أسعار الجمبري والكابوريا اليوم السبت 4-5-2024 في محافظة قنا    عمرو أديب عن الفسيخ: "مخلوق مش موجود غير في مصر.. تاكله وتموت سعيد"    مصدر ل تايمز أوف إسرائيل: صبر واشنطن مع حماس بدأ ينفد    8 مستندات لتحديد تاريخ مخالفة البناء.. اعرفها لتقديم طلب التصالح    أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 4 مايو 2024.. عز 24155 جنيها للطن    توريد أكثر من 16 ألف طن قمح بالإسكندرية    أخبار مصر: خبر سار للاقتصاد المصري، فرمان بنهاية شيكابالا في الزمالك، شيرين تثير الجدل بالكويت، أمريكا تطالب قطر بطرد حماس    أسعار الذهب في بداية تعاملات السبت 4 مايو    حسين هريدي: أمريكا لا تؤيد فكرة وقف إطلاق نار دائم في غزة    دبلوماسي روسي ينتقد الاتهامات الأمريكية بتورط موسكو في الهجمات الإلكترونية على أوروبا    بلينكن يقول إن هجوما إسرائيليا على رفح سيتسبب بأضرار "تتجاوز ما هو مقبول    جيش الاحتلال يعتقل 5 فلسطينيين من بلدة سبسطية شمال غربي نابلس بالضفة الغربية    الزمالك يختتم تدريباته استعدادًا لمواجهة سموحة    موعد مباراة الأهلي والجونة والقنوات الناقلة في الدوري المصري    بداية من اليوم.. ممنوع دخول المقيمين إلى مكة المكرمة إلا في هذه الحالة    تصل ل600 جنيه.. سعر اللوحات المعدنية في قانون المرور الجديد (تفاصيل)    حالة الطقس المتوقعة غدًا الأحد 5 مايو 2024 | إنفوجراف    مونودراما فريدة يختتم لياليه على مسرح الطليعة في هذا الموعد    نشرة المرأة والصحة : نصائح لتلوين البيض في شم النسيم بأمان.. هدى الإتربي تثير الجدل بسعر إطلالتها في شوارع بيروت    اكتشاف جثة لطفل في مسكن مستأجر بشبرا الخيمة: تفاصيل القضية المروعة    إصابة 15 شخصًا في حادث سيارة ربع نقل بالمنيا    تشكيل مانشستر سيتي المتوقع أمام وولفرهامبتون    30 دقيقة تأخير في حركة قطارات «القاهرة - الإسكندرية» السبت 4 مايو 2024    حدث ليلا.. خسارة إسرائيل وهدنة مرتقبة بغزة والعالم يندفع نحو «حرب عالمية ثالثة»    المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    وفاة الإذاعي الكبير أحمد أبو السعود.. شارك في حرب أكتوبر    إغماء ريم أحمد فى عزاء والدتها بمسجد الحامدية الشاذلية    دراسة جديدة تحذر من تربية القطط.. تؤثر على الصحة العقلية    إسماعيل يوسف: «كولر يستفز كهربا علشان يعمل مشكلة»    رسالة من مشرعين ديمقراطيين لبايدن: أدلة على انتهاك إسرائيل للقانون الأمريكي    الإسكندرية ترفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال أعياد القيامة وشم النسيم    مالكة عقار واقعة «طفل شبرا الخيمة»: «المتهم استأجر الشقة لمدة عامين» (مستند)    37 قتيلا و74 مفقودا على الأقل جراء الفيضانات في جنوب البرازيل    جوميز يكتب نهاية شيكابالا رسميا، وإبراهيم سعيد: بداية الإصلاح والزمالك أفضل بدونه    رشيد مشهراوي ل منى الشاذلي: جئت للإنسان الصح في البلد الصح    معرض أبو ظبي للكتاب.. جناح مصر يعرض مسيرة إبداع يوسف القعيد    مصطفى بكري عن اتحاد القبائل العربية: سيؤسس وفق قانون الجمعيات الأهلية    حسام موافي يوضح خطورة الإمساك وأسبابه.. وطريقة علاجه دون أدوية    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    مصرع شاب في حادث اليم بطريق الربع دائري بالفيوم    سبت النور.. طقوس الاحتفال بآخر أيام أسبوع الآلام    هييجي امتي بقى.. موعد إجازة عيد شم النسيم 2024    حازم خميس يكشف مصير مباراة الأهلي والترجي بعد إيقاف تونس بسبب المنشطات    عرض غريب يظهر لأول مرة.. عامل أمريكي يصاب بفيروس أنفلونزا الطيور من بقرة    سلوي طالبة فنون جميلة ببني سويف : أتمني تزيين شوارع وميادين بلدنا    250 مليون دولار .. انشاء أول مصنع لكمبوريسر التكييف في بني سويف    دينا عمرو: فوز الأهلي بكأس السلة دافع قوي للتتويج بدوري السوبر    أول تعليق من الخطيب على تتويج الأهلي بكأس السلة للسيدات    برلماني: تدشين اتحاد القبائل رسالة للجميع بإصطفاف المصريين خلف القيادة السياسية    دعاء الفجر مكتوب مستجاب.. 9 أدعية تزيل الهموم وتجلب الخير    دعاء الستر وراحة البال .. اقرأ هذه الأدعية والسور    توفيق عكاشة: الجلاد وعيسى أصدقائي.. وهذا رأيي في أحمد موسى    عضو «تعليم النواب»: ملف التعليم المفتوح مهم ويتم مناقشته حاليا بمجلس النواب    «البيطريين» تُطلق قناة جديدة لاطلاع أعضاء النقابة على كافة المستجدات    طبيب يكشف سبب الشعور بالرغبة في النوم أثناء العمل.. عادة خاطئة لا تفعلها    أخبار التوك شو| مصر تستقبل وفدًا من حركة حماس لبحث موقف تطورات الهدنة بغزة.. بكري يرد على منتقدي صورة حسام موافي .. عمر كمال بفجر مفاجأة    «يباع أمام المساجد».. أحمد كريمة يهاجم العلاج ببول الإبل: حالة واحدة فقط بعهد الرسول (فيديو)    المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالصور.. "قاهر خط بارليف" فى حوار خاص ل"الفجر"
نشر في الفجر يوم 06 - 10 - 2014


