تصريح قصير أدلى به عمر موسى فى وجه عبد المنعم أبو الفتوح – كل منهما مرشح مستقل للرئاسة- لا يمكن أن نعتبره من تصريحات المنافسة الانتخابية أو الصراعات السياسية، فهو تعبير دقيق عن الواقع الذى يفصل بين الرجلين. كان موسى ضيفا على عمرو أديب الذى ناوشه برفض أبو الفتوح لأن يكون نائبا له فى حالة ما نجح موسى وفاز بالمنصب الرئاسى، عمرو وبعد أن ألصق لقب الشيخ بعبد المنعم أبو الفتوح قال إن مصر تحتاج رجل دولة، وليس رئيساً يذاكر من البداية. هذا التصريح يقدم أوراق اعتماد عمرو موسى بالنسبة لكثيرين يبحثون عن رئيس مناسب، فهو كما يقول يستطيع بعد ساعات قليلة من دخول القصر الجمهورى – إذا فاز بالمنصب – أن يمارس مهامه كرئيس، يستطيع أن يجرى اتصالات مع أى من رؤساء وحكام العالم، لوضع مصر فى السياق العالمى من جديد. لكن الآخرون الذين لم يسبق لهم العمل السياسى إلا فى مساحات الهواة، لن يستطيعوا أن يمارسوا عملهم إلا بعد شهور بعد أن يدرسوا الملفات المتراكمة على مكتب الرئيس المنتظر. موسى يثق فى قدراته.. أما أبو الفتوح وكما ينقل البعض عنه أنه بدأ يتعامل مع نفسه ومع الآخرين أنه الرئيس القادم، رفعت الأقلام وجفت الصحف.. سأل مؤخرا أحد الذين تعاملوا مع مبارك عن قرب عن شكل العمل والتعامل فى القصر الجمهورى، وكأنه يريد أن يطمئن على مستقبله فى القصر الرئاسى، رغم أنه صرح قبل ذلك بأنه إذا فاز بالمنصب فلن يترك منزله ويذهب إلى أى من قصور الرئاسة.. وهو تصريح كان يزايد به على الآخرين، وهو يعرف أنه لن ينفذه أبدا. عمرو موسى بدأ يخرج عن دبلوماسيته فى حديثه عن المرشحين الآخرين، وإن كانت الأمانة تقتضى أن نشير إلى أنه لم يجر شكل الآخرين، بل بدأ الآخرون فى توجيه الضربات إليه.. ولم يكن أمامه إلا أن يرد. ميزة عمرو موسى الأساسية أنه يتحرك دون أن يكون لديه إحساس بأن على رأسه بطحة.. لقد تحرر من سطوة النظام السابق.. كما أنه يملك ما يقوله.. ويعرف جيدا ما الذى عليه فعله.. ولذلك فإن فرصة عمرو موسى كبيرة جدا، خاصة أن هناك كثيرين يعلنون أنهم لن يمنحوه أصواتهم، ربما خوفا من هجوم الثوار.. لكنهم خلف الستارة سيصوتون لعمرو موسى وحده.. ليس لأنه الأكفأ.. بل ربما لأنه المناسب