مارست الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الامن الدولي ضغوطا على ايران يوم الخميس قائلة انها تنتظر أن تؤدي المحادثات معها لخطوات ملموسة صوب التوصل لحل من خلال التفاوض. واستأنفت ايران والقوى الرئيسية المحادثات في ابريل نيسان في اسطنبول بعد أكثر من عام وهي فرصة لان توقف الدول الست وايران التدهور في المجال الدبلوماسي والمساعدة في تجنب مخاطر نشوب حرب جديدة في الشرق الاوسط. وتجتمع ايران والقوى العالمية مرة اخرى يوم 23 مايو ايار في بغداد. وفي بيان مشترك صدر خلال اجتماع في فيينا حثت الولاياتالمتحدة وفرنسا وروسيا والصين وبريطانيا ايران على الاتفاق على وجه السرعة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية على دخول "المواقع المعنية" وتقديم المعلومات الخاصة بالانشطة النووية. وقال البيان "مازلنا قلقين بسبب رفض ايران المستمر الامتثال لالتزاماتها بموجب قرارات مجلس الامن التابع للامم المتحدة" في اشارة المطالب المستمرة بأن تكبح طهران برنامجها النووي المثير للجدل. ويقول الغرب ان البرنامج النووي الايراني هو ستار لتطوير اسلحة نووية ويطالب بضمانات يمكن التحقق منها تفيد بعكس ذلك من جانب طهران - وعلى سبيل المثال قبول عمليات تفتيش لاي مواقع من جانب الاممالمتحدة وكبح قدراتها لتخصيب اليورانيوم. وتنفي ايران ان لديها برنامجا لامتلاك اسلحة نووية قائلة انها تقوم بتخصيب اليورانيوم لاستخدامه فقط في اغراض الطاقة السلمية. وقال محمد رضا رحيمي نائب الرئيس الايراني انه يتطلع الى "خطوات بناءة" أثناء المحادثات في العاصمة العراقية. وقال أثناء زيارة لبيروت يتعين على الغرب "التخلي عن مزاعمه الضعيفة التي تزيد التوتر في المنطقة." وقبل أسبوع من عقد المفاوضات السياسية الاوسع في بغداد ستجري الوكالة الدولية للطاقة الذرية جولة جديدة من المباحثات في فيينا يومي 14 و15 مايو أيار بعد أن فشلت في احراز أي تقدم في اجتماعين عقدا في وقت سابق هذا العام. وتريد الوكالة أن تتعامل ايران مع قضايا أثيرت في تقرير أصدرته في نوفمبر تشرين الثاني الماضي يتضمن تفاصيل عما قالت الوكالة انها أنشطة للبحوث والتطوير ذات صلة بانتاج أسلحة نووية. ورفضت ايران تلك المزاعم ووصفتها بأنها ملفقة. ويقول دبلوماسيون غربيون ان ايران تماطل فيما يبدو في طلب الوكالة الدولية للطاقة الذرية دخول موقع عسكري رئيسي في برشين حيث تعتقد انه ربما تجري ابحاث نووية ذات ابعاد عسكرية. ويقول الدبلوماسيون انهم يشتبهون في ان ايران ربما تقوم "بتطهير" الموقع الذي يقع جنوب شرقي طهران من أي أدلة ادانة قبل ان يتمكن مفتشو الاممالمتحدة من زيارته وهي شكوك تنفيها طهران. وفي سويسرا قال يوكيا أمانو مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية لرويترز ان مفتشيه يريدون الذهاب الى موقع برشين "عاجلا وليس اجلا" وصرح مجددا بأن الوكالة التابعة للامم المتحدة لاحظت في الاونة الاخيرة ما اشير اليه على انه بعض "الانشطة" هناك. وقال أمانو على هامش منتدى في بلدة سان جالين "نود أيضا ان يسمح لنا ليس فقط بدخول الموقع وانما ايضا الحصول على معلومات والاتصال باشخاص لهم علاقة بموقع برشين." وأضاف "امل الا تجعل هذه الانشطة مهمتنا للتحقق صعبة." ولم يذكر تفاصيل لكن اختياره للكلمات فسره دبلوماسيون غربيون على انه مؤشر على ان الوكالة تعتقد ان ايران ربما تقوم بتطهير الموقع. وقال أمانو "نود ان نتمكن من تحقيق تقدم." لكن عندما سئل ان كان لديه أي مؤشر على ان ايران ستوافق الان على دخول الموقع قال أمانو "ليس لدي مؤشر ملموس على انه سيسمح لنا بدخول (موقع) برشين." وجاء في البيان الذي أصدرته يوم الخميس الدول الخمس التي تشارك مع ألمانيا في المحادثات انها تسعى الى "عملية حوار جاد مستمر" حيث يمكن للجانبين اتخاذ خطوات عملية لبناء الثقة. وأضاف البيان "نتوقع ان تؤدي الاجتماعات التالية .. الى خطوات ملموسة نحو التوصل الى حل شامل عن طريق التفاوض يعيد الثقة للمجتمع الدولي في الطبيعة السلمية الخالصة للبرنامج النووي الايراني." وقالت القوى الخمس "سيوجهنا في هذه الجهود (المحادثات مع ايران) أسلوب الخطوة خطوة ومبدأ التبادلية." وفرضت دول غربية عقوبات جديدة واوسع على قطاعي الطاقة والمصارف الايرانيين منذ بداية هذا العام ويتجه الاتحاد الاوروبي الى فرض حظر كلي على مشتريات النفط الخام الايراني في يوليو تموز. وقالت ايران يوم الاربعاء انها ستسعى الى انهاء العقوبات الغربية التي فرضت بسبب أنشطتها النووية في محادثاتها مع القوى العالمية في بغداد فيما يعكس انتهاج خط علني أكثر تشددا في الجمهورية الاسلامية يشير الى ان انهاء العقوبات مسألة حيوية لنجاح المحادثات. لكن الولاياتالمتحدة وحلفائها أوضحوا انه يتعين على طهران ان تتخذ اجراء لتبديد قلقهم بشأن طموحاتها النووية قبل ان يفكروا في تخفيف العقوبات.