هند خليفة



التحقت بالجيش بعد تخرجي من الهندسة وشاركت في بناء السد العالي


67 "كمين" نصبته أمريكا وإسرائيل ل"عبد الناصر"


فكرة تحطيم "خط بارليف" بمدافع المياه جاءتني وأنا أسير أمامه


قائدي الوحدات اقترحوا نسف الخط بالمتفجرات وذلك كان سيتسبب فى موت 20 ألف جندى


فكرتي عرضت على "عبد الناصر" وتم تجربتها 300 مره قبل التنفيذ


في 6 أكتوبر فتحنا 60 ثغرة ب"بارليف" خلال 8 ساعات وعبر القناة 80 ألف جندي


توقيع "كامب ديفيد" لم ولن يكون تخاذل


عبد الناصر أكبر مثال للحاكم المدني وليس العسكري


شعرت بالفخر والعزة والكرامة حينما خطب "السيسي" أمام الأمم المتحدة


"السيسي" أنقذ مصر من هجمة تتاريه .. ومستقبلنا ممتاز


"السيسي" شخصية نادرة يشبه عبد الناصر.. وكنا نحتاجه في الفترة الحالية

تم الحصول على صفقة أسلحة كبيرة من روسيا بعد زيارة الرئيس الأخيرة لها


مبارك كأي بشر يصيب ويخطئ .. وأتوقع حصوله على البراءة




اللواء باقي زكي الذي ذكره التاريخ ب"قاهر خط بارليف"، فهو صاحب فكرة تحطيم ذلك الحصن المنيع في حرب أكتوبر 1973، والذي يعد أقوى خط دفاعي تم بناؤه في التاريخ، فبناه العدو الصهيوني بارتفاع يقترب من 22 متر، على طول الساحل الشرقي لقناة السويس والذي كان يبدأ من قناة السويس حتى شبه جزيرة سيناء، لتحصينهم من أي ضربات مصرية وعبور قواتنا إليهم بعد الاستيلاء على سيناء.


