محافظ الأقصر يعتمد مواعيد امتحانات نهاية العام لصفوف النقل    سعر الفراخ البيضاء الآن يواصل ارتفاعه.. أسعار الدواجن اليوم الثلاثاء 6-5-2025 صباحًا    بعد انخفاضه في البنوك.. سعر الريال السعودي اليوم الثلاثاء 6-5-2025 مستهل التعاملات    قرار بدخول المتاحف مجانا للمصريين 18 مايو الجارى    سعر الخضار والفاكهة اليوم الثلاثاء 6-5-2025 فى المنوفية.. الطماطم ب7جنيهات    محافظ الدقهلية يوافق على إنشاء المعهد الفنى للتمريض ومعهد بحوث الكبد    تقارير عبرية تحذر من عواقب توسيع هجوم غزة على المحتجزين.. ماذا سيحدث؟    ب"ملابس رسمية".. الرئيس السورى ووزير خارجيته يلعبان كرة السلة "فيديو"    للمرة الثالثة.. مليشيات الدعم السريع تقصف منشآت حيوية في بورتسودان    أول تعليق من ميلانيا ترامب على ارتداء الرئيس الأمريكي زي بابا الفاتيكان    سموحة في مهمة صعبة أمام طلائع الجيش بالدوري    3 أسماء محلية مقترحة| بيسيرو على أعتاب مغادرة الزمالك    «الأرصاد»: ارتفاع في درجات الحرارة اليوم.. والعظمى بالقاهرة 32 درجة    19 مايو.. أولى جلسات محاكمة مذيعة بتهمة سب المخرج خالد يوسف وزوجته    بسبب 120 جنيها.. محاكمة نقاش متهم بقتل زوجته في العمرانية اليوم    مصر تدين الاستهداف المكثف للمنشآت والبنى التحتية المدنية في بورسودان    «الصحة» تُعلن تشغيل وحدة علاجية لخدمة مرضى الثلاسيميا والهيموفيليا في الدقهلية    وفد هيئة الاعتماد الصحي يتفقد وحدات الرعاية الأولية بالعريش    محافظ أسوان يترأس إجتماع المجلس الإقليمي للسكان بحضور نائب وزير الصحة    إدارة ترامب تأمر بإقالة 20 بالمئة من جنرالات الجيش الأمريكى    الفتاوى تفتح باب الخلاف بين الأزهر والأوقاف.. صدام غير مسبوق    علي الشامل: مسلسل "فهد البطل" فتحلي باب جديد في الدراما    سعر الذهب اليوم الثلاثاء 6 مايو 2025 وعيار 21 الآن بعد آخر ارتفاع    بعد شائعة البنزين المغشوش.. أسرار عن طريقة الحفاظ على طرمبة السيارة    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الثلاثاء 6 مايو    الحوثيون: ارتفاع ضحايا قصف مصنع بغربي اليمن إلى قتيلين و 42 جريحا    رفضته ووصفته ب"المجنون"، محمد عشوب يكشف عن مشروع زواج بين أحمد زكي ووردة فيديو)    طرح فيلم «هيبتا المناظرة الأخيرة» الجزء الثاني في السينمات بهذا الموعد؟    انفجارات داخل كلية المدفعية في مدينة حلب شمال سوريا (فيديو)    باكستان ترفض اتهامات الهند لها بشأن صلتها بهجوم كشمير    جدول امتحانات الترم الثاني 2025 للصفين الأول والثاني الإعدادي بالجيزة    الزمالك يستكمل اجتماع حسم مصير بيسيرو عصر اليوم    سقوط تشكيل عصابي تخصص في سرقة المواقع الانشائية بمدينة بدر    ضبط مبلط بتهمة الاعتداء الجنسي على طفل في المنيا بعد استدراجه بمنزل مهجور    هل يجوز الحديث مع الغير أثناء الطواف.. الأزهر يوضح    مدرب سيمبا: خروج الزمالك من الكونفدرالية صدمة كبرى فهو المرشح الأول للبطولة    رغم هطول الأمطار.. خبير جيولوجي يكشف أسباب تأخير فتح بوابات سد النهضة    5 مرشحين لتدريب الزمالك حال إقالة بيسيرو    لتفادي الهبوط.. جيرونا يهزم مايوركا في الدوري الإسباني    5 أسماء مطروحة.. شوبير يكشف تطورات مدرب الأهلي الجديد    "READY TO WORK".. مبادرة تساعد طلاب إعلام عين شمس على التخظيظ للوظيفة    التعليم توجه