تراجع جديد للتضخم في أمريكا مع تراجع أسعار البقالة والبيض    الإسكان: مد فترة التقدم لحجز الوحدات المطروحة بالتعاون مع بنك التعمير والإسكان    تراجع معدل التضخم في أمريكا إلى 2.3% خلال أبريل    ضربة قوية في صفوف ريال مدريد قبل مواجهة مايوركا بالدوري    خلاف على تركيب كاميرات.. ضبط طرفي مشاجرة داخل مسجد بمنطقة السلام بالقاهرة    حجز إستئناف متهمين ب "داعش العمرانية" ل 12 يونيو للحكم    أربعة عروض للفيلم الفلسطيني كان يا ما كان في غزة في مهرجان كان السينمائي    الصحة العالمية: اليمن يواجه واحدة من أكبر فاشيات الكوليرا في العالم    نيويورك تايمز: قبول ترامب للقصر الطائر يتجاوز حدود اللياقة    جامعة برج العرب التكنولوجية تنظم الملتقى الثاني لكليات العلوم الصحية التطبيقية    فرص عمل بالإمارات برواتب تصل ل 4 آلاف درهم - التخصصات وطريقة التقديم    عدة عوامل تتحكم في الأسعار.. رئيس شعبة الأجهزة الكهربائية: السوق يعاني حالة ركود تصل ل50%    السجن المشدد 5 سنوات للص كابلات المصرية للاتصالات بالقليوبية    الداخلية تستقبل الشباب المشاركين فى برنامج القمة العالمية للقيادات الشبابية الإعلامية(فيديو)    التعليم العالي: إطلاق الدورة الخامسة لمسابقات الأسبوع العربي للبرمجة لعام 2025    بملابس جريئة.. ميريام فارس تخطف الأنظار في أحدث ظهور وتغلق خاصية التعليقات    «الكرافتة والسجاد».. ما دلالة اللون البنفسجي في استقبال ترامب بالسعودية؟    رئيس الوزراء يتابع الإجراءات اللوجستية لاحتفالات افتتاح المتحف المصري الكبير    الصحة العالمية: نصف مليون شخص فى غزة يعانون من المجاعة    إحلال وتجديد أثاث الغرف بالمدن الجامعية بجامعة سوهاج ب9 ملايين جنيه    يعمل قريبًا على الدائري.. شاهد محطات الأتوبيس الترددي BRT «من الداخل»    براتب 87 ألف جنيه.. تعرف على آخر موعد لوظائف للمقاولات بالسعودية    13 ملعقة بماء الذهب.. مذيعة تتهم خادمتها بالسرقة والنيابة تحقق    "الحق فى الحياة وحرمة التعدى عليها" ندوة علمية لمسجد الغرباء بالفيوم    مجلس الشيوخ يفتح أبوابه لشباب العالم ويؤكد أن مصر قلب الجنوب النابض    بين زيارتين.. ترامب يعود إلى السعودية دون عائلته لأول مرة منذ 2017 (تقرير)    وزير الثقافة يزور الكاتب صنع الله إبراهيم ويطمئن محبيه على حالته الصحية    التصريح بدفن جثة سائق توك توك لقى مصرعه على يد عاطل فى شبرا الخيمة    4 أئمة بأوقاف المنيا يشاركون في التصفيات النهائية لمسابقة الصوت الندي بالقاهرة    محافظ القاهرة: نسعى لتحسين جودة حياة المواطنين بالعاصمة والقضاء على المظاهر العشوائية    "عبدالغفار" يترأس أول اجتماع للجنة العليا لوضع استراتيجية وطنية شاملة لسلامة المرضى    رئيس الوزراء يتابع إجراءات طرح إدارة وتشغيل مشروع "حدائق تلال الفسطاط"    الأعلى للآثار: عازمون على استعادة أى قطع خرجت بطريقة غير مشروعة    الأكاديمية الطبية العسكرية تفتح باب التسجيل ببرامج الدراسات العليا    النائب مصطفى سالم ينتقد وزارة الشباب: ملاعب معطلة منذ 10 سنوات وعلى الوزارة تحسينها    تحديد موعد مشاركة الجفالي في تدريبات الزمالك    جامعة قناة السويس تُعلن الفائزين بجائزة "أحمد عسكر" لأفضل بحث تطبيقي للدراسات العلمية    المشدد سنة ل3 أشخاص بتهمة حيازة المخدرات في المنيا    لصوص يسرقون مليون جنيه من شركة سجائر بأسوان والأهالي يعيدون المبلغ    غلق 138 محلًا لعدم الالتزام بقرار ترشيد استهلاك الكهرباء    "الصحة": إنقاذ سائحين من روسيا والسعودية بتدخلات قلبية دقيقة في مستشفى العجوزة    وزير الصحة يؤكد على التنسيق الشامل لوضع ضوابط إعداد الكوادر الطبية    إصابة 5 أشخاص فى حادث انقلاب سيارة سوزوكى بالشرقية    رئيس «اقتصادية قناة السويس»: توطين الصناعة ونقل التكنولوجيا هدف رئيسي باستراتيجية الهيئة    الاتحاد الأوروبي: لن نستأنف واردات الطاقة من روسيا حتى لو تحقق السلام في أوكرانيا    الخارجية الإسرائيلية: لا نزال نعمل على الوصول لاتفاق آخر مع حماس    جدول مواعيد امتحانات الترم الثاني 2025 في محافظة أسيوط جميع الصفوف    وزير الصحة يبحث مع وفد البنك الدولي تعزيز التعاون في ملف التنمية البشرية    هل يحق للزوجة طلب زوجها "الناشز" في بيت الطاعة؟.. محامية توضح الحالات والشروط    التاريخ يبشر الأهلي قبل مواجهة الزمالك وبيراميدز في الدوري    موعد مباراة الأهلي والترجي التونسي في نهائي كأس السوبر الافريقي لكرة اليد    صحة غزة: شهيدان فلسطينيان إثر قصف إسرائيلي استهدف مجمع ناصر الطبي    وزير الخارجية الباكستاني: "المفاوضات مع الهند طويلة الأمد وضرباتنا كانت دفاعًا عن النفس"    داعية إسلامي: احموا أولادكم من التحرش بالأخذ بالأسباب والطمأنينة في التوكل على الله    حكم تسوية الصف في الصلاة للجالس على الكرسي.. دار الإفتاء توضح    الأهلي يحصل على توقيع موهبة جديدة 5 سنوات.. إعلامي يكشف التفاصيل    الدوري السعودي يقترب.. موعد تتويج الاتحاد المحتمل وأمل الهلال الوحيد    منتخب مصر للباراسيكل يكتسح بطولة إفريقيا لمضمار الدراجات ويحصد 29 ميدالية.    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل لزيارة "السيسي" دورًا في قرار "الأردن" ضد داعش؟
نشر في الفجر يوم 13 - 12 - 2014

