توفي دبلوماسي يمني سابق، مساء اليوم الثلاثاء، متأثرًا بإصابته بعد 4 أيام من تعرّضه لإطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين في محافظة لحج جنوبي البلاد.
وقالت مصادر إن عبدالإله عبدالله، الذي كان قنصلاً سابقًا لليمن في روسيا الاتحادية، توفي مساء اليوم في أحد مستشفيات عدن (جنوب)، حيث كان يتلقى العلاج منذ إصابته يوم الجمعة الماضي برصاص مسلحين كانا يستقلان دراجة نارية في الحوطة كبرى مدن محافظة لحج.
وتعرّض الدبلوماسي اليمني، عبد الإله عبد الله قائد، إلى إصابة يوم الجمعة الماضي برصاص مسلحين كانا يستقلان دراجة نارية في الحوطة.
وبعث الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، برقية عزاء لأسرة قائد، "الذي وافاه الأجل وانتقل إلى جوار ربه إثر عملية اغتيال آثمة بعمل إرهابي جبان استهدف حياته"، مشيدًا ب"مناقب الشهيد وإسهاماته في مجال السلك الدبلوماسي طيلة فترة عمله"، بحسب بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية.
وفي بيان آخر نشرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، نعت وزارة الخارجية عبد الإله عبد الله قائد بقولها إن قائد "أحد كوادر الوزارة (الخارجية) المتميزين".
وحتى الساعة 18: 38 تغ من مساء اليوم، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن واقعة استهداف قائد، إلا أن مصادر أمنية ومواطنين في لحج يرجحون صلة الفاعلين بتنظيم "القاعدة" الذي يخوض منذ 3 أعوام مواجهات عنيفة مع القوات الحكومية في لحج ومحافظات يمنية أخرى، وأعلن التنظيم مسؤوليته عن عمليات قتل مماثلة استهدفت منتسبين للأمن والجيش ومسئولين حكوميين ونشطاء.
ويشهد اليمن حالة اضطراب أمني منذ الاحتجاجات الشعبية، التي اندلعت عام 2011، وأطاحت بنظام الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، عام 2012، يصاحبها عمليات اغتيال لمسؤولين حكوميين، وضباط بالجيش والشرطة، تشير فيها السلطات بأصابع الاتهام إلى "تنظيم القاعدة".
من جهة أخرى، فرّقت قوات الأمن اليمنية، مساء اليوم، مسيرة لأنصار الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال في عدن، ما أسفر عن إصابة شخص بجراح، بحسب مصادر بالحراك.
وقالت مصادر في الحراك الجنوبي، إن شخصًا يدعى خالد جمال، أصيب برصاص الأمن في منطقة كريتر (وسط عدن)، أثناء مشاركته في مسيرة احتجاجية مطالبة بالانفصال.
وأشارت المصادر، التي فضّلت عدم الكشف عن هويتها، إلى أن جنود الأمن استخدموا لتفريق المحتجين رصاصًا حيًا وقنابل مسيلة للدموع.
ولم يتسن الحصول على نفي أو تأكيد رسمي من السلطات الأمنية حتى الساعة 18: 38 تغ.
وتأتي المسيرة احتجاجًا على مقتل خالد الجنيدي، الناشط بالحراك الجنوبي، الذي قتل أمس الإثنين برصاص جنود الأمن أثناء تنفيذ الحراك عصيانا شاملا، في سياق ما يصفه بالتصعيد الميداني للمطالبة بانفصال جنوب اليمن عن شماله وإنهاء الوحدة التي تمت بين الطرفين في العام 1990.
والأسبوع الماضي، أعلن الحراك الجنوبي، البدء في تنفيذ ما وصفه ب"الخطوة التصعيدية الأولى"، وذلك بعد انقضاء يوم 30 نوفمبر/ تشرين الماضي الذي حدده الحراك كآخر مهلة لمغادرة المقيمين من أبناء المحافظات الشمالية في الجنوب، وإيقاف إنتاج شركات النفط العاملة في المحافظاتالجنوبية، دون أن تتحقق تلك الأهداف.
واندمج اليمن الشمالي واليمن الجنوبي في دولة الوحدة عام 1990، غير أن خلافات بين قيادات الائتلاف الحاكم وشكاوى قوى جنوبية من "التهميش" و"الإقصاء" أدت إلى إعلان الحرب الأهلية التي استمرت قرابة شهرين في عام 1994، وعلى وقعها ما زالت قوى جنوبية تطالب بالانفصال مجددا، وتعرف باسم "الحراك الجنوبي" الذي يضم مكونات وفصائل عدة.
ونشأ الحراك مطلع عام 2007، انطلاقا من جمعيات المتقاعدين العسكريين، وهم جنود وضباط سرحهم نظام الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح من الخدمة، لكنه سرعان ما تحول من حركة تطالب باستعادة الأراضي المنهوبة، والعودة إلى الوظائف، إلى المطالبة بالانفصال