وفي الذكرى ال 41 لحرب أكتوبر المجيدة وتحطيم خط بارليف، ذهبت بوابة "الفجر" إلى منزل اللواء أركان حرب متقاعد "باقي زكي"، وأجرت معه حوار كشف خلاله تفاصيل وأسرار حول تحطيم خط بارليف ، ورؤيته حول الأوضاع الأخيرة في مصر ومستقبلها.


في البداية كلمنا عن حياتك قبل التحاقك بالقوات المسلحة؟

كنت أدرس في كلية الهندسة بجامعة عين شمس، قسم الميكانيكا، سنة 1954.


وكيف التحقت بالقوات المسلحة ؟

التحقت بها في نفس عام تخرجي من الجامعة، حيث كان مطلوب ضباط مهندسين، فقدمت طلب والتحقت معهم، وخدمت بالقوات المسلحة ثلاثون عاماُ من عام 1954 حتى عام 1984 ، كنت في خمس سنوات منهم برتبة لواء.


كيف جاءت مشاركتك في بناء السد العالي ؟

في عام 1964 أثناء خدمتى بالقوات المسلحة، طلب المسئولون خبرات في ميكانيكا السيارات والمعدات الفنية من القوات المسلحة فقاموا بتشكيل مجموعة كنت أحد افرادها وكنت مسئول عن جراج الشرق والذى كان فيه 500 سيارة قلاب، وكنا نعمل 3 ورديات يومياً، وكان لدينا برامج صيانة واصلاح وبرامج نقل، وأستمر العمل حتى خمسة يونية 67 يوم النكسة .


ما تعليقك على حرب 67 وتعريفها بيوم النكسة ؟

أرى أنها ليست نكسه بل كانت خديعة للرئيس جمال عبد الناصر، فهو كان مقتنع بالقومية والوطنية والعروبة، وعندما شارك في حرب اليمن وضعت له الدول الكبرى المهيمنة بذلك الوقت خط أحمر بتلك الحرب، ولكن عبد الناصر تخطاه، فزودوا إسرائيل بمعدات كثيرة ومتنوعة و متقدمة وحددوا لها ميعاد في الخامس من يونيو، وقاموا بخطة طيران عالية للتشويش على المنطقة، وإصدار اشعاعات من خلال مراكب بالبحر الأبيض المتوسط، وبعدها أعطوا تعليمات لدخول سيناء، إذا فنحن لم نحارب و كان "كمين" تم بمصر حتى يوقفوا جمال عبد الناصر عند حد معين بحرب اليمن، وحينما تنحى جمال عبد النصر ، الشعب رفض تنحيته رغم الهزيمة، فالشعب المصري أثبت للعالم أنه يفهم خفايا الأمور، فما فعله الشعب كان استفتاء جديد له علامة مميزة لقدرة الشعب على التحمل والذي كررها مع السيسي بالوقت الراهن


كيف قرأت بيان تنحي الرئيس جمال عبد الناصر ؟

بيانة يدل على القوة، والدليل على ذلك حينما قال صيحته "ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة" .


هل تعامل الشعب مع الجيش تغير بعد نكسة 67 ؟

علاقة الشعب بالجيش بعد 67 لم تكن سيئة، لكن أصبح لا أحد يستطيع أن يمشي بالكاب الخاص بالقوات المسلحة في الشوارع، ولم يكن ذلك سببه الخوف ولكنه حزناً على ما حدث .


هناك من يرى أن قيادات الجيش المصري كانت لها دور في نكسة 67 فما رأيك بذلك ؟

قيادات الجيش قامت بدورها بالكامل قبل نكسة 67 ولكنها كانت خديعة ومكيدة من الدول المهيمنة حين ذلك، وأكبر دليل على ذلك هو انتصارنا بحرب أكتوبر عام 73 وقبلها حرب الاستنزاف ذلك النصر الذى تسبب فيه العسكري المصري بقدرته وامكانياته وصبره وايمانه ومعدنه .


وماذا عن حرب الاستنزاف ؟

هى كانت رفض لهزيمة 67 وكانت أول عملية فيها هي "رأس العش" وبعدها توالت العمليات العسكرية والفدائية كتحطيم سفينة إيلات وغيرها فإن حرب الاستنزاف هي التي أدت إلى نصر أكتوبر المجيد وهي التي جهزت القوات المسلحة لدخول حرب أكتوبر وتسببت في الحصول على كافة المعلومات التي ساعدتنا في اتخاذ قرار الحرب.


