البورصات الأوروبية تغلق على تباين مع استيعاب المستثمرين لبيانات التضخم الأمريكية    وزير الخارجية يؤكد دعم مصر لاستقرار العراق والأردن ضد محاولات النيل منهما    رئيس بولندا يؤكد دعم بلاده لتوسيع عضوية الاتحاد الأوروبي    عاجل:- دخول جماهير الأهلي مجانًا لنهائي دوري أبطال إفريقيا في ملعب رادس    ضبط شخص بالمنوفية لقيامه بإدارة كيان تعليمي وهمي بقصد النصب    5 معلومات عن إميلي شاه خطيبة مينا مسعود.. تعشق الرقص والسفر    تعرف على القطع الأثرية المميزة لشهر مايو بالمتاحف.. صور    بعد تصدره مؤشر جوجل.. أعمال كريم قاسم الفنية    قبل البيرة ولا بعدها؟..تعليق علاء مبارك على انسحاب يوسف زيدان من تكوين    تنظيم 10 ندوات لمناقشة المشكلات المجتمعية المرتبطة بالقضية السكانية في شمال سيناء    بسبب تأكل المواسير| تسرّب في خط الوقود الرئيسي المغذي لمنطقتي المنيا وأسيوط    المشدد 3 سنوات ل6 أشخاص بتهمة حيازة أسلحة واستعراض قوة بشبرا الخيمة    جامعة حلوان تنظم ورشة عمل للتعريف باختصاصات عمل وحدة مناهضة العنف ضد المرأة    وزارة الأوقاف تفتتح 12 مسجدًا الجمعة القادمة    5 معلومات عن السيارات الكهربائية في مصر |إنفوجراف    بيخوفني.. لهذا السبب كريم قاسم يتصدر مؤشر جوجل    الأربعاء.. انطلاق فعاليات الدورة الثانية لمعرض زايد لكتب الأطفال    بعد تصدرها التريند.. ما هي آخر أعمال نسرين طافش؟    مفاجأة كبرى.. ديبالا في مدريد هذا الصيف    جامعة كفرالشيخ تتقدم 132 مركزا عالميا في التصنيف الأكاديمي CWUR    رئيس جامعة بنها يترأس لجنة اختيار عميد كلية الهندسة    دولة أوروبية تنوي مضاعفة مساعداتها للفلسطينيين 4 أضعاف    الجنائية الدولية: نسعى لتطبيق خارطة الطريق الليبية ونركز على تعقب الهاربين    وزيرة الهجرة: للمجتمع المدني دور فاعل في نجاح المبادرات القومية الكبرى    شعبة الأدوية: الشركات تتبع قوعد لاكتشاف غش الدواء وملزمة بسحبها حال الاكتشاف    هيئة الأرصاد الجوية تحذر من اضطراب الملاحة وسرعة الرياح في 3 مناطق غدا    «على قد الإيد».. أبرز الفسح والخروجات لقضاء «إجازة الويك اند»    برلماني: مصر قادرة على الوصول ل50 مليون سائح سنويا بتوجيهات الرئيس    نائب محافظ أسوان تتابع معدلات تنفيذ الصروح التعليمية الجديدة    كورتوا على رادار الأندية السعودية    أخبار الأهلي : مروان عطية يثير القلق في الأهلي.. تعرف على التفاصيل    الشيبي يظهر في بلو كاست للرد على أزمة الشحات    وزير التعليم يفتتح الندوة الوطنية الأولى حول «مفاهيم تعليم الكبار»    لماذا أصبح عادل إمام «نمبر 1» في الوطن العربي؟    أشرف عطية يتفقد الأعمال الجارية بمشروع محور بديل خزان أسوان الحر    "العيد فرحة".. موعد عيد الأضحى 2024 المبارك وعدد أيام الاجازات الرسمية وفقًا لمجلس الوزراء    «الزراعة»: مشروع مستقبل مصر تفكير خارج الصندوق لتحقيق التنمية    مصرع شخص غرقاً فى مياه نهر النيل بأسوان    مقبلات اليوم.. طريقة تحضير شوربة الدجاج بالمشروم    «صحة النواب» توصي بزيادت مخصصات «العلاج على نفقة الدولة» 2 مليار جنيه    بالصور.. وزير الصحة يبحث مع "استرازنيكا" دعم مهارات الفرق الطبية وبرامج التطعيمات    طالب يضرب معلمًا بسبب الغش بالغربية.. والتعليم: إلغاء امتحانه واعتباره