نافعة : أي حزب للرئيس سيكون انتهازيا .. ويربك الحياة الحزبية الفضالي : لا نريد أن نعيد كتابة الماضي مرة أخرى
زهران: حزب الرئيس "ديكور سياسي" للأرزقية
الشوباشي : حزب "السيسي" هو الشعب
تركت تجربة "الحزب الوطني" في عهد الرئيسين السادات وحسني مبارك سمعة شديدة السوء لفكرة حزب الرئيس، حيث رسخ المنتمين إليه صورة في أذهان المصريين أن هذا الحزب هو لرجال الرئيس الذين ينضمون إليه للتقرب منه وتحقيق مصالح خاصة، بالإضافة إلى التسبب في موت الحياة الحزبية والقضاء عليها بسبب هيمنة هذا الحزب سواء على البرلمان أو الحياة السياسية.
وهو الأمر الذي جعل سياسيون وحتى رجل الشارع العادي يرفضون تكرار هذه التجربة مع الرئيس السيسي، وعدم إعادة تشكيل حزب رئيس جديد يكون ظهيراً سياسياً له ويستولى على كل شيء ويجعل الدولة مقسمة إلى قسمين هما رجال الرئيس والآخر لمن هم ضده.
فمن جانبه رفض الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، أن يقوم الرئيس السيسي بتشكيل حزب له، مؤكداً أن أي حزب ينشئه رجل وصل إلى السلطة بالفعل لم يكون الا حزباً انتهازياً، ويضم أصحاب الهوى، مشيراً إلى أن هذه التجربة كانت قد تمت من قبل مع الرئيس السادات وفشلت ووصلت إلى ما نحن فيه. ورحب نافعة خلال تصريح خاص ل"الفجر"، أن يقوم حزب من الأحزاب على برنامج الرئيس السيسي، بشرط أن يكون مستقلا استقلالاً كاملاً وأن لا يكون هدفه الأساسي الوصول إلى السلطة، وأن يصل لها من خلال انتخابات حرة ونزيهة وشفافة، وأن لا يتدخل الرئيس في هذه الانتخابات.
وأضاف أن هناك عقبة تواجه أي حزب يهدف إلى مساندة الرئيس في برنامجه، موضحاً أن هناك مشكلة اذا أعلن حزب أنه نشأ على منهج الرئيس ومنواله وبرنامجه، فإذا عجز عن الحصول على الأغلبية فربما يفسر البعض هذا أنه تصويت على الثقة في الرئيس ويدل على أن الرئيس ليس له شعبية، أو فشل في الحصول على الأغلبية وهذا ليس في صالحه.
وأكد نافعة أن وجود حزب للرئيس سيؤدي إلى عرقلة قيام أحزاب سياسية متكافئة وارباك الحياة السياسية، فضلاً عن أنه سيعيد تجربة الرئيس السادات التي وصفها بالفاشلة، ولن يؤدي إلى تحول ديمقراطي حقيقي، مؤكداً أنه نهج خاطئ وأنه ضده .
وشدد على أنه من الأفضل أن لا يشكل الرئيس حزب خاص به، وأن لا يسمح بتشكيل أحزاب تدعي أنها تقوم على نهج ومبادئ الرئيس، وأن يترك الأحزاب تتنافس بشكل حُر فيما بينها تنافساً تاماً، ثم يدير العملية السياسية بكل حيادية لاعتباره فوق الاحزاب وفوق المؤسسات.
فيما عبر المستشار أحمد الفضالي، رئيس "تيار الاستقلال"، عن رفضه أيضاً أن يكون الرئيس السيسي عضواً أو يقود حزب سياسي، مؤكداً :"لا نريد أن نعيد كتابة الماضي مرة أخرى".
وأوضح الفضالي في تصريح خاص ل"الفجر"، أنه يرحب بأن يكون هناك حزب أو أكثر مؤيدين للرئيس، لافتاً إلى أن الديمقراطية تعني وجود مؤيدين ومعارضين لنظام قائم، ومشيراً إلى أن أحزاب تيار الاستقلال ال 36 سوف تؤيد خطة عمل الرئيس لأنهم قاموا بانتخابه.
وأضاف : " لن نؤيد الرئيس كما كان الحزب الوطني لكننا اذا وجدنا أمر يحتاج تقويم سنخاطب الرئيس بذلك، ولن نكون مؤيدين على طول الخط، انما مؤيدين طالما الرئيس يعمل لمصلحة الدولة".
وأكد على احترامه رغبة الرئيس ان أقر إنشاء حزب سياسي، لكن رأيه أنه ليس الأفضل، متوقعاً أن لا يقدم الرئيس على مثل هذه الخطوة لأنها ليست صفاته قائلاً : "لا اعتقد أن السيسي بشخصه ووطنيته يقدم على انشاء حزب له ليست من صفاته ، السيسي وافق بالعافية على الترشح للرئاسة- كيف ينشئ حزب فذلك يتعارض مع طبيعته".
وتابع : "السيسي لا ينحاز لحزب أو فصيل على حساب آخر، وموقفه واضح انه رئيس باختيار جموع المصريين ليس حزب فقط ولم يقدم على ذلك".
ورحب فريد زهران، نائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الإجتماعي، انضمام الرئيس إلى حزب موجود بالفعل اذا كان لديه هوى سياسي، مؤكداً أن الخريطة السياسية في مصر تعبر عن كل التيارات السياسية .
وأوضح زهران في تصريح خاص ل"الفجر"، أن الرئيس أمامه خيارين أحدهما أن ينشئ حزب جديد من موقع السلطة، لافتاً إلى أنه بذلك سُيعيد تجربة الاتحاد القومي وجبهة التحرير والاتحاد لاشتراكي، مشيراً إلى أنها كلها أحزاب فاشلة ولم تزيد عن كونها ديكور سياسي.
وأضاف أن الخيار الثاني يتمثل في أن يقوم الرئيس بالانضمام إلى حزب من الأحزاب الموجودة، متابعاً : "هو لن يخترع جديد فإن الحياة السياسية المصرية ثرية ومتنوعة ويمكنه ان يختار فيما بينها لينضم لحزب من الأحزاب الموجودة أو لقوى سياسية".
وحذر الرئيس من اختيار الخيار الأول وأنه سيتحمل مسئولية ذلك حيث أنه سينتهي به الحال إلى انه لم يصبح لديه أي ظهير سياسي، وسيكون لديه "ديكور سياسي" مرتبط بجهاز الدولة .
وشدد على ان تأسيس الرئيس لحزب سياسي سيجعله ديكور سياسي ومثوى وملاذ لما وصفهم ب"المتلطعين والأرزقية والانتهازيين".
وأكدت الإعلامية فريدة الشوباشي، أن قوة الرئيس السيسي وشعبيته أقوى من أي حزب يمكن أن يؤسسه، لافتة إلى أن الشعب هو حزب الرئيس، وأن هذا الحديث ليس شعار تردده، إنما حدث بالفعل مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حينما تآمر عليه أمريكا واسرائيل والرجعية العربية وهزموه هزيمة عسيرة، مشيرة إلى أن الشعب خرج وقتها ووقف إلى جانبه وسانده دون الانتماء لأحزاب، حيث كان لا يوجد حزب ل"عبد الناصر" وقتها وكان رسمياً يوجد فقط "الاتحاد الاشتراكي"، والمؤمنين الين خرجوا كانوا يؤمنون به كقائد.
وأضافت الشوباشي، في تصريح خاص ل"الفجر"، أن الرئيس السيسي لديه رصيد شعبي لم يحدث منذ عهد الرئيس جمال عبد الناصر، مؤكدة أن مساندة الشعب له ستظل دائماً ما دام يسير على نفس الطريق الذي نادت به الثورة من عيش وحرية عدالة اجتماعية وكرامة انسانية، وأن استمراره بهذا الطريق سوف يجعله ليس في حاجة لتأسيس أي حزب أو حتى المساندة.
وقالت أنها لا تتوقع أن يؤسس الرئيس السيسي لحزب، موضحة أنه يؤمن بأنه زعيم لمصر كلها، بينما الحزب يعبر عن تيار أو فصيل أو طبقة معينة.
وترك حزب الرئيس انطباع أيضا لدى المواطنين، حيث رفضه محمد طارق، سائق تاكسي، والذي أكد انه ضد هذه الفكرة، لأن عادة الأحزاب في مصر هي السعي نحو المصالح الخاصة وليست مصلحة الدولة، مشيرا إلى أنه يوجد في مصر ما يقرب من مائة حزب والموجود منهم على الساحة بشكل فعال يعدوا على أصابع اليد الواحدة، مؤكدا أن غالبيتهم يهمل مصالح المواطنين ومجرد أحزاب كارتونية. وأكد طارق أن الرئيس السيسي ليس في حاجة لحزب حتى يدعمه ويحتاج للشعب فقط، لافتا إلى أنه رئيس للشعب كله فيجب أن يكون بينهم فقط، مؤكدا أنه اذا عمل للصالح العام سيدعمه الشعب. وأضاف ان انتماء الرئيسين السابقين محمد مرسي وحسني مبارك إلى أحزاب بعينها كان سببا رئيسيا في اقصائهما، متابعا : "لا أعتقد أن يقع السيسي في نفس الخطأ".
واتفق معه مصطفى طلعت، موظف بإحدى الشركات، حيث أكد أن الرئيس ليس في حاجة لمساندة ودعم حزب يكون باسمه بحكم أنه ينتمى إلى المؤسسة العسكرية التي يقف ورائها ويساندها الشعب بأكمله، لافتا إلى أن الرئيس السيسي في كل الحالات له أنصاره ومؤيديه.