كيف سيطرت قوات العدو على قناة السويس في ذلك الوقت ؟

وصل العدو إلى شرق قناة السويس وكانوا قد تعاقدوا مع شركات أوربية متخصصة لعمل ساتر ترابي يوضع بداخلة خط بارليف ، والذي يمتد من بور سعيد إلى السويس لبناء قلاع حصينة، ووضعوا قوات احتياطية في عمق سيناء لصد أي هجوم لنا لاستعادة الأرض ليمنعوا المصريين من عبور القناة، ويفصلوا سيناء عن الضفة الغربية والقناة، ويردعوا أي أمل للمصريين لاستعادة الأرض، وفي 5 يونيو صدرت تعليمات بعودة كل الضباط المنتدبين لجهات مدنية ووقتها عدت إلى الفرقة 19 غرب القناة في نطاق الجيش الثالث .


كيف جاءتك فكرة تحطيم خط بارليف ؟

كان يجذبنى خلال عملي اليومي وبمروري الدائم أمامه، منظر الساتر الترابي شرق القناة بل وكان يدور في داخلي حديث متقطع أنه لو كان هذا الساتر في أسوان لما كان هذا شأنه مهما زاده العدو ارتفاعا وعمقاً وتجهيزاً، لأن مضخات التجريف ومدافع المياه كانت ستمزقه واستمر هذا الحديث يتكرر ويعلو بداخلي مع علو ارتفاع الساتر وتطور العمل في استكماله مع كل مرور لي بالقرب منه وما أكثره حيث كان عملي كرئيس لفرع المركبات يستلزم ذلك باستمرار.


كيف عرضت فكرتك على القيادات بالقوات المسلحة ؟

بعدما جاءت تعليمات للفرقة 19 للعبور والاقتحام، تم عقد اجتماع لدراسة مشاكل التشكيل المنتظر مواجهته أثناء عبور الساتر الترابي وحجم الصعوبات المتشابكة الجاري التعامل معها، فكان أمامنا وفقاً للخلفية العسكرية في الحروب السابقة كالحرب العالمية الأولى والثانية أن نقتحم هذا الخط الهائل (21 م ارتفاع – عرضة 12 م – ميله في اتجاه القناة 80 درجة ) بالوسائل التقليدية كالمفرقعات والمدفعيات المكثفة و الصواريخ و قنابل الطائرات و القنابل النووية والطوربيدات الينجالور، وكان أقل زمن يستغرق لعبور خط بارليف بتلك البدائل السابقة من 12 إلى 15 ساعة وحتى 24 ساعة، بالإضافة إلى أن الخسائر في الأرواح قد تصل إلى 20 % غير المصابين ، فأنا كرئيس فرع مركبات لفت نظري الوقت الكبير الذى سوف يكون بدون تغطية للعساكر وكذلك الخسائر والإصابات للعساكر التي قد تصل إلى 20000 شهيد، فاقترحت على المرحوم اللواء "أ.ح / سعد زغلول عبد الكريم خلال الاجتماع أن نضخ المياه على الساتر الترابي، وهذه الفكرة التي لخصتها في الآتي: "أن يتم استخدام مياه القناة لتجريف الساتر الترابي، وفتح ثغرات فيه كأحد البدائل الجاري دراسة استخدامها لفتح الثغرات جنباً إلي جنب مع ما هو مطروح من بدائل، فاستطردت في العرض قائلاً إنه يمكن على نحو مشابه لما تم في السد العالي استخدام مضخات ذات ضغط عالي يتم تحميلها على زوارق خفيفة لسحب مياه القناة، ودفعها بواسطة مدافع مياه على جسم الساتر في الموقع المواجهة لها لتترسب بها إلى قاع القناة وعلى أن يتم مع استمرار تدفق المياه المندفعة فتح الثغرات بعمق الساتر" .


