قال الخبير العسكرى اللواء عبد الرافع درويش معقبا على العمليات العسكرية التى يقوم بها التحالف الدولى الذى تقودة الولاياتالمتحدة لتوجيه ضربات عسكرية إلى تمركزات داعش الإرهابى فى سوريا، إن الهدف الرئيسى من تلك العمليات هو الاتفاف على مجلس الأمن عقب فشل الولاياتالمتحدة فى الدفع به فى اصدار قرار بتوجيه ضربات عسكرية إلى الجيش السورى بسبب الفيتو الروسى والصينى، مؤكدا على الاكاذيب التى تدعيها الولاياتالمتحدة بخصوص "الحرب على الإرهاب" فى حين أنها تستهدف القضاء على الجيش السورى الوطنى تمهيدا لتقسيم سوريا على غرار العراق. وأضاف درويش فى تصريحات خاصة "للفجر": أن ما يقوم به التحالف الدولى بقيادة الولاياتالمتحدة بقصف مواقع تابعة لتنظيم داعش الإرهابى داخل الأراضى السورية هو اعتداء واضح على السيادة السورية على الرغم مما اعلنه الجانب السوري بخصوص تلقيه بلاغ من قبل الولاياتالمتحدة يفيد باعتزامها القيام بتلك العمليات، مؤكدا على أن قيام امريكا بضرب داعش مسألة وقتية وذريعة لدخول الأراضى السورية لتوجيه ضربات عسكرية موجعة للجيش السورى مدعية كذبا أن ذلك جاء عن طريق الخطأ خوفا من رد الفعل الروسى.
وحول مشار كة السعودية والامارات فى التحالف الدولى لقصف مواقع لتنظيم داعش داخل سوريا على الرغم من المرونة الكبيرة التى ابداها الطرفان مؤخرا تجاه نظام بشار الأسد والمغايرة لمواقفهما السابقة، اكد درويش أن الخليج مهدد بسبب تنامى الظاهرة الإرهابية وهو يتخذ من الاجراءات والتدابير التى تحفظ أمنه واستقراره، مشيرا إلى أن داعش والتهديدات التى يمثلها هى الأرضية المشتركة الآنية التى جمعت بين هذه الاطراف التى لاتعنى خطة بعيدة الأمد.
وتابع درويش: أن تنظيم داعش الإرهابى قدم تجربة فريدة وغير مسبوقة فى تنامى قوته والحصول على مصادر للتمويل الذاتى عبر استيلائه على مصافى النفط هذا بخلاف سيطرته على مدن فى العراقوسوريا الأمر الذى يؤهله للعب ادوار مرعبة فى تردى الأوضاع الأمنية ليس لها سابقة فى التاريخ الإنسانى حيث استطاعت الدول التغلب على مثل هذه التنظيمات الإرهابى.
وحول الدور الروسى الداعم الرئيسى لنظام الأسد وصمته المريب ازاء العمليات العسكرية الأمريكية ضد السيادة السورية ، اكد درويش أن روسيا اعلنت بوضوح عدم قبولها لأى اعتداء على سوريا وسيادتها قبل بدء هذه العمليات وصمتها الآن دلالة على قدر من الموائمات التى حدثت بين الجانب الروسى والأمريكى ، موضحا أن المصالح الذاتية الروسية هى المحددات الرئيسية للعلاقات الروسية الخارجية حيث تتطلع للحفاظ على تواجدها فى المياه الدافئة دون مزيد من التصعيد يؤثر سلبا على مصالحها مع الاطراف الأخرى، مشيرا إلى تجربتنا فى حرب اكتوبر مع الاتحاد السوفيتى الذى وقف بجوار الولاياتالمتحدة وإسرائيل قبل وأثناء الحرب حين لم يعط الجيش المصرى السلاح بالمواصفات المطلوبة ، كما اكد أن ذلك الدرس التاريخى يجب أن يعلمنا عدم الاعتماد على طرف خارجى والعمل فى اطار الموقف العربى ومعايير الأمن القومى المصرى على وجه الخصوص العربى عموما من خلال خطة واستراتيجية عربية متكاملة.
واختتم درويش حديثه قائلا: ادعو إلى استثمار المناخ الايجابى لانسجام الموقف العربى من اجل اعداد خطة واستراتيجية عربية متكاملة لمواجهة التحديات المشتركة التى تهدد الوطن العربى عبر تطويرالهيئة العربية للتصنيع اعتمادا على كفاءة الجانب المصرى وخبراته فى مجال صناعة السلاح وتمويل الخليج وذلك من اجل انتاج سلاح عربى يوفر لنا حرية واستقلال القرار العربى ويقينا شر متغيرات الواقع الدولى وانماط العلاقات الدولية المرتهنة به فى اطار عالم يحكمه المصالح واطراف قد تتقاطع معنا مرحليا ولكنها على استعداد لتغيير موقفها طبقا لاعتبراتها الشخصية.