بين ليلة وضحاها، يجد الأردنيون بلدهم لاعباً محورياً في ترتيبات الحرب الأميركية على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، الذي يُحكم سيطرته على مناطق سورية وعراقية شاسعة متحولاً إلى قوة إقليمية هدفها التمدد لابتلاع المنطقة برمتها.


نقطة التحول في الموقف الرسمي طفت على السطح يوم الخميس بعد اجتماع جدة بمشاركة وزير الخارجية الأميركي جون كيري، عندما وافق الأردن ولبنان والعراق ودول مجلس التعاون الخليجي على الانخراط في التحالف الدولي ضد داعش والمشاركة في جوانب عدة من الجهد «اذا اقتضت الحاجة». وهكذا تحتشد دول المنطقة - غداة إعلان باراك أوباما عن خطته الإشكالية للقضاء على تهديد «الدولة الإسلامية» - بدلاً من الركون في خلفية المشهد بانتظار النجدة من الولايات المتحدة.


ووفقًا للحياة اللندنية، فاشنطن لا تزال منهمكة في بلورة استراتيجية متنوعة طويلة الأمد لجهة توزيع الأدوار على الدول المشاركة في منطقة منقسمة عمودياً بين مراكز قوى على أطرافها. وتحاول حشد المزيد من الأعضاء في حلف قابل للتمدد واستصدار قرار من مجلس الأمن لتوفير غطاء شرعي لهذه العمليات تحت شعار حماية السلم العالمي وقيم الإنسانية.