عام رسوب    التشكيل الرسمي لمباراة الاتحاد السكندري وسموحة في الدوري    دعاء للميت في ذي القعدة.. تعرف على أفضل الصيغ له    مهرجان الإسكندرية يعلن تفاصيل المشاركة في مسابقة أفلام شباب مصر    «الداخلية»: ضبط 25 طن دقيق مدعم قبل بيعها في السوق السوداء    وزير الدفاع البريطاني: لن نحاول إجبار أوكرانيا على قبول اتفاق سلام مع روسيا    داعية إسلامي: يوضح ما يجب على الحاج فعله فور حصوله على التأشيرة    أحمد الطاهرى: فلسطين هي قضية العرب الأولى وباتت تمس الأمن الإقليمي بأكمله    مصر تدين الهجوم الإرهابى بمحافظة صلاح الدين بالعراق    السيد عبد الباري: من يحج لأجل الوجاهة الاجتماعية نيته فاسدة.. فيديو    مفتي الجمهورية يتوجه إلى البرتغال للمشاركة في منتدى كايسيد للحوار العالمى..    نموذج RIBASIM لإدارة المياه.. سويلم: خطوة مهمة لتطوير منظومة توزيع المياه -تفاصيل    فى أول نزال احترافى.. وفاة الملاكم البريطانى شريف لوال    "مقصود والزمالك كان مشارك".. ميدو يوجه تحية للخطيب بعد تحركه لحماية الأهلي    رئيس جامعة القاهرة: زيادة قيمة العلاج الشهري لأعضاء هيئة التدريس والعاملين 25%    الإسكان: الأحد المقبل.. بدء تسليم الأراضي السكنية بمشروع 263 فدانا بمدينة حدائق أكتوبر    «الأونروا»: أكثر من 150 ألف إمرأة حامل فى غزة يواجهن ظروفا ومخاطر صحية رهيبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.أحمد عجيبة الأمين العام للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية:
التكفير والإلحاد وجهان لعملة معادية لصحيح الدين
نشر في عقيدتي يوم 25 - 03 - 2014

حذر الدكتور أحمد عجيبة . الامين العام للمجلس الاعلي للشئون الاسلامية من خطورة احياء الفكر التكفيري الذي بدأ منذ عهد الخوارج .. واشار الي ان مضار هذا التكفير تضر بكل افراد المجتمع ولهذا يجب التصدي له بكل الوسائل سواء الحوار لمن يعانون من ¢غسيل المخ ¢ او السلاح لمن حملوا السلاح وسفكوا الدماء واستهانوا بالمحرمات .. وأوضح ان التكفير والالحاد وجهان لعملة واحدة رديئة بما يمثلانه من ¢ افراط وتفريط ¢ ولهذا فإن خطورتهما علي المجتمع كبيرة .. وهاجم الذين يفتون بغير علم وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا مستغلين التطور الكبير في وسائل الاعلام والامية الدينية التي يعاني منها كثير من المسلمين .. ودعا طالبي الفتوي الاتجاه الي العلماء الثقات الموثوق بتقواهم وعلمهم وكذلك الي المؤسسات الرسمية المنوط بها الافتاء وعلي رأسها الأزهر باعتباره منارة الوسطية الاسلامية في العالم پ
* * في البداية . لماذا اختيار موضوع ¢خطورة الفكر التكفيري والفتوي بدون علم علي المصالح الوطنية والعلاقات الدولية¢ كموضوع لهذا المؤتمر؟
* * هذا الموضوع مهم جدا في هذا التوقيت بالذات وذلك لأن الساحة تشهد الآن ظهور الفكر التكفيري مرة ثانية رغم انه كان موجودا في التاريخ الاسلامي منذ عهد الخوارج الذين خروجوا علي الامام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه . وللاسف فإن هذا الفكر يبعث الان من جديد علي يد من يزعمون أنهم بيدهم ناصية الفكر أو أنهم يملكون وحدهم الحقيقة المطلقة ويمكنهم الحكم علي عقائد الناس والتنقيب عما في قلوبهم والحكم عليهم بالكفر والخروج من الملة.
