أكدت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" على أن الأحداث التي وقعت منطقة العباسية، و وزارة الدفاع الأسبوع الماضي ربما يكون غير بشكل درامي التوازن السياسي قبل أسبوعين فقط من انتخابات الرئاسة. وكشفت أن الجيش لديه مكانة خاصة في المجتمع المصري، والأحداث الأخيرة أججت غضب المصريين من قوى الإسلاميين، بل هاجمها البعض باعتبارها المسؤولة عن الهجوم على المنطقة والمجندين. وأضافت الشبكة أن المحللين يعتقدون أن اشتباكات العباسية أضعفت القوى الإسلامية وعززت من شعبية الجيش وقوت شوكة المرشحين العلمانيين ومرشحي نظام مبارك. ونقلت عن التليفزيون المصري مشاهد درامية لجنود مصابين على حد وصفها، بعد يوم من الاشتباكات . كما نقل وقالت إنه رغم أن الذين بدأوا الاعتصام كانوا من السلفيين أنصار حازم أبو إسماعيل، إلا أن تأثير الأحداث طال كل القوى الإسلامية، حتى الإخوان المسلمين الذين رفضوا المشاركة في الاعتصام ونظموا مظاهرة منفصلة في التحرير عندما بدأت المشاكل في العباسية. واضافت ماقله المهندس ممدوح حمزة "التيارات الإسلامية واحدة لدى المصريين، وكلهم فقدوا دعما كبيرا بعد أن رأى البعض جنود الجيش وهم يتعرضون لهجوم من قبل الإسلاميين، كما يروج الإعلام الرسمي، وهو نفس الإعلام الذي اتهم الإخوان بتدبير أحداث العنف أثناء عهد مبارك، حتى بدون توافر الأدلة". وأشارت إلى أن الشارع أصبح فيه مناقشات كثيرة بسبب وجود محمد الظواهري، شقيق زعيم القاعدة أيمن الظواهري، في الاعتصام، موضحة أن ذلك يعني فقدان الإسلاميين شعبية كبيرة بين المصريين الذين انتخبوهم بأغلبية في البرلمان. أما الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، والقيادي بالجمعية الوطنية للتغيير، فيرى أنه من الضروري التفرقة بين الدعم الشعبي للجيش ودعم المجلس العسكري الذي أصبح يقابل بكثير من الشك، وأكد أن أحدا لا يصدق أن تتم الانتخابات الرئاسية في موعدها أو أن تكون نزيهة. واعتبرت بي بي سي أنه على الصعيد السياسي، فإن المرشح عمرو موسى، "وزير الخارجية في عهد مبارك"، هو الأوفر حظا والمستفيد مما حدث، على العكس من عبد المنعم أبو الفتوح، لأن حزب النور الذي دعمه، هو نفسه الحزب الذي كان يدعم حازم أبو إسماعيل، الذي استبعد من الانتخابات وبالتالي بدأ أنصاره في التظاهر والاعتصام.