لكن انخراط الأردن في الجهد المقبل جاء من دون مقدمات ومن دون فتح نقاش عام حيال الفرص والتحديات، ما أثار جدلاً في المجتمع المنقسم اصلاً والمتوجس من نماذج لتدخلات عسكرية غربية في العراق (1991) و (2003) وأفغانستان (2001)، ساهمت في خلق جيل جديد من التكفيريين أشد شراسة وإجراماً من «القاعدة».

الجدل يتعمق حول دخول الأردن عضواً فاعلاً في التحالف الجديد لكسر شوكة «داعش» التي تنفذ مبدئياً عمليات «جس نبض» باختراقات عبر الحدود، حيث يضرب المتسللون أو يقبض عليهم، وترى الفئة الداعمة لهذا التوجه أن المملكة ستكون هدف «داعش» المقبل إذا ثبّت أقدامه في دول الجوار. يتزامن ذلك مع رصد بوادر تعاطف شعبي بين أردنيين وإن ظل محدوداً مع هذا التنظيم الظلامي لأسباب أيديولوجية أو كرد فعل على التهميش السياسي والاقتصادي. وثمّة أصوات معاكسة تخشى تعريض البلاد لعمليات إرهابية ثأرية على غرار تفجيرات عمان الثلاثية عام 2005، على يد عناصر تسللت عبر الحدود للرد على مساهمة الأردن في الحملة الأميركية على الإرهاب واستهداف تنظيم «القاعدة» في العراق بقيادة الأردني أبو مصعب الزرقاوي، الذي قتل بعد عام في غارة أميركية على وقع إحداثيات استخبارية أردنية. كما أن هناك مخاوف من تحرك من يحملون فكر «داعش» داخل الأردن بمن فيهم «خلايا نائمة» لما يرونه حرباً أميركية على الإسلام.

بالأمس، أحيل ثمانية أشخاص على محكمة أمن الدولة بتهم «الالتحاق بجماعات مسلحة وتنظيمات إرهابية (داعش) خارج الأردن، وتجنيد أشخاص للالتحاق بجماعات مسلحة واستخدام الشبكة العنكبوتية للترويج لأفكار جماعة إرهابية».
في الأردن فئة ثالثة تحذر من التدخل لأن «الحرب ليست حربنا»، كما يقول عضو مجلس النواب خليل عطية. وفئة رابعة متعاطفة مع أيديولوجية «داعش» التي باتت قوة ضاربة ضد أميركا – «حامية إسرائيل والمعادية للمسلمين» - أو حماية للمجتمعات العربية ذات الغالبية السنّية من خطر التغلغل «الشيعي» الذي خرج من عقاله عقب الإطاحة بنظام صدام حسين، وفتح الباب أمام تمدد إيران في بلد كان يشكّل عمقاً استراتيجياً للأردن. ويجاهر البعض بتوجهاتهم الداعشية وسط تداعي منظومة القيم التي تحكم المجتمع. يرافق ذلك شعور بضعف مبدأ سيادة القانون والمواطنة واستشراء الفساد والقمع وإقصاء الرأي الآخر.

يقول ديبلوماسي غربي إن دور الأردن في التحالف سيكون محورياً بحكم موقعه الجغرافي وتحالفه الاستراتيجي مع واشنطن إلى جانب الخبرة الاستخباراتية المتراكمة والعلاقات العشائرية العابرة للحدود. فالأردن سيقدم إسناداً لوجستياً ومعلوماتياً/ استخباراتياً، إضافة إلى تكثيف التواصل مع عشائر «السنّة» في غرب العراق لتأليبها ضد «داعش». ديبلوماسي آخر لا يرى ضرورة في إرسال قوات برية أردنية أو مشاركة في الضربات الجوية لأن لأميركا بدائل في المنطقة: قواعد في العراق والخليج وتركيا، تنطلق منها هجمات جوية جراحية بتكنولوجيا متطورة وطائرات من دون طيار مدعومة بأساطيل متأهبة تجوب بحار المنطقة. وقد يطلب من الأردن فتح مراكزه الإقليمية المتخصصة في التدريب على مكافحة الارهاب لتدريب قوات عراقية خاصة وربما قوات للمعارضة السورية.

