أعلن مسؤول إيراني أن هناك تنسيقاً مع العراق لمواجهة خطر داعش في حال تعرضت المزارات المقدسة للخطر. في وقت كشف مسؤول عسكري عراقي أن قواته تعاني من تعدد مصادر القرار في العمليات. كشفت إيران عن وجود تنسيق أمني مع العراق لمواجهة خطر تنظيم "داعش" يقضي بتدخل طهران عسكريًا في حال تعرض حدودها الأمنية للخطر، أو بحال تهديد التنظيم للمراكز الدينية الشيعية والمزارات المقدسة لدى الطائفة. وقال نائب وزير الدفاع الإيراني رضا طلايي، في مقابلة مع قناة "العالم" الإيرانية الأحد، إن التنسيق بين بغدادوطهران يقوم على التدخل بحال تجاوز داعش "الخطوط الحمراء لدى الجمهورية الإسلامية" مضيفًا أن طهران "مستعدة لمواجهة أي خطر إرهابي." وشدد طلايي على أن القوات المسلحة الإيرانية "ترصد أي تحركات إرهابية في المنطقة إن كانت تصدر من قبل الجماعات الإرهابية أو من الدول الاجنبية التي تتدخل في المنطقة" مضيفًا: "القوات المسلحة ستتدخل في حال تعرض حدودنا أو معتقداتنا الدينية، كالعتبات المقدسة للخطر، وستساعد بالتأكيد لردع تنظيم داعش الارهابي أو أي من التيارات الإرهابية. وانتقد المسؤول الإيراني ما وصفه ب"الغموض" المحيط بعمل وتشكيل التحالف لمكافحة تنظيم داعش وما وصفه ب"الجماعات الإرهابية التكفيرية" قائلاً: "لماذا فكروا الآن في مكافحتها رغم وجودها منذ فترة في المنطقة؟ ورأى طلايي، وهو يحمل رتبة عميد بالجيش الإيراني، أن العراقوسوريا نجحا حتى الساعة في "محاربة تنظيم داعش" معتبراً أن الأوضاع في البلدين "تنذر بهزيمة داعش والارهابيين بمساعدة الشعب والجيش والحكومة" مضيفًا: "يبدو أن أحد أسباب تشكيل الائتلاف الدولي هو أن أميركا وحلفاءها لم يكونوا يرغبون بالهزيمة أو عدم المشاركة في هذه العمليات." وختم طلايي بالقول: "أميركا وحلفاؤها تأكد لديهم أن تنظيم داعش والجماعات الإرهابية قد فشلا في تحقيق أهدافهما، لذا فصلوا أنفسهم عن التيارات الإرهابية، وشكلوا تحالفاً ضدها حتى يتبرأوا في ما بعد من جرائمها الإرهابية." في غضون ذلك، أكد قائد عسكري عراقي طالبًا عدم الإشارة إلى اسمه أو هويته أن «المشكلة التي تواجهها القوات العسكرية النظامية الآن هي تعدد مصادر القرار بسبب تعدد هويات الأجهزة والتشكيلات التي تقاتل حيث تختلط الميليشيات المنظمة وبعناوينها المعروفة مع المتطوعين الذين لبوا نداء المرجعية للقتال ضد داعش وغالبيتهم العظمى من أبناء الطائفة الشيعية، والذين لا ينتمون إلى أي من الميليشيات التي تقاتل هي الأخرى ضد داعش». وأضاف القائد العسكري في حديث مع صحيفة الشرق الأوسط أنه «في الوقت الذي يقاتل هؤلاء بقوة ولهم دور في الكثير من الصفحات القتالية لكن مشكلتهم تكمن في عدم انضباطهم عسكريًا كما أن ولاءهم إلى قياداتهم وليس إلى المؤسسة العسكرية، الأمر الذي بات يربك الكثير من خطط العمل العسكرية، والتي يذهب ضحيتها المتطوعون الجدد من غير المدربين، والذين يريدون دمجهم في وقت لاحق بالمؤسسة العسكرية». وتابع القائد العسكري قائلاً إنه «بعد التحالف الدولي ضد داعش بقيادة الولاياتالمتحدة الأميركية فقد سرت شائعات ومخاوف من أن الأميركيين سوف يصنفون الميليشيات كمنظمات إرهابية وهو ما بات يؤثر على سير العمليات القتالية في بعض المواقع». وردًا على سؤال بشأن القوات والعناصر التي يتكون منها الحشد الشعبي قال القائد العسكري إن «عناصر الحشد الشعبي هم أولا المتطوعون الجدد وثانيًا عصائب أهل الحق وثالثًا منظمة بدر ورابعًا سرايا السلام وخامسًا كتائب حزب الله». ومن جانبه، قال الكاتب الأميركي أندرو جيه باسيفيتش إن حرب العراق الثالثة قد تحولت إلى حرب شرق أوسطية رابعة عشرة، وذلك في ظل امتداد جهود أميركا لتقويض وتدمير تنظيم "داعش" إلى الأراضي السورية. وأوضح باسيفيتش -في مقال نشرته صحيفة (الواشنطن بوست)- أن سوريا بذلك باتت الدولة الرابعة عشرة من دول العالم الإسلامي التي تجتاحها قوات أميركية أو تحتلها أو تقصفها، والتي تعرّض فيها جنود أميركيون للقتل أو قتلوا غيرهم.. وذلك منذ عام 1980 فقط. ورأى باسيفيتش أن أميركا خاسرة في تلك الحرب مهما أحرزت من انتصارات.. وقال إن إنزال الهزيمة ب "داعش" إنما يجرّ أميركا أكثر وأكثر إلى مضمار مغامرة قديمة ثبت بالتجربة كم هي مُكلفة وذات نتائج عكسية .. وأكد في هذا السياق أن إنزال جنود على الأرض أو الاعتماد على القصف من الجو لن يثمر عن استقرار بالمنطقة.