بإعادة تعيين الحاصلين على مؤهلات عليا أثناء الخدمة بالمدارس والمديريات التعليمية " مستند"    إيناس الدغيدي وعماد زيادة في عزاء زوج كارول سماحة.. صور    جموع غفيرة بجنازة الشيخ سعد البريك .. و"القثردي" يطوى بعد قتله إهمالا بالسجن    وزير وفنان وطالب :مناقشات جادة عن التعليم والهوية فى «صالون القادة»    مؤتمر منظمة المرأة العربية يبحث "فرص النساء في الفضاء السيبراني و مواجهة العنف التكنولوجي"    فرط في فرصة ثمينة.. جدول ترتيب الدوري الإنجليزي بعد تعادل نوتنجهام فورست    "كتب روشتة خارجية".. مجازاة طبيب وتمريض مستشفى أبو كبير    على مساحة 500 فدان.. وزير الإسكان يتابع الموقف التنفيذي ل "حدائق تلال الفسطاط"    رنا رئيس تتألق في زفاف أسطوري بالقاهرة.. من مصمم فستان الفرح؟ (صور)    4 أبراج «ما بتتخلّاش عنك».. سند حقيقي في الشدة (هل تراهم في حياتك؟)    "كاميرا وروح" معرض تصوير فوتوغرافي لطلاب "إعلام بني سويف"    تطور جديد في أزمة ابن حسام عاشور.. المدرس يقلب الموازين    جاي في حادثة.. أول جراحة حوض طارئة معقدة بمستشفى بركة السبع (صور)    أمين الفتوى يوضح حكم رفع الأذان قبل دخول الوقت: له شروط وهذا الأمر لا يجوز شرعًا    الإفتاء توضح الحكم الشرعي في الاقتراض لتأدية فريضة الحج    الدكتور أحمد الرخ: الحج استدعاء إلهي ورحلة قلبية إلى بيت الله    شيخ الأزهر يستقبل والدة الطالب الأزهري محمد أحمد حسن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.أحمد عجيبة الأمين العام للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية:
التكفير والإلحاد وجهان لعملة معادية لصحيح الدين
نشر في عقيدتي يوم 25 - 03 - 2014

حذر الدكتور أحمد عجيبة . الامين العام للمجلس الاعلي للشئون الاسلامية من خطورة احياء الفكر التكفيري الذي بدأ منذ عهد الخوارج .. واشار الي ان مضار هذا التكفير تضر بكل افراد المجتمع ولهذا يجب التصدي له بكل الوسائل سواء الحوار لمن يعانون من ¢غسيل المخ ¢ او السلاح لمن حملوا السلاح وسفكوا الدماء واستهانوا بالمحرمات .. وأوضح ان التكفير والالحاد وجهان لعملة واحدة رديئة بما يمثلانه من ¢ افراط وتفريط ¢ ولهذا فإن خطورتهما علي المجتمع كبيرة .. وهاجم الذين يفتون بغير علم وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا مستغلين التطور الكبير في وسائل الاعلام والامية الدينية التي يعاني منها كثير من المسلمين .. ودعا طالبي الفتوي الاتجاه الي العلماء الثقات الموثوق بتقواهم وعلمهم وكذلك الي المؤسسات الرسمية المنوط بها الافتاء وعلي رأسها الأزهر باعتباره منارة الوسطية الاسلامية في العالم پ
* * في البداية . لماذا اختيار موضوع ¢خطورة الفكر التكفيري والفتوي بدون علم علي المصالح الوطنية والعلاقات الدولية¢ كموضوع لهذا المؤتمر؟
* * هذا الموضوع مهم جدا في هذا التوقيت بالذات وذلك لأن الساحة تشهد الآن ظهور الفكر التكفيري مرة ثانية رغم انه كان موجودا في التاريخ الاسلامي منذ عهد الخوارج الذين خروجوا علي الامام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه . وللاسف فإن هذا الفكر يبعث الان من جديد علي يد من يزعمون أنهم بيدهم ناصية الفكر أو أنهم يملكون وحدهم الحقيقة المطلقة ويمكنهم الحكم علي عقائد الناس والتنقيب عما في قلوبهم والحكم عليهم بالكفر والخروج من الملة.