وسيشارك في تعزيز جهود مبذولة منذ أعوام لوقف تدفق مقاتلين أجانب عبر دول الجوار ومكافحة تمويل «داعش» والمنظمات الإرهابية. ولا مانع من المساهمة في جهود إغاثة إنسانية ومشاريع إعادة الإعمار. وبطبيعة الحال، سيتحرك الأردن لإنقاذ قائد اي طائرة مقاتلة قد تسقط داخل حدوده وسيغض الطرف في حال عبرت مقاتلات التحالف الأجواء الأردنية لضرب أهدافها.

لكن الخطر الرئيس يكمن في احتمالات «تعريض المملكة لخطر عمليات إرهابية ضد أهداف داخلية تضع الأردن مباشرة على خط نار «داعش» وتؤجج ردود فعل شعبية غير متوقعه في مجتمع لم يشارك في بلورة قرار الانضمام إلى الحلف. وفي ذلك أيضاً خطوة عالية المخاطرة قد تحرج النظام السياسي وتفتح صندوق باندورا (عش دبابير)»، على ما يقول الديبلوماسي.

غالبية النخب السياسية والاقتصادية تدرك حجم التهديد الذي يمثله تنظيم القاعدة - عسكرياً وأيديولوجياً – لأن الخطر على الأردن مرتبط بمستقبل المعركة مع «داعش» وأخواتها لجهة تنامي التعاطف مع التنظيم أو حسر امتداده. لكنهم يفضلون أن يعمل بلدهم من تحت الطاولة لإسناد المعركة تحاشياً لتهديد أمنه واستقراره في إقليم مضطرب منذ هبوب رياح التغيير عام 2011.

مسؤول أردني بارز يقر بأن ثمّة خطراً من عمليات إرهابية ضد أهداف أردنية كرد فعل على دخول عمان الحرب على «داعش»، لكنه يستدرك أن التحرك الاستباقي مطلوب لأن «معركة استئصال «داعش» معركتنا قبل أن تكون معركة الأميركيين، ومن يهاجمنا سنهاجمه».


يفاقم الوضع غياب تصور مشترك بين دول الإقليم المنخرطة بالشراكة حيال مستقبل سورية وتعقيدات التعامل مع الوضع القائم لضرب «داعش» هناك، بعكس العراق؛ حيث حكومة جديدة عازمة على دحر «داعش والإرهاب» وجيش نظامي وقوات كردية جاهزة للقتال على الأرض ضد غالبية المقاتلين الأجانب ممن تدفقوا من سورية إلى العراق خلال الأشهر الماضية.

فالمقاربة الأميركية تقوم على دعم المعارضة السورية وتسليحها على أمل أن تحل مكان «داعش» في السيطرة على محافظات الرقة ودير الزور ومناطق أخرى، بينما الوضع على الأرض، ووفق القراءة الرسمية الأردنية، يؤشر إلى أن هذه القوى المعتدلة والمنقسمة على نفسها تكاد تتلاشى. كما أن غالبيتها فقدت صدقيتها وشرعيتها بينما يتمثل البديل الوحيد المحتمل ب «جبهة النصرة»، نسخة ليست أفضل من «داعش» أو قوات الجيش السوري النظامي. لذا، فعملية تطهير نفوذ «داعش» العسكري في سورية قد تتطلب سنوات وتجلب متاعب.

بالتزامن، تعكف دول عربية وغربية على استصدار قرار من مجلس الأمن خلال الأيام المقبلة لتوفير غطاء شرعي، لشن غارات جوية واصطياد ما بات يسمى ب «المقاتلين الأجانب» في سورية والعراق. باراك أوباما، وفق معلومات توافرت ل»الحياة»، سيستغل اجتماع الأمم المتحدة السنوي لاستضافة أعضاء مجلس الأمن الدائمين يوم 24 أيلول (سبتمبر)، بمشاركة الأردن بصفته عضواً غير دائم في نادي الكبار. يعقب ذلك استصدار قرار حول التعامل مع تهديد «المقاتلين الأجانب» في سورية والعراق والمقدر عددهم بين 20.000 و30.000 مقاتل. وتالياً ستتسارع الأحداث وتتبلور الاستراتيجية والأدوار المرسومة للحلفاء.

