سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في ذكرى وفاة شيخ مشايخ قراء القرآن .. "الحصري" أول من رتل آيات كتاب الله في "الأمم المتحده".. ورفض توسل "جيهان السادات" للموافقة على احتراف ابنته الغناء
نمر اليوم بذكرى وفاة القارىء "محمود خليل الحصري"، الذي وافته المنية مساء يوم الإثنين 16 محرم سنة 1401 ه الموافق 24 نوفمبر 1980 بعد انتهاءه من أداء صلاة العشاء، لينتهي عمر علم من أعلام قراءة القرآن الكريم في العالمين العربي والإسلامي، وشيخ مشايخ قراء القرآن، بعد أن امتدت رحلته مع كتاب الله الكريم ما يقرب من خمسة وخمسين عامًا. الشيخ "الحصري" صوت اذا سمعه أي شخص شعر أنه صوت من السماء وملأ قلبه نور وخشوع، فقال عنه الشيخ محمود طنطاوي وكيل مشيخة عموم المقارئ المصريه السابق : (كان الشيخ "الحصري" رحمه الله قارئا مجيدًا فكان دائمًا يوصف بالجوده و كذلك الحفظ ، فكان يمتلك ذاكرة تحتفظ بكل ما يسمع وبخاصة القرآن الكريم من أجل ذلك نبغ). كيف نشأ على حفظ القرآن وتلاوته؟ وُلد "محمود خليل الحصري" في غرة ذي الحجة سنة 1335 ه الموافق 17 سبتمبر من عام 1917، في قرية شبرا النملة التابعة لطنطا بمحافظة الغربية، كان والده قبل ولادته قد انتقل من محافظة الفيوم إلى هذه القرية التي ولد فيها. أدخله والده الكتاب في عمر الأربع سنوات ليحفظ القرآن وأتم الحفظ في الثامنة من عمره، وكان يذهب من قريته إلى المسجد الأحمدى بطنطا يوميا ليحفظ القرآن وفي الثانية عشر انضم إلى المعهد الديني في طنطا، ثم تعلم القراءات العشر بعد ذلك في الأزهر الشريف. أخذ شهاداته في (علم القراءات) ثم تفرغ لدراسة علوم القرآن لما كان لديه من صوت متميز وأداء حسن، وفي عام 1944م تقدم إلى امتحان الإذاعة وكان ترتيبه الأول على المتقدمين للامتحان، وفي عام 1950م عين قارئا للمسجد الاحمدي بطنطا، كما عين في عام 1955م قارئا لمسجد الحسين بالقاهرة. خصص "قرشاً" لأبنائه لحفظ سطراً من القرآن تزوج عام 1938م، وكانت معظم مسؤوليات التربية تقع على كاهل زوجته بسبب انشغاله بعمله وأسفاره، ويروي أحد أبناءه:"كان يعطي كل من حفظ سطراً قرش صاغ بجانب مصروفه اليومي وإذا أراد زيادة يسأل ماذا تحفظ من القرآن فإن حفظ وتأكد هو من ذلك أعطاه، وقد كانت له فلسفة في ذلك فهو يؤكد دائماً على حفظ القرآن الكريم حتى نحظى برضاء الله علينا ثم رضاء الوالدين فنكافأ بزيادة في المصروف وكانت النتيجة أن ألتزم كل أبنائه بالحفظ وأذكر أنه في عام 1960 م كان يعطينا عن كل سطر نحفظه خمسة عشر قرشاً وعشرة جنيهات عن كل جزء من القرآن نحفظه وكان يتابع ذلك كثيراً إلى أن حفظ كل أبنائه ذكوراً وإناثاً القرآن الكريم كاملاً والحمد لله". موقفه من ابنته "ياسمين" بعد احتراف الغناء ابنته "إفراج" والتي عرفت باسم "ياسمين الخيام"، حيث احترفت الغناء ولم يستطع أن بثنيها عنه، فحينما ذهب الشيخ الحصري إلى الرئيس السادات في منزله ليطلب منه إصدار قرار بتخفيض الضرائب على مقرئي القرآن، التقت به السيدة جيهان السادات وطلبت منه الموافقة على احتراف ابنته "إفراج" الغناء إلا أنه رفض ذلك رفضا قاطعا وقال لها: "إنني خادم للقرآن وقارئ له أعلم أحكامه وحلاله وحرامه فكيف أوافق على ما تطلبين ؟". السادات أخبرته بأنها لا تجد حرجاً في احتراف إبنته الغناء وأنها قد بحثت مع علماء الدين ذلك الأمر ولم تجد أن صوت المرأة عورة، خاصة وأن الساحة الغنائية قد خلت بعد وفاة أم كلثوم، وأشادت بصوت ابنته وأن مستقبلا كبيراً ينتظرها، إلا أن الشيخ الحصري أصر عليها الرفض، لكن أبنته لم تنصاع لأمره فاحترفت الغناء بتشجيع من زوجها وأحد أخويها فغضب الشيخ عليها. محطات في حياة "الحصري" المحطة الأولى، فى 1960أول من ابتعث لزيارة المسلمين في الهند وباكستان وقراءة القرآن الكريم في المؤتمر الإسلامي الأول بالهند في حضور الرئيس الأول بالهند في حضور الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس جواهر لال نهرو وزعيم المسلمين بالهند. المحطة الثانية، 1961م أول من سجل المصحف المرتل في أنحاء العالم برواية حفص عن عاصم وظلت إذاعة القرآن الكريم تقتصر على إذاعة صوته منفردا حوالي عشر سنوات. المحطة الثالثة، في1964م أول من سجل المصحف المرتل في أنحاء العالم برواية ورش عن نافع. المحطة الرابعة، في 1965م قام بزيارة فرنسا وأتيحت له الفرصة إلى هداية عشرة فرنسيين لدين الإسلام بعد أن سمعوا كلمات الله أثناء تلاوته للقرآن الكريم. المحطة الخامسة، 1966م اختاره اتحاد قراء العالم الإسلامى رئيسا لقراء العالم الإسلامي بمؤتمر اقرأ بكراتشي بباكستان. المحطة السادسه،1967م حصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى في عيد العلم. المحطة السابعة، 1967م رئيس اتحاد قراء العالم. المحطة الثامنة، 1968م أول من سجل المصحف المرتل في أنحاء العالم برواية قالون ورواية الدوري. المحطة التاسعة، 1969م أول من سجل المصحف المعلم في أنحاء العالم (طريقة التعليم). المحطة العاشرة، 1970م سافر إلى الولاياتالمتحدة لأول مرة موفدا من وزارة الأوقاف للجاليات الإسلامية بأمريكا الشمالية والجنوبية. المحطة الحادية عشر، 1973م قام الشيخ محمود خليل الحصرى أثناء زيارته الثانية لأمريكا بتلقين الشهادة لثمانية عشر رجلا وامرأة أمريكيين أشهروا إسلامهم على يديه بعد سماعهم لتلاوته القرآن الكريم. المحطة الثانية عشر، 1977م أول من رتل القرآن الكريم في أنحاء العالم الإسلامي في الأممالمتحدة أثناء زيارته لها بناء على طلب جميع الوفود العربية والإسلامية. المحطة الثالثة عشر، 1978م أول من رتل القرآن الكريم في القاعة الملكية وقاعة هايوارت المطلة على نهر التايمز في لندن ودعاه مجلس الشئون الإسلامية إلى المدينتين البريطانيتين ليفر بول وشيفلد ليرتل أما الجاليات العربية والإسلامية في كل منهما.
حصل الشيخ محمود الحصري في 1967 على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى في عيد العلم، وله العديد من المؤلفات أبرزها، أحكام قراءة القرآن الكريم، والقراءات العشر من الشاطبية والدرة، والنهج الجديد في علم التجويد، ورحلاتى في الإسلام. أوصى الشيخ محمود الحصري في خاتمة حياته بثلث أمواله لخدمة القرآن الكريم وحُفَّاظه، والإنفاق في كل وجوه البر.