إعادة بعث التكفير
* * ما هي خطورة إعادة بعث الفكر علي المجتمعات الاسلامية والعربية عامة والمجتمع المصري خاصة ؟
* * لاشك أن إعادة بعث هذا الفكر له خطورة كبيرة علي المجتمع والجانب التنموي والمصالح الدنيوية ولهذا لابد من مواجهة كل ما يسيء الي الاسلام ويعوق الحوار الجاد والتعايش السلمي والتنمية في المجتمع
* * ما هي محاور المؤتمر هذا العام ؟
* * هناك خمسة محاور أولها الفكر التكفيري وثانيها الفتوي بغير علم وثالثها الفتوي والمتخصص ورابعها الفتوي الثقافة . وخامسها الفتوي والتيسير ووسطية الإسلامپعلي اعتبار أن الإسلام ليس فيه تكفير كما ان الفتوي بغير علم قد ينتج عنها تشدد ولهذا فإن الحل في السماحة والتيسير
* * نود ان نلقي مزيد من الضوء علي بعض المحاور ؟
* * المحور الأول : التكفير وخطورة اطلاقه بدون علم وبدون حق وهذا المحور يتضمن نقاطا محددة مثل : الأسباب المؤدية لظاهري التكفير والاحكام المترتبة علي التكفير بدون حق . العلاقة بين التطرف والارهاب والتكفير . والمضار الامنية والاجتماعية لظاهري التكفير . الوسائل والاساليب المناسبة لعلاج ظاهرة التكفير . وهذه قضايا مهمة جدا حاولنا ان نجعل هذا المحور شامل لكل القضايا المتعقلة بالتكفير بداية من نشأته والأسس والشبهات التي تقوم عليها ظاهرة التكفير وكيفية معالجتها والاساليب المناسبة لهذه الظاهرة.
اعادة فكر الخوارج
* * اذا انتقلنا من العناوين الي التفاصيل فمتي بدأ فكر التكفير ؟
* * ظاهرة التكفير إعادة لفكر الخوارج الذين لا يفهمون الدين فهما صحيحا لأنه قائم علي الجهل أو الهوي أو التعصب للنيل من الأشخاص ويؤكدون علي الايمان بأنه العمل فقط ولهذا فإنه من وجهة نظرهم فإن مرتكب الكبيرة يعد كافرا ينكبق عليه شروط المرتد وبالتالي فانه يجب ان يقتل ويسفك دمه وهذه هي الفكرة الرئيسية التي يقوم عليه فكر التكفير ابتداء من الخوارج حتي اليوم.
* * كيف تتم مواجهة هذه الفكرة الخاطئة منذ الخوراج حتي الآن ؟
* * نحن في حاجة إلي أن نفهم النصوص فهما صحيحا ونؤكد أن الإيمان ليس هو العمل فقط وإنما الإيمان التصديق ومحله القلب وليس العمل ولا يستطيع أحد أيا كان أن يطلع علي ما في قلوب الناس جميعا . ولهذا قال النبي صلي الله عليه وسلم لأسامة بن زيد حينما قتل من شهد الشهادتين خوفا من السيف ¢ هل شققت عن صدره ¢.
* * ما هي مضار ومخاطر التكفير علي المجتمع ؟
* * لاشك أن هناك مضار كثيرة للتكفير علي المجتمع كالقتل وتعطيل العمل تدمير الأموال والممتلكات ويجب مواجهتها بالفكر والفهم الصحيح لنصوص الشريعة الإسلامية ولهذا يجب أن تكون مسئولية المواجهة جماعية.