مشروع القرار يتضمن «آلية للتعاون القانوني في مجال مكافحة الإرهاب». ويدفع الوفد الأردني – المنخرط في المفاوضات التمهيدية – باتجاه تضمين صيغته النهائية «إشارة إلى الخطر الذي يشكله أولئك المقاتلون الإرهابيون على دول جوار مناطق النزاع، وما يفرزه هذا التهديد من أعباء إضافية عليها».
في الأثناء تعكف واشنطن وحلفاؤها في الإقليم على بلورة تصور مشترك للتعامل مع «داعش» في سورية، حيث يرفض نظام منبوذ أي تدخلات خارجية من دون تنسيق مسبق. حتى الآن لم تصل الأطراف إلى معادلة حول مستقبل سورية مع أو من دون بشار الأسد. لكن الحرب على «داعش» بدأت وستستعر.
ولتقليص منسوب القلق الداخلي المشروع، يتطلب تعامل الأردن خطاباً سياسياً واضحاً بحيث لا تتعرض للخطر الجوانب الأمنية/ الاستخباراتية والعسكرية، وفي الوقت ذاته كسب تعاطف قطاعات واسعة بأن هذه معركة عربية وليست أميركية لوقف طوفان «داعش».
مكاسب المشاركة كثيرة وفق مسؤولين. وهي فرصة ذهبية نادرة يرسم الأردن من خلالها دوراً قيادياً جديداً كنابذ للفكر المتطرف الذي يدمّر وسطية الدين ويتحول «منطقة عازلة» أو «بوليصة تأمين» بين ما تبقى مما يسمى ب» قوى الاعتدال» مقابل التطرف والراديكالية. وقد توقف تراجع دور الأردن الإقليمي لأكثر من عقد بسبب انشغاله بدعم جهود إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بجوار إسرائيل بينما تتبدل التحالفات مع دخول تركيا وإيران مدعومتين بحلفاء محليين وإقليميين على ملفات المنطقة قبل ان يشتعل مسلسل الثورات والانتفاضات الشعبية.

فالنظام السياسي الأردني يتمتع بشرعية تؤهله للعب دور رئيس كبوتقة للاعتدال والتسامح والوسطية. والملك عبدالله الثاني عسكري التنشئة، والأردن يتغنّى بالاعتدال الديني والوسطية المجتمعية، مع أن المجتمع نحا في السنوات الأخيرة صوب الانغلاق والتشدد لظروف اقتصادية وسياسية وإقليمية، وازدواجية تعامل الغرب مع إسرائيل.


الانخراط في حملة كهذه يجب أن يجلب معه دعماً مالياً «سخياً، خارقاً ومستداماً» يساعد على إنقاذ الوضع الاقتصادي الكارثي والاستثمار في مشاريع تقدّم فرصاً بهدف تعزيز الاستقرار.
الأجهزة الأمنية تعمل ليل نهار ضمن استراتيجية استباقية لمراقبة جيوب التمدد «الداعشي» في الأردن والحواضن الاجتماعية لفكره، وتحديداً في الرصيفة؛ وهي منطقة في عمان وجدت فيها «القاعدة» الكثير من المناصرين بسبب الكثافة السكانية وتداخل المكونات المجتمعية في ظل فقر وبطالة، وتهميش وضعف الرقابة الرسمية على دور العبادة. وهناك تجمعات أخرى في الزرقاء، والسلط، ومعان وإربد.
وضع الأردن أخيراً استراتيجية للتعامل مع الفكر التكفيري من خلال المدارس والمساجد ومحاورة الجهاديين داخل السجون، لمحاربة الفكر بالفكر والاعتماد على فتاوى آباء روحيين للجهاديين التكفيريين أمثال ابو محمد المقدسي الذي أُفرج عنه أخيراً وأبو قتادة. لكن هل ستفلح الحكومة في دفع الإخوان المسلمين الى إدانة جرائم «داعش» وأخواتها علناً؟.

المعركة ضد «داعش» بدأت. ودور الأردن محوري لإنجاح الحملة وربما تشجيع الإدارة الأميركية على وضع تصورات سياسية صادقة لتسوية قضايا المنطقة العالقة تساعد على تخفيف محفزات نمو التطرف. وتتطلب أيضاً تسريع الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وفوق ذلك ثورة في التربية والتعليم والثقافة لدحر فكر «داعش» الذي يتغلغل في أحشاء مجتمعنا.

الجدير بالذكر أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، قد زار المملكة الهاشمية، عدة ساعات، والتقي خلالها بالملك، حيث بحث الجانبين مجموعة من القضايا الإقليمية المشتركة، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب في المنطقة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.