أكد فايز جبريل، سفير ليبيا بالقاهرة، أن زيارة رئيس الوزراء عبدالله الثني، بعثت برسالة قوية إلى العالم مضمونها أن ليبيا ماضية بثقة في تنفيذ ارتباطاتها والتزاماتها من خلال التنسيق مع دول الجوار. من جانبه، شكك عز العرب أبو القاسم، مدير مكتب الإعلام الخارجي بالمجلس الأعلى للقبائل الليبية، في قدرة الحكومة على تنفيذ ما يمكن الاتفاق عليه على أرض الواقع، لأنها لا تملك السيطرة على الجماعات المسلحة، داعيا الحكومة المصرية إلى تفهم هذه النقطة والعمل على فك ألغازها .
وأكد أبو القاسم في تصريحات ل”العرب اللندنية”، أن من أهم الملفات التي طرحت على مائدة الحوار بين السيسي والثني، تدريب عناصر من الجيش الليبي وفتح مراكز تدريب لهم بمصر، ومناقشة سبل الدعم الممكن لدرء مخاطر الإرهاب وتأمين الحدود، والتي تعتبر بالنسبة إلى مصر خطيرة على أمنها القومي، مشيرا إلى أن أهم النقاط التي جرى التباحث حولها، وضع مدينة الكفرة على الحدود السودانية – المصرية - الليبية، والتي تمثل بالنسبة إلى القاهرة صداعا مؤلما، حيث يتم تدريب المسلحين هناك، ويتلقون أشكالا مختلفة من الدعم من جهات مختلفة.
وتبدو عملية دخول الجزائر على خط الأزمة الليبية، من أهم الملفات الغامضة في الأزمة الليبية حاليا، ويلف الالتباس مصير مبادرتها، التي أعلن عنها مؤخرا بصورة غير رسمية، فضلا عن عدم وضوح الرؤية بالنسبة إلى موعد اللقاء المنتظر في الجزائر بين الفرقاء الليبيين، والغضب المكتوم الذي يخيّم على مواقف بعض دول الجوار جرّاء الحديث عن مبادرة جزائرية مدعومة من فرنسا. ناهيك عن وضع السودان في الأزمة، والتي تعتبر من أهم عناصر الإرباك حاليا، عقب تردد معلومات قوية عن دعم الخرطوم لجماعات ليبية مسلحة، وقيامها باستيعابهم وتدريبهم داخل الأراضي السودانية.
وأكدت مصادر دبلوماسية مصرية ل”العرب”، أن بعض دول الجوار تتحفظ على الطريقة التي تدير بها بعض الجهات ملف المصالحة الليبية، بسبب الإصرار على مشاركة ميلشيات مسلحة، هي في نظر قوانين بلادها تندرج ضمن الجماعات الإرهابية، في إشارة إلى جماعة الإخوان، وهو ما يسبغ عليها اعتراف بشرعيتها ويضع دولة مثل مصر في حرج وتناقض بالغيْن.
وفي تصريح ل”العرب” قال هاني خلاف، سفير مصر في ليبيا سابقا، إن أهم القضايا التي ناقشها الرئيس السيسي وعبدالله الثني، كانت مسألة كيفية التعامل مع الدور السوداني ومدى إمكانية فتح حوار مع حكومة البشير لإنهاء الأزمة، وكيفية الوصول إلى صيغة ترضي جميع الأطراف، مشيرا إلى أن مصر تركز جهودها في المنطقة الشرقية، بينما المفروض أن تعمل في كل أنحاء ليبيا، وتستضيف جميع ألوان الطيف السياسي.