إعادة بعث التكفير
* * ما هي خطورة إعادة بعث الفكر علي المجتمعات الاسلامية والعربية عامة والمجتمع المصري خاصة ؟
* * لاشك أن إعادة بعث هذا الفكر له خطورة كبيرة علي المجتمع والجانب التنموي والمصالح الدنيوية ولهذا لابد من مواجهة كل ما يسيء الي الاسلام ويعوق الحوار الجاد والتعايش السلمي والتنمية في المجتمع
* * ما هي محاور المؤتمر هذا العام ؟
* * هناك خمسة محاور أولها الفكر التكفيري وثانيها الفتوي بغير علم وثالثها الفتوي والمتخصص ورابعها الفتوي الثقافة . وخامسها الفتوي والتيسير ووسطية الإسلامپعلي اعتبار أن الإسلام ليس فيه تكفير كما ان الفتوي بغير علم قد ينتج عنها تشدد ولهذا فإن الحل في السماحة والتيسير
* * نود ان نلقي مزيد من الضوء علي بعض المحاور ؟
* * المحور الأول : التكفير وخطورة اطلاقه بدون علم وبدون حق وهذا المحور يتضمن نقاطا محددة مثل : الأسباب المؤدية لظاهري التكفير والاحكام المترتبة علي التكفير بدون حق . العلاقة بين التطرف والارهاب والتكفير . والمضار الامنية والاجتماعية لظاهري التكفير . الوسائل والاساليب المناسبة لعلاج ظاهرة التكفير . وهذه قضايا مهمة جدا حاولنا ان نجعل هذا المحور شامل لكل القضايا المتعقلة بالتكفير بداية من نشأته والأسس والشبهات التي تقوم عليها ظاهرة التكفير وكيفية معالجتها والاساليب المناسبة لهذه الظاهرة.
اعادة فكر الخوارج
* * اذا انتقلنا من العناوين الي التفاصيل فمتي بدأ فكر التكفير ؟
* * ظاهرة التكفير إعادة لفكر الخوارج الذين لا يفهمون الدين فهما صحيحا لأنه قائم علي الجهل أو الهوي أو التعصب للنيل من الأشخاص ويؤكدون علي الايمان بأنه العمل فقط ولهذا فإنه من وجهة نظرهم فإن مرتكب الكبيرة يعد كافرا ينكبق عليه شروط المرتد وبالتالي فانه يجب ان يقتل ويسفك دمه وهذه هي الفكرة الرئيسية التي يقوم عليه فكر التكفير ابتداء من الخوارج حتي اليوم.
* * كيف تتم مواجهة هذه الفكرة الخاطئة منذ الخوراج حتي الآن ؟
* * نحن في حاجة إلي أن نفهم النصوص فهما صحيحا ونؤكد أن الإيمان ليس هو العمل فقط وإنما الإيمان التصديق ومحله القلب وليس العمل ولا يستطيع أحد أيا كان أن يطلع علي ما في قلوب الناس جميعا . ولهذا قال النبي صلي الله عليه وسلم لأسامة بن زيد حينما قتل من شهد الشهادتين خوفا من السيف ¢ هل شققت عن صدره ¢.
* * ما هي مضار ومخاطر التكفير علي المجتمع ؟
* * لاشك أن هناك مضار كثيرة للتكفير علي المجتمع كالقتل وتعطيل العمل تدمير الأموال والممتلكات ويجب مواجهتها بالفكر والفهم الصحيح لنصوص الشريعة الإسلامية ولهذا يجب أن تكون مسئولية المواجهة جماعية.