واجب المواجهة
* * من يجب علي مواجهة هذا الفكر التكفيري؟
* * هذه مسئولية جميع أفراد المجتمع كل بقدر استطاعته وامكانياته فمثلا العلماء واجبهم توضيح صحيح الدين وكشف الشبهات والأباطيل التي يستند اليها التكفيريون وتقديم النصح لمن تم التغرير بهم من الشباب الذين تم عمل غسيل مخ لهم وهذا النصح من العلماء وانما يكون من خلال الحوار الجاد والهادف تنفيذا لقول النبي صلي الله عليه وسلم :¢ الدين النصيحة ثلاثا قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم¢ وواجب ولي الأمر اتخاذ الخطوات اللازمة لدرء المفاسد في ظل وجود هؤلاء التكفيريين بما لديهم من سلطات وأوجب الشرع لمن هم تحت إمرته طاعته طالما أن قراراته في مصلحة البلاد والعباد وذلك في إطار قوله تعالي : ¢يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءي فَرُدُّوهُ إِلَي اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرى وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ¢ . وكذلك واجب المجتمع حماية افراده من مخاطر الفكر التكفيري من خلال التنشئة الدينية الوسطية السليمة التي لا غلو فيها ولا تفريط . وهذه الوسطية سمة اساسية من سمات الامة الاسلامية لقوله تعالي ¢ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَي النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا¢.
استخدام السلاح
* * متي يجوز استخدام السلاح ضد التكفيريين؟
* * يجوز استخدام السلاح ضد التكفيرين اذا حملوا السلاح لأن من حمل السلاح فله السلاح باعتبارهم من المفسدين المخربين الذين يجب تطبيق حد الحرابة عليهم وذلك تطبيقا لقوله تعالي : ¢إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافي أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيى فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابى عَظِيمى ¢ وهذه العقوبة الشديدة هدفها الردع لأنهم پيحاربون الله تعالي ورسوله صلي الله عليه وسلم ويبارزونه بالعداوة ويعتدون علي أحكامه ويفسدون في الأرض بقتل الأنفس وسلب الأموال فكان جزاؤهم أن يُقَتَّلوا أو يُصَلَّبوا مع القتل
* * ارتفعت في الفترة الأخيرة أصوات الملحدين حتي أنهم يدعون أن أعدادهم بالملايين . فهل تري علاقة بين التكفير والإلحاد ؟
* * التكفير والالحاد وجهان لعملة واحدة رديئة بعيدة عن صحيح الدين وذلك لأن التكفير هو مغالاة وتشدد في الدين وإدعاء التكفيريين أنهم وحدهم علي حق وكل الأمة علي باطل . وعلي النقيض من ذلك نجد تفريطاً من الملحدين الرافضين لفكرة الدين أصلا لأنهم يرونه غير متفق مع عقولهم وأهوائهم المريضة . ولهذا فإن خطر التكفير علي المجتمع واستقراره لا يقل خطورة عن الإلحاد.
دور الاعلام
* * ما هو دور وسائل الاتصال الحديثة في نشر فكر التكفير والالحاد ؟
* * لاشك أن التكفيريين والملحدين استفادوا من التطور الكبير في وسائل الاتصال وراحوا ينشرون سمومهم في المجتمع وتشكيك الناس في عقائدهم لأن وسائل الاعلام والاتصال كما يمكن استخدامها في الدعوة للاسلام من جانب العلماء الوسطيين يمكن كذلك لاعداء الوسطية من التكفيريين والملحدين استخدامه لمحاربة الاسلام ولهذا واجب كل أسرة تحصين ابنائها بالتربية الدينية الصحيحة ويجب كذلك علي مؤسسات التعليم والتربية والثقافة القيام بدورها المنوط بها في محاربة التكفير والالحاد ببيان الحق الذي يجب أن يدافع عنه جنوده من خلال تنفيذ الامر الالهي ¢ ادْعُ إِلَي سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ¢ . وأن يكونوا لي ثقة أن الله ناصرهم بقدر إخلاص نياتهم وأخذهم بأسباب النصر لأن الله سبحانه وتعالي القائل :¢ وَقُلْ جَاءَ الحَقُّ وَزَهَقَ البَاطِلُ إِنَّ البَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً ¢ والقائل أيضا :¢ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ¢.
* * نحن في عصر أختلط فيه الحلال بالحرام في ظل محاولات البعض اثارة البلبلة لدي الرأي العام الاسلامي فما المخرج ؟
* * المخرج أخذ العلم من مصادره الصحيحة ممثلة في المؤسسات الدينية الرسمية للدولة وعلي رأسها الأزهر قائد الوسطية والاعتدال فمثلا من أراد فتوي في قضية تهمه لا يأخذها إلا من دار الافتاء أو لجنة الفتوي بالأزهر . فمثلما يحرص الانسان إذا مرض أن يذهب الي الطبيب واذا أراد بناء بيت فيذهب الي مهندس ليشرف علي البناء . ولهذا فإن الدين أغلي من الدنيا ولهذا يجب أن يكون المسلم حريصا علي أخذه من المتخصصيين وليس من عامة الناس أو المتطرفين وهذا أمر إلهي وليس أمرا اختياريا لقوله تعالي ¢ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ¢ . والعلماء الثقات هم الذين يوضحون الحلال والحرام وما بينهما من أمور مشتبهات لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: ¢ إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقي الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعي حول الحمي يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمي ألا وإن حمي الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ¢.
خطورة الافتاء
* * يتناول المؤتمر قضية الافتاء لخطورتها وخاصة انه دخلها أدعياء وغير متخصصين فما هي خطورة هذا الأمر ؟
* * لاشك أن الافتاء بيان لحكم الله عز وجل في الوقائع والأحداث ولهذا يجب أن يكون به المتخصص المؤهل لذلك فإذا تهاون الناس في أخذ الفتوي من أهلها وظهر الأدعياء عن طريق الاعلام الذي قد يتبني أقزاما ويجعلهم نجوما فيفتوا الناس بغير علم فيضلوهم وهذا ما حذرنا منه رسول الله صلي الله عليه وسلم حيث يقول ¢ إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتي إذا لم يترك عالما أتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ¢
* * ما هي عقوبة من لديه جرأة علي الافتاء بغير علم ؟
* * لاشك أن الجرأة علي الافتاء بغير علم تعد جريمة بشعة جعل الله عقوبتها النار لأنه ادعاء علي الله القائل ¢ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَي اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ¢ وقال اللله تعالي أيضا :¢ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلى وَهَذَا حَرَامى لِّتَفْتَرُواْ عَلَي اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَي اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ. مَتَاعى قَلِيلى وَلَهُمْ عَذَابى أَلِيمى¢ وقال الله تعالي كذلك ¢ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَي الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَي اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةى¢ وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم ¢أجرؤكم علي الفتيا أجرؤكم علي النار¢
* * هل تري أن التطور في وسائل الاعلام التي تذيع الفتاوي لأنصاف العلماء علي الهواء مباشرة أضر بالدعوة الاسلامية ؟
* * بالتاكيد لأنها أعطت الفرصة لهؤلاء الجهلاء غير المتخصصين للحديث مع عوام الناس والجهلاء دينيا ممن يعانون من الأمية الدينية مما اضل الناس أو علي أقل تقدير أحدث لديهم بلبلة كبيرة ولهذا يجب الحذر منهم لأنهم ياخذون بأيدي الناس الي الضلال والبعد عن صحيح الدين سواء بالافراط أو التفريط پلأن الإفتاء بغير علم حرام لأنه يتضمن الكذب علي الله تعالي ورسوله وإضلال الناس.
ثقافة لا أدري
* * ألا تري أيجب إحياء ثقافة ¢ لا أدري ¢ فمن يقول ذلك أفضل ممن يفتي بغير علم ؟
* * من يقرأ سير الصحابة والتابعين والسلف الصالح سنجدهم إذا سئل أحدهم عما لا يعلم أن يقول للسائل :¢ لا أدري¢ لأنهم يعلمون خطورة الخطأ في الفتوي وانه اذا المستفتي بناءً علي الفتوي أمراً محرماً أو أدي العبادة المفروضة علي وجه فاسد پتحمل المفتي بغير علم إثمَه وإن قصر المستفتي في البحث عمن هو أهل للفتيا فإن الإثم عليهما¢ .ولهذا قال عبد الله بن مسعود : ¢ من كان عنده علم فليقل به . ومن لم يكن عنده علم فليقل : الله أعلم . فإن الله قال لنبيه : ¢ قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْري وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ¢ . أما من أصر علي الافتاء بغير علم ويصر علي ذلك پفإنه يكون واقعا في الذين قال الله فيهم :¢ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالا . الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا . أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا . ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا ¢.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.