قال الدكتور شوقى علام، مفتي الجمهورية، إن نموذج المغالاة فى الدين والتشدد فى ممارسة التدين لا يعبر عن الإسلام الحقيقى، مشيرًا إلى أن هذا النموذج كان موجودًا فى زمن الرسول، صلى الله عليه وسلم، لكنه لم يقره لأن الإسلام يريد للإنسان أن يستمتع بالحياة.
وأضاف علام خلال كلمته في الحوار المفتوح مع الشباب على مسرح وزارة الشباب، بحضور خالد عبد العزيز، وزير الشباب، أن غرس القيم والمبادئ كلها تصب فى هدف واحد وهى تحقيق مصلحة الإنسان فى العاجل والآجل فى الدنيا والآخرة، وأن مصلحة الإنسان فى اتباع المنهج "الدين".
وتابع المفتى، أنه على الشاب أن يمحص ما يعرض عليه ويدقق كثيراً ويقف أمام أفكار الآخرين، لأنه إذا لم يقف أمامها سيكون ضحية لها وسيكتشف أن الثواب لن يكون فى هذا الاتجاه.
وأوضح، لكى نفهم التدين صحيحا لدينا نصوص من الله عز وجل نزلت على الرسول هى الكتاب والسنة، وهما الأصل وما فيهما هو الدين بالمعنى الحقيقى الصافى وفيهما تنظيم لكل العلاقات بين العبد وربه والتعامل مع النفس والعلاقة بين الزوج والزوجة والعلاقة مع الإنسان ككل مسلما أو غيره.
وأعلن مفتى الجمهورية، إن الحركات الإرهابية فسرت 50 آية من آيات القرآن الكريم بشكل خاطئ، لتبرير شرعية ما لجأوا إليه، مضيفا أنه يفترض أن يصل الباحث للتفسير الصحيح القائم على المنهج للنصوص.
وأوضح، إن هذه الجماعات تقع فى مشكلة عويصة فى فهم الدين، لأن القرآن والسنة هما الأصلان والتعامل معهما لا يؤخذ إلا بطريق العلماء المتخصصين للحصول على التفسير الصحيح للنصوص مع جانب التربية التى تعد جزءًا من العلم، مؤكدا أن مجالسة العلماء لمدة شهر واحد يغنى عن القراءة لمدة سنة كاملة.
وأكد، أن عادة الرق كانت متغلغلة فى النفس عندما ظهر الإسلام، وتعد جزءًا من البناء الاجتماعى، مشيرا إلى أن الإسلام حرر الناس من العبودية جزئيا لعدم الاصطدام بالتقاليد المترسخة ولتعليم النفوس، وإقناعهم بحق الإنسانية لكل مواطن، وأن هذه الفروق الاجتماعية مصطنعة.
وتابع علام، أن قضية الإلحاد تحتاج لمعالجة هادئة ومقنعة ودراسة متعمقة، وأن هذا الإنسان الملحد لديه مشكلة فكرية لا تعالج إلا بالفكر ولا يصح أن تقابل الأفكار باعتداءات بدنية أو بحبس فى البيوت.
وأضاف، نعد العدة فى دار الإفتاء، وقطعنا شوطا فى مواجهة هذه الأفكار، ولدينا دراسات كثيرة لمعالجة هذا الأفكار، ولدينا فريق مدرب لمواجهة هذه الأفكار ومناقشة من سلكوا هذه الطرق، والإلحاد موجود فى المسيحية والإسلام واليهودية وغير مقتصر على الإسلام.
وأشار إلى أن ما أصاب المجتمع مؤخرا تأثرت به وأصيبت به مؤسسة الأزهر، وأنه حريص على أن يطور ما يمكن أن يطور دون إملاء من أحد حتى أجهزة الإعلام نفسها.
وقال، التدين ليس فى الثياب إنما فى القلب، مستشهدا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم "ألا إن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهى القلب".
وأضاف المفتى، أن النفس العظيمة هى التى تملك نفسها، مستشهدا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، "ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب"، مشيرا إلى أن تحمل الإساءة للنفس يدل على التحضر.