واجب المواجهة
* * من يجب علي مواجهة هذا الفكر التكفيري؟
* * هذه مسئولية جميع أفراد المجتمع كل بقدر استطاعته وامكانياته فمثلا العلماء واجبهم توضيح صحيح الدين وكشف الشبهات والأباطيل التي يستند اليها التكفيريون وتقديم النصح لمن تم التغرير بهم من الشباب الذين تم عمل غسيل مخ لهم وهذا النصح من العلماء وانما يكون من خلال الحوار الجاد والهادف تنفيذا لقول النبي صلي الله عليه وسلم :¢ الدين النصيحة ثلاثا قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم¢ وواجب ولي الأمر اتخاذ الخطوات اللازمة لدرء المفاسد في ظل وجود هؤلاء التكفيريين بما لديهم من سلطات وأوجب الشرع لمن هم تحت إمرته طاعته طالما أن قراراته في مصلحة البلاد والعباد وذلك في إطار قوله تعالي : ¢يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءي فَرُدُّوهُ إِلَي اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرى وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ¢ . وكذلك واجب المجتمع حماية افراده من مخاطر الفكر التكفيري من خلال التنشئة الدينية الوسطية السليمة التي لا غلو فيها ولا تفريط . وهذه الوسطية سمة اساسية من سمات الامة الاسلامية لقوله تعالي ¢ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَي النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا¢.
استخدام السلاح
* * متي يجوز استخدام السلاح ضد التكفيريين؟
* * يجوز استخدام السلاح ضد التكفيرين اذا حملوا السلاح لأن من حمل السلاح فله السلاح باعتبارهم من المفسدين المخربين الذين يجب تطبيق حد الحرابة عليهم وذلك تطبيقا لقوله تعالي : ¢إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافي أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيى فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابى عَظِيمى ¢ وهذه العقوبة الشديدة هدفها الردع لأنهم پيحاربون الله تعالي ورسوله صلي الله عليه وسلم ويبارزونه بالعداوة ويعتدون علي أحكامه ويفسدون في الأرض بقتل الأنفس وسلب الأموال فكان جزاؤهم أن يُقَتَّلوا أو يُصَلَّبوا مع القتل
* * ارتفعت في الفترة الأخيرة أصوات الملحدين حتي أنهم يدعون أن أعدادهم بالملايين . فهل تري علاقة بين التكفير والإلحاد ؟
* * التكفير والالحاد وجهان لعملة واحدة رديئة بعيدة عن صحيح الدين وذلك لأن التكفير هو مغالاة وتشدد في الدين وإدعاء التكفيريين أنهم وحدهم علي حق وكل الأمة علي باطل . وعلي النقيض من ذلك نجد تفريطاً من الملحدين الرافضين لفكرة الدين أصلا لأنهم يرونه غير متفق مع عقولهم وأهوائهم المريضة . ولهذا فإن خطر التكفير علي المجتمع واستقراره لا يقل خطورة عن الإلحاد.
دور الاعلام
* * ما هو دور وسائل الاتصال الحديثة في نشر فكر التكفير والالحاد ؟
* * لاشك أن التكفيريين والملحدين استفادوا من التطور الكبير في وسائل الاتصال وراحوا ينشرون سمومهم في المجتمع وتشكيك الناس في عقائدهم لأن وسائل الاعلام والاتصال كما يمكن استخدامها في الدعوة للاسلام من جانب العلماء الوسطيين يمكن كذلك لاعداء الوسطية من التكفيريين والملحدين استخدامه لمحاربة الاسلام ولهذا واجب كل أسرة تحصين ابنائها بالتربية الدينية الصحيحة ويجب كذلك علي مؤسسات التعليم والتربية والثقافة القيام بدورها المنوط بها في محاربة التكفير والالحاد ببيان الحق الذي يجب أن يدافع عنه جنوده من خلال تنفيذ الامر الالهي ¢ ادْعُ إِلَي سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ¢ . وأن يكونوا لي ثقة أن الله ناصرهم بقدر إخلاص نياتهم وأخذهم بأسباب النصر لأن الله سبحانه وتعالي القائل :¢ وَقُلْ جَاءَ الحَقُّ وَزَهَقَ البَاطِلُ إِنَّ البَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً ¢ والقائل أيضا :¢ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ¢.
* * نحن في عصر أختلط فيه الحلال بالحرام في ظل محاولات البعض اثارة البلبلة لدي الرأي العام الاسلامي فما المخرج ؟
* * المخرج أخذ العلم من مصادره الصحيحة ممثلة في المؤسسات الدينية الرسمية للدولة وعلي رأسها الأزهر قائد الوسطية والاعتدال فمثلا من أراد فتوي في قضية تهمه لا يأخذها إلا من دار الافتاء أو لجنة الفتوي بالأزهر . فمثلما يحرص الانسان إذا مرض أن يذهب الي الطبيب واذا أراد بناء بيت فيذهب الي مهندس ليشرف علي البناء . ولهذا فإن الدين أغلي من الدنيا ولهذا يجب أن يكون المسلم حريصا علي أخذه من المتخصصيين وليس من عامة الناس أو المتطرفين وهذا أمر إلهي وليس أمرا اختياريا لقوله تعالي ¢ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ¢ . والعلماء الثقات هم الذين يوضحون الحلال والحرام وما بينهما من أمور مشتبهات لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: ¢ إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقي الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعي حول الحمي يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمي ألا وإن حمي الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ¢.
خطورة الافتاء
* * يتناول المؤتمر قضية الافتاء لخطورتها وخاصة انه دخلها أدعياء وغير متخصصين فما هي خطورة هذا الأمر ؟
* * لاشك أن الافتاء بيان لحكم الله عز وجل في الوقائع والأحداث ولهذا يجب أن يكون به المتخصص المؤهل لذلك فإذا تهاون الناس في أخذ الفتوي من أهلها وظهر الأدعياء عن طريق الاعلام الذي قد يتبني أقزاما ويجعلهم نجوما فيفتوا الناس بغير علم فيضلوهم وهذا ما حذرنا منه رسول الله صلي الله عليه وسلم حيث يقول ¢ إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتي إذا لم يترك عالما أتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ¢
* * ما هي عقوبة من لديه جرأة علي الافتاء بغير علم ؟
* * لاشك أن الجرأة علي الافتاء بغير علم تعد جريمة بشعة جعل الله عقوبتها النار لأنه ادعاء علي الله القائل ¢ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَي اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ¢ وقال اللله تعالي أيضا :¢ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلى وَهَذَا حَرَامى لِّتَفْتَرُواْ عَلَي اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَي اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ. مَتَاعى قَلِيلى وَلَهُمْ عَذَابى أَلِيمى¢ وقال الله تعالي كذلك ¢ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَي الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَي اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةى¢ وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم ¢أجرؤكم علي الفتيا أجرؤكم علي النار¢
* * هل تري أن التطور في وسائل الاعلام التي تذيع الفتاوي لأنصاف العلماء علي الهواء مباشرة أضر بالدعوة الاسلامية ؟
* * بالتاكيد لأنها أعطت الفرصة لهؤلاء الجهلاء غير المتخصصين للحديث مع عوام الناس والجهلاء دينيا ممن يعانون من الأمية الدينية مما اضل الناس أو علي أقل تقدير أحدث لديهم بلبلة كبيرة ولهذا يجب الحذر منهم لأنهم ياخذون بأيدي الناس الي الضلال والبعد عن صحيح الدين سواء بالافراط أو التفريط پلأن الإفتاء بغير علم حرام لأنه يتضمن الكذب علي الله تعالي ورسوله وإضلال الناس.
ثقافة لا أدري
* * ألا تري أيجب إحياء ثقافة ¢ لا أدري ¢ فمن يقول ذلك أفضل ممن يفتي بغير علم ؟
* * من يقرأ سير الصحابة والتابعين والسلف الصالح سنجدهم إذا سئل أحدهم عما لا يعلم أن يقول للسائل :¢ لا أدري¢ لأنهم يعلمون خطورة الخطأ في الفتوي وانه اذا المستفتي بناءً علي الفتوي أمراً محرماً أو أدي العبادة المفروضة علي وجه فاسد پتحمل المفتي بغير علم إثمَه وإن قصر المستفتي في البحث عمن هو أهل للفتيا فإن الإثم عليهما¢ .ولهذا قال عبد الله بن مسعود : ¢ من كان عنده علم فليقل به . ومن لم يكن عنده علم فليقل : الله أعلم . فإن الله قال لنبيه : ¢ قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْري وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ¢ . أما من أصر علي الافتاء بغير علم ويصر علي ذلك پفإنه يكون واقعا في الذين قال الله فيهم :¢ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالا . الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا . أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا . ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا ¢.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.