كيف استقبلت القيادات العسكرية فكرتك أثناء الاجتماع ؟

لأول وهلة شعر قائد التشكيل مع جميع قيادات التشكيل الحاضرين بالاجتماع ببساطة الفكرة والسهولة المتناهية الممكن تنفيذها، خصوصاً إذا ما قورنت بحجم الإجراءات والمعدات والموارد اللازمة لتنفيذ البدائل الأخرى المطروحة، فسألني قائد الفرقة عن إحتمال نجاح الفكرة فأجبته إن اعتمادنا علي قانون نيوتن الثاني يجعل النتيجة مؤكدة ، وسألني عن الزمن فقلت كلما زادت عدد الطلمبات الماصة الكابسة التي تضخ المياه من القناة إلى الكثبان الرملية كلما قل الزمن، وسيتم ذلك بدون فقد في الخراطيم وبقوة اندفاع تحرك الرملة فتنزل بوزنها حيث سيتم توظيف قوة اندفاع المياه لتحريك الرملة .

متى كان هذا الإجتماع ؟

حدث هذا الاجتماع بأواخر شهر مايو 1969 م .


كيف تعاملت قياداتك بالقوات المسلحة مع الفكرة ؟

قام السيد قائد التشكيل لواء أ.ح سعد زغلول بعد اقتناعه بمناسبة وضع الفكرة كأحد الحلول الجاري تجربة استخدامها خصوصاً مع النتائج المحدودة للبدائل الأخرى، فقام بالاتصال بقائد الجيش الميداني الثالث لتحديد موعد لعرض الفكرة، وصاحبته إلى قيادة الجيش في الموعد المحدد وقمت بعرض الفكرة عليه بحضور رئيس مهندسي الجيش، وقام بعرض الفكرة ومناقشتها مع جميع جوانب الاتصال بغرف العمليات، حيث قرر أن أقوم فوراً بعرضها علي نائب رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة وعدت في نفس اليوم وعرضتها على قائد التشكيل كما تم في هيئة العمليات وإدارة المهندسين، ثم طلب منى كتابة تقرير مختصر للفكرة لعرضها في الاجتماع الدوري مع الرئيس عبد الناصر وأجهزة القيادات العامة بمقر القيادة العامة، الذي استمع إليها باهتمام شديد وتمت مناقشة كل جوانبها، وأمر الزعيم جمال عبد الناصر بدراستها وتجربتها وتنفيذها في حالة نجاحها.


كيف تمت تجربة الفكرة ؟

في البداية قمنا بتجربة الفكرة في حلوان من خلال طلمبة من السد العالي علي ساتر ترابي تم عمله فعبر الساتر في 4 ساعات ونصف، ثم قمنا بتجربتها 300 مرة علي أنواع أراضي متنوعة وبطلمبات مختلفة من عدة دول كأنجلترا وألمانيا ، أخرها تم تنفيذه في جزيرة البلاح داخل القناة المشابهة لساتر بارليف وتم عبوره في 3 ساعات وعدة دقائق، وصدر الأمر ببدء تنفيذ استخدام أسلوب التجريف في فتح ثغرات الساتر الترابي في يناير 1972 وبعد نجاح أخر تجربة لخطة هدم خط بارليف تم التصديق على أن يكون العبور من خلال أسلوب التجريف.


كيف تم تنفيذ خطة التجريف بحرب أكتوبر لهدم خط بارليف ؟

بدأت كافة الإدارات تستعد وتدرب الأفراد وتجهز المعدات وعبرنا خط بارليف يوم النصر 6 أكتوبر 1973 م، حيث بدأنا الحرب الساعة 2 ظ وحتى السادسة لم نفتح سوى ثغرة واحدة ولكن حتى الساعة العاشرة تم فتح 60 ثغرة فنزل من الساتر الترابي 90 ألف متر مكعب رمل ، وكان عدد الشهداء 87 شخص فقط بدلاً من 20000 كانوا سيسقطون في حالة استخدام البدائل الأخرى، وعبر القناة 80000 عسكري والباقين رجعوا أبطال كلهم.


