فتح الله جولن..قائد اللوبي التركي ب"واشنطن" لوبي "أورويا"..تركيا تستمد قوتها من الجالية المتواجدة بألمانيا وعضوية حلف الأطلنطي والكومنولث هواجس أوروبية من جالية برلين
لأول مرة..لوبي أنقرة يتلقى هزيمتين على يد مصر والإمارات بالأمم المتحدة
أنقرة تعزز من وجودها بالمنطقة بحجم التبادل التجاري مع إيران والبالغ 15 مليار دولار سنويًا.
بالأسماء..4 شركات سياحية تمثل اللوبي التركي بمصر
استثمارات رجال أردوغان بالقاهرة تعزز من النفوذ التركي
سعت تركيا، منذ اللحظة الأولي، لوصول حزب العدالة والتنمية برئاسة أحمد داود أوغلو، إلي الحكم، في تكوين لوبي عالمي، يهدف إلي تعزيز مكانتها بين الدول، بما يضمن تأثيرًا أكثر على صناع القرار في السياسة الدولية، سواء الولاياتالمتحدةالأمريكية، أو دول الاتحاد الأوروبي، أو منطقة الشرق الأوسط.
ففي أمريكا، عززت تركيا خلال الفترة الماضية، من تواجدها، مستغلة أحد أكبر رجال الأعمال الأتراك، ويدعى فتح الله جولن، حيث أسس كيان اقتصادي ضخم، ضم شركات استثمار، ومجموعة مدارس، مما أتاح له التعامل بشكل مباشر مع عدد من السياسيين وصناع القرار بالبيت الأبيض، كما اعتمدت على الجالية التركية المتواجدة في واشنطن، والمنتشرة في عدد من القطاعات الاقتصادية.
ويرى السفير رخا حسن، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن المصالح المشتركة في منطقة الشرق الأوسط، التي تجمع بين أنقرةوواشنطن، أحد أهم الأسباب التي جعلت تركيا، تؤثر على السياسة الخارجية الأمريكية وخاصة المتعلقة بسوريا والعراق.
وأشار السفير حسن هريدي، سفير مصر في واشنطن سابقًا، إلي أن اللوبي التركي المتواجد في واشنطن، يستمد قوته من أن تركيا هي الدولة الوحيدة الإسلامية بحلف الأطلنطي، وأحد أعضاء دول الكومنولث، ويربطها بإسرائيل علاقات من عام 1950، تتنوع بين اقتصادية، وعسكرية، وأمنية، إلا أنه لا يستطع التأثير في القرارات التي تتعارض مع المصالح الأمريكية، فعلى سبيل المثال، قامت أمريكا بإسقاط مساعدات عسكرية على أكراد سوريا رغم رفض تركيا، موضحًا أن طول فترة خدمته في واشنطن بالثمانينيات سمع عن اللوبي الأيرلندي، واليهودي، والهندي، ولم يسمع عن اللوبي التركي إلا مؤخرًا.
وأشار هريدي للفجر، إلي أن اللوبي التركي، نشط مع بداية وصول حزب الحرية والعدالة، إلي الحكم، حيث قدم أوغلو، أنقرة، على أنها نموذج للنظام الإسلامي الذي يستطيع أن يجمع بين الإسلام والديمقراطية، وأن أمريكا رأت في تركيا نموذج قابل للاستنساخ في العالم العربي، ومن هنا نبع التأثير التركي، ولكن مع ثبوت فشل النظرية، تراجع التأثير التركي في السياسة الأمريكية، وخاصة في التعامل مع تنظيم داعش.
ومنذ فترة الخمسينات، ويفرض اللوبي التركي، سيطرته على الاتحاد الأوروبي، وخاصة ألمانيا، نظرًا لوجود الجالية الأكبر في أوروبا ببرلين، حيث يبلغ العدد الكلي للجالية، من اثنين مليون ونصف إلي ثلاثة ملايين، وبدأ النفوذ عندما طالبت برلين من تركيا عمالة لسد الحاجة لديها، نظرًا لرفض القاهرة إرسال عمال مصريين، لحاجتها لهم للدخول في الثورة الصناعية، وينتشر اللوبي التركي في المجالات الاقتصادية، والصناعية، والتجارية.
وتخوف الاتحاد الأوروبي، خلال السنوات الماضية من تركيا، باعتبارها دولة ذات توجه إسلامي، ورفض الانضمام إلي الاتحاد لاعتبارات ثقافية تتعلق بالجالية التركية المتواجدة في ألمانيا، والمعروف عنها التزامها الديني والتراثي، وعدم اندماجها في الحياة العامة.
وتلقى اللوبي التركي، هزيمة نكراء، عندما فشلت الدبلوماسية التركية في الحصول على عضوية غير الدائمة بمجلس الأمن، والتي جرت 16 أكتوبر، نظرًا للسياسة التي لجأ إليها الرئيس رجب أردوغان تجاه عدد من الدول العربية، والدعم الذي يقدمه لتنظيم داعش الإرهابي. كما تلق هزيمة ثانية بالأمم المتحدة، عندما أجهضتا مصر والإمارات مسعا تركياً في اجتماع وزراء خارجية دول التعاون الإسلامي، بتضمين البيان الختامي فقرة تشير إلي ما يسمي بجمهورية "شمال قبرص التركية".
ولم يقتصر اللوبي التركي، على واشنطن، والاتحاد الأوروبي، وإنما انتشر في عدد من دول المنطقة، معتمدًا على كيانات اقتصادية، يقودها رجال أعمال مقربين من أردوغان، عزز من وجودها العلاقات التجارية بين تركياوإيران، والتي يبلغ حجمها 15 مليار دولار سنويًا.
وظهر اللوبي التركي، في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، حيث بلغ حجم الاستثمار التركي في مصر ما يقرب من 3 مليارات دولار، ما جعل القاهرة تفكر كثيرا، قبيل اتخاذ قرارات متعلقة بالمصالح المشتركة بين الدولتين، وهو ما فسره عدم قطع العلاقات كليا بين القاهرةوأنقرة، والاكتفاء بتخفيض المستوى الدبلوماسي إلي قائم بأعمال، في فترة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وتمثل اللوبي التركي بالقاهرة خلال فترة المعزول مرسي، في مجموعة من رجال أعمال يتعاملون بشكل مباشر مع نظرائهم الأتراك، بالإضافة إلي عدد من الصحفيين المصريين العاملين في مراكز الأبحاث والدراسات السياسية، وكان له تأثيره أيام حكم الإخوان، ولم يعد له تواجد، في ظل رئاسة عبدالفتاح السيسي.
وفي المجال السياحي، فرض اللوبي التركي، نفسه وبقوة على الوضع في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة مصر، نظرًا لمكانتها السياحية الفريدة، حيث أوضح عماري عبدالعظيم، رئيس شعبه السياحة بالغرف التجارية للفجر، أن اللوبي التركي متواجد في مصر خلف 4 شركات كبري، تدير عملية السياحة في الشرق الأوسط، ويقع المقر الرئيسي بروسيا، وتضم رجال أعمال أتراك وروس وألمان، وهم:" بيزاس" العاملة بمنطقة البحر الأحمر، وشركة "ببلو غلوباس"، وشركة "تيس تون"، وشركة "كورال".
حيث يقوم الأتراك، بجلب السائحين الروس إلي مصر، بأقل الأسعار، وتأجير عدد من الفنادق المصرية، مستغلين مجموعة من السمسارة المصريين، ولم يكتفوا بذلك، بل يلجئون إلي تسيير مجموعة من الرحالات بالاتفاق مع الخطوط الجوية التركية، مقابل الحصول على تخفيضات عن طريق الطيران العارض.