يعاني سكان منطقة عزبة "علي مرغم" بطريق المزلقان – مساكن السكة الحديد ومساكن توشكى التابعة لحي أول العامرية بغرب الإسكندرية من عدم استكمال إنشاء كوبري المشاة أعلى مصرف غرب النوبارية، واعتماد الأهالي على معدية متهالكة قد تسببت في حالات غرق ووفاة أهالي بالمنطقة من بينهم أطفال، ولم ينتفض المسئولون لتلك الحوادث التي لا تقل ألماً عن حادث"البحيرة" ، والتحرك سريعاً نحو استكمال الكوبري، وتخفيف المعاناة والخطر عن الأهالي، الذين يضعون أرواحهم في أكفان يومياً للعبور عبر معدية"الموت".
وعلى الرغم من إرسال الأهالي العديد من الاستغاثات إلى حي أول العامرية لاستكمال بناء كوبري المشاة الذي بدأ في تنفيذه العام الماضي، إلا أنه توقف لأسباب محجوبة عن الأهالي، لم يتم الاستجابة لمناشدة الأهالي بإستكماله.
ويقول ياسر فاروق عضو حزب الوفد بالإسكندرية وأحد أهالي المنطقة أن منطقتي عزبة علي مرغم التي تضم مساكن السكة الحديد وتوشكى تضم نحو 50 ألف ساكن وأنه يفصل بينهما مصرف غرب النوبارية، وأنه لكي يقوم الأهالي بالانتقال إلى أعمالهم صباحاً والعودة وكذلك طلاب المدارس يتم الاعتماد على معدية متهالكة قد أصابها الصدأ، فضلاً عن أنها مخرومة ويجتمع بداخلها مياه البحيرة، مما يؤدي في معظم الأحيان إلى غرقها أثناء عبور الأهالي من خلالها، وأنه بالفعل قد تسببت تلك المعدية في وقوع أربعة حالات غرق ووفاة، وأنه قد تم تقديم استغاثات عديدة إلى حي أول العامرية، وقد تم الاستجابة العام الماضي ببناء كوبري مشاه يربط بين المساكنين، وأنه قد تم رصد مبلغ 3مليون جنيه داخل حي العامرية، على أن يخصص 2مليون جنيه لإنشاء الكوبري، وقد تم بناء فقط عمودين خرسانين، ولم يتم استكمال بناء الكوبري، على الرغم أنه قد كان من المفترض الانتهاء منه 30 يونيو 2014، إلا أنه لم يتم بنائه وتسليمه، وأن الحي لم يوضح أسباب هذا التوقف.
وفي ذات السياق يؤكد الأهالي أن تلك المعدية تزداد سوءاً عند قدوم فصل الشتاء وارتفاع منسوب المياه والتي قد تسبب في العديد من حالات الغرق، وقد حصلت بوابة"الفجر" من الأهالي على صور شهادة وفاة أحد الأهالي وأن سبب الوفاة كانت نتيجة غرق.
وكانت قد صدرت الموافقة بإنشاء الكوبري عام 2008 بناء على العديد من الشكاوي التي أرسلها الأهالي إلى الحي، حيث حصلت "الفجر" على رد من إدارة التخطيط والمتابعة من حي العامرية يشمل أنه قد تم إدراج كوبري المشاه ضمن خطة الحي للعام الحالي2008-2009- وتم إرسالها للمحافظة بتاريخ22يونيو2008وأنه جاري إعداد مذكرة لعرضها على محافظ الإسكندرية، لأخذ الموافقة إنشاء الكوبري وتدبير الاعتماد له.
وفي السياق نفسه قال المهندس أحمد خليل أحد الأهالي عن المنطقة أن أسرته تتكون من نحو خمسة أفراد وانهم يسلكون يومياً تلك المعدية في مواعيد مختلفة، ولكن المعدية ينتهي عملها نحو الساعة العاشرة مساءاً، وأنه في حالات تعطل المعدية وخضوعها لصيانة، يضطر الأهالي إلى تأجير سيارة ميكروباص تقوم بأخذ طريق دائري طويل، لإيصالهم للضفة الأخرى، وأنهم يقطعون نحو40 جنيه يومياُ أجرة الميكروباص، أو يضطروا إلى عدم ذهاب الأطفال إلى مدارسهم والأهالي إلى وظائفهم بسبب تكبدهم مصاريف باهظة للانتقال، وان جميع الأسر محدودة الدخل، فضلاً عن أن ثمن نقل الفرد الواحد من خلال المعدية 50قرش أو75قرش .
فيما قالت السيدة سحر: "كل يوم المعدية يا مخرومة يا غرقانة وغير متواجدة بالليل، ويتم تأجير سيارة للذهاب في اليوم الواحد أكثر من مرة، ودفع نحو 40 جنيه، أو منع أولادي من الذهاب إلى مدارسهم، نحن نريد الكوبري الذي وعدونا به، فجميع الأسر تعبت".
فيما أضافت سيدات المنطقة: "نقوم بحمل أسطوانة البوتجاز على قلوبنا كل شهر من المساكن بالناحية الأخرى، وكل يوم أطفالنا في خطر، ولا يوجد أي مسئول يقوم بزيارة المنطقة، ولم ينفذوا وعودهم بإكمال الكوبري".
وقد توجه أحد أهالي المنطقة بتقديم شكوى إلى المجلس القومي لحقوق الإنسان بالقاهرة وتقديم صور عن حالات إنقاذ الأطفال من الغرق داخل المعدية، وصور أخرى عن غرق حالات داخل المياه، إلا أنه لم يتم الرد عليهم، أو قيام مسئول بمتابعة المشكلة.
ومن جانبه طالب اللواء خالد محي الدين رئيس حي أول العامرية الجديد بمقابلة الأهالي المتضررين من تلك المعدية بعد أن تم اتصال مراسل الفجر به تليفونياً لمعرفة أسباب توقف أعمال كوبري المشاة، حيث أنه قد تولى منصبه منذ أقل من شهر، وانه لم يعرض عليه أزمة تلك المعدية.
وأكد أن حي العامرية أول يعمل حالياً وفق خطة محافظة الإسكندرية في القضاء على القمامة وإزالة التعديات على الأراضي، وتجفيف الحي من جميع مستنقعات الصرف الصحي، وأنه سيطالب رجال الأعمال بمشاركة المحافظة والأحياء في تنمية القرى والأحياء.