ما أكثر اللحظات التي خلدت في ذاكرتك أثناء حرب أكتوبر ؟

عرضت الفكرة وانا مقدم وترقيت فكنت أثناء حرب أكتوبر 1973 رئيس فرع مركبات الجيش الثالث بالكامل و كنت مسئول عن التأمين الفني للمعابر والمحاور غرب وشرق القناة، وفي اخر نهار يوم النصر قالوا أن هناك ثغرة بالفرقة السابعة أرضها مائلة بشكل كبير ولا يستطيعون تحطيمها بشكل كامل فقلت لهم سوف أحضر معكم ، واخذت الشاويس "علي" قائد سيارة النجدة وذهبنا لهناك، وجدت أن الميل على الارض صعب جداً، وكان الموقف من أحلى فترات حياتي حتى الان وانا أقف داخل الثغرة من سبعة صباحاً يوم 7 اكتوبر، والمياه تفتح لتحطيمها والعدو يضرب علينا الطلقات كالمطر والحماية كانت من خلال جناب الثغرة، كنت أشعر بإحساس لم يشعر به باني الهرم الأكبر حين بناه، كانت أعز دقائق مرت بحياتى والثغرة تفتح.


ما أسعد اللحظات التي مرت عليك بحرب أكتوبر ؟

عندما عبر الثغرات 80 الف عسكري مثل الشرايين التي دخلت في قلب أرض سيناء فأعطتها الدم والقوة، فخط بارليف هدم والإسرائيلين تم حصارهم وعادت القوات المسلحة واتخذت القوات الرئيسية أماكن بشرق القناة و أبهرنا العالم بأثره.


كيف استقبلتم وقف اطلاق النار؟

كنا نؤدي المهام متواصلة بشكل مرتب في عز الحرب لان كل جندي يعرف ما يجب عليه فعلة وفي أي وقت وكان نظام كامل متكامل ، نحن بالقوات المسلحة ننفذ خطط بتوقيتات محسوبة ومحددة بتوقيت.


هناك من يرى إن اتفاقية كامب ديفيد حولت النصر إلى تخاذل .. فما رأيك؟

لا ، على الإطلاق فهذا الكلام يكون صحيح لو لم نكن منتصرين بالحرب، ولكننا وقعنا اتفاقية السلام ونحن بموقف قوة، ويجب أن تعلم الأجيال القادمة أننا كنا لا نحارب إسرائيل فقط بل أمريكا وأن أمريكا قامت بفتح جسر جوى لنقل الأسلحة إلى ساحة القتال، لدرجة أن هناك دبابات كانت جديدة الصنع تقذفها الطائرات بأطقمها داخل ساحات القتال.


هل فقد الجيش المصري سيطرته على سيناء بعد التوقيع على كامب ديفيد ؟

إطلاقاً ، فلا يوجد حبة رمل خارج سيطرتنا بسيناء.


البعض يردد أن مصر تحكم منذ ثورة 52 بحكم عسكري .. فما رأيك ؟

أنا خريج هندسة مدني والتحقت بالجيش للعمل وعملت في معركة تنمية السد العالي ومعركة التحرير في السادس من اكتوبر، وأتشرف أنني ابن هذه المؤسسة التي علمتنا الوطنية، فالسيسي هو عبد الناصر والفرق بينهم الزمن فكلاهما مصري خرج من أرضها ويعمل من اجل حمايتها، فعبدالناصر مصري أصيل أول قرار اتخذه كان للفلاحين والعمال، وهو أكبر مثل للحكم المدني الاصيل لو قولت عسكر يبقى ميزنا العسكر بجمال، فلا يوجد حكم العسكر فنظام العسكر هي مدة خدمة وطنية .


كيف استقبلت ثورة 30 يونيو التي أسقطت حكم الإخوان ؟

ما حدث عبارة عن ومضة نور لشعب فاهم ومدرك ولا يمكن أن يضحك عليه أحد ، وذلك من أيام مينا موحد القطرين وحتى الان، فالشعب المصري هو من قال لا وقال أه أيضاً بإمكانيات، فنحن أسياد العالم ليس بالمنطقة فقط ولكن من 7 الاف سنة فنحن منذ20 الف سنة عرفنا التوحيد قبل الاديان السماوية ما تنزل مصر .


