفه بذلك.
وكلفت النيابة الإدارية قطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم بفحص واقعات الشكوى وإعداد تقرير بما يسفر عنه الفحص.
وتضمن تقرير اللجنة أن حضانة دار الصحابة بمركز منيا القمح مشهرة بالشئون الأجتماعية برقم 1099/2000 وأنها تابعة لجمعية أنصار السنة المحمدية بمنيا القمح ' ويتم إعداد المناهج والكتب التي يتم تدريسها للتلاميذ بمعرفة القائمين علي إدارة دار الحضانة وأن هذه المناهج لا تخضع لإية مراجعة سواء من قبل وزارة الشئون الإجتماعية أو وزارة التربية والتعليم وأن الدار لا تخضع لإشراف وزارة التربية والتعليم ' بالإضافة إلى أن المعلمات غير تربويات وغير متخصصات.
وأوصت لجنة الفحص القائمين علي إدارة دار الحضانة المذكورة بحذف السؤال محل الشكوى والإجابة عليه من الكتب المقرر تدريسها لتلاميذ الدار في ضوء ما أنتهت إليه دار الأفتاء المصرية بفتواها.
وانتهي تقرير لجنة الفحص إلي التوصية بمخاطبة وزارة الشئون الإجتماعية للموافقة علي قيام وزارة التربية والتعليم ببسط إشرافها الفني علي جميع دور الحضانة التابعة للجمعيات الأهلية ومراجعة الكتب الخاص بها من قبل مستشاري المواد بالوزارة مع إلزام دور الحضانة بأخذ تصريح بتداول الكتب التي يجري تدريسها كل عام من وزارة التربية والتعليم
وقالت النيابة في مذكرتها، إنه في مجال تحديد المسؤوليات التأديبية فقد أسفرت التحقيقات عن عدم وجود تعليمات بتنظيم الرقابة على المناهج الدراسية التي يجري تدريسها بدور الحضانة التابعة للجمعيات الأهلية ومن ثم أنتفاء ثمة مخالفة تأديبية في هذا الخصوص في حق المختصين بوزارتي التربية والتعليم والتضامن الأجتماعي ولذلك قررت حفظ الأوراق إداريا وإخطار كل من وزير التربية والتعليم ووزيرة التضامن الإجتماعي بصورة من هذه المذكرة للتنسيق فيما بينهما لبسط رقابتهما علي دور الحضانة التابعة للجمعيات الأهلية وعلي أن يتم مراجعة المناهج والكتب التي يجري تدريسها بدور الحضانة المذكورة بمعرفة المختصين بوزارة التربية والتعليم وعدم إجازة تدريس هذه الكتب إلا بعد الحصول علي ترخيص بذلك من وزارة التربية والتعليم مع مراجعة الكتب التي يجري تدريسها حاليا وتنقيتها من أية أفكار أو معلومات مغلوطة أو شاذة