كيف شاهدت خطاب الرئيس مؤخراً بالأمم المتحدة ؟

شعرت بالفخر والعزة والكرامة وأن كل من حوله يتمنوا يكونوا مصريين، وهتاف الرئيس ب "تحيا مصر" كان ارتجالي لأنه عايشها.


هل السيسي استرد كرامة الجيش بعد التوتر الذي حدث بين الشعب والمجلس العسكري السابق أثناء فترة توليه شئون البلاد بعد 25 يناير ؟

كرامة الجيش مصونة ومحفوظة لم يمسها بني آدم، والجيش من تاريخه حتى الأن لم يمسه أحد كرامته، وعندما تولى المجلس العسكري قام بواجبه والسيسي انقذ البلد من هجمة تتارية محتلة أرادت تخضع شعب شريف له كرامة فاندثرت في سنه، ربنا حامي هذه البلد، فكل الرسالات السماوية بدأت من مصر فمصر لا أحد يخاف عليها فهي محفوظة بيد الله.


تردد هتاف يسقط حكم العسكر بعد ثورة 25 يناير ، فما تعليقك ؟

مفيش حاجة اسمها عسكر فالجيش المصري هو ابني واخوك وكلنا شعب واحد فالجيش جزء من الشعب وكيانه مؤسسة عسكرية ضمن مؤسسات الدولة يتميز بالنقاء والنظام وحكم العسكر كلمة دخيلة علينا ومن يردد ذلك ويصدق نفسه هيتحرق مع الوقت.


بصفتك رئيس هيئة التسليح بالجيش سابقاً .. هل فتح قناة إتصال مع روسيا عسكرياً سينوع تسليح الجيش بدلاً من الاعتماد على أمريكا كما بالسابق ؟

نحن نتعاون مع كل من يتعاون معنا فقد تم الحصول على صفقة أسلحة كبيرة من روسيا بعد زيارة الرئيس الأخيرة لها، فمصر تنوع مصادر الطاقة والاسلحة طبقا لإحتياجاتها .


من خلفيتك العسكرية هل مشروع القناة الجديدة هو عودة للمشروعات القومية ؟

الرئيس قال مشروع قناة السويس هو هدية لمصر وللعالم أجمع فهو مشروع قومي يبنى بأيدي مصرية وبأموال مصرية وعلى أرض مصرية وتحت أشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.


كيف ترى مستقبل مصر ؟

الرؤية المستقبلية ممتازة وأننا على الطريق الصحيح وأمامنا هدف واضح وطريق واضح ومستقبلنا برجالنا واضح ، لن نعتدي على احد ولن نسمح لاحد بالإعتداء علينا.


ما التحديات التي قد تواجه الرئيس السيسي ؟

الرئيس لديه قدرة علي التغلب على كل التحديات بإيمانه ببلدنا وشعبنا وسلامة خطه الذى يسير عليه.


منذ ثورة 30 يونيو والشعب يشبه "السيسي" ب"عبد الناصر" فما رأيك؟

السيسي أقرب إلى عبد الناصر فعبد الناصر شخصية نادرة، قوى الشخصية والإرادة وكانت الفترة تحتاج لمثل هذا الرجل الذي قام بجلاء الإنجليز عن مصر وتحقيق حلم العروبة وإحداث تنمية صناعية وإجتماعية كبرى، أما السادات فهو رجل فلاح ذكى ضحك علي إسرائيل بشهادة مناحم بيجين حين قال أن السادات ضحك على وأخذ الأرض وأعطانى ورقة وأيضاً كان حكيماً بإتخاذ قرار الحرب وبقرار وقف الحرب.



من معاصرتك للرئيس الأسبق "مبارك" .. ما رأيك فيه وما حدث له بعد الثورة ومحاكمته؟

مبارك كان قائد قوات جوية متميز في عمله ومخلص في أداء واجباته، أتذكر حينما التقيت به وكان شخصية شهيرة بالكسوف والخجل، هو أدى رسالته كاملة في حرب أكتوبر وبعدها نال شرف الرئاسة لعدة دورات، ولكنه كأي بشر يصيب ويخطئ وما فعله ايجابا كان مميزا وما حدث حوله سلبا لا يصل بقيمته الى حجم ما أعطاه لمصر والقوات المسلحة المصرية، وأتوقع